• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حين يصير الواعظ عين السلطة .
                          • الكاتب : موسى كاظم صادق .

حين يصير الواعظ عين السلطة

 أكثر ما نخشاه، هو أن يتأثر الناس بالباطل، بعدما تمنحه الحكومات بريق الكياسة، وتجعل منه ظلا للعروش، فواعظ السلطة يرى بعينها وينطق بلسانها 
وقد سألوا واعظا منهم وهو يوسف القرضاوي عن قضية عاشوراء ومقتل الإمام الحسين عليه السلام، فقال لا خصوصية لمقتل الحسين عليه السلام في عاشوراء، ولا معنى لإقامة المأتم في عشرة محرم الحرام. 
ويسأل لماذا الشيعة يهتمون بمقتل الحسين عليه السلام دون سواه؟ 
 يقول القرضاوي، نحن نأسف لمقتل الحسين ولكن لا نقبل أن نجعل شهر محرم شهر أحزان.  
أولا.. علينا أن نعرف من هو القرضاوي، هل هو مجرم حرب أم داعية إسلام وسلام؟ 
 كتب الأستاذ خالد فهمي عن الضلال الفقهي وصف فيه المجرم القرضاوي إنه الشيخ الذي أجاز تفجير الانتحاري نفسه وسط المدنيين، أيعقل بعد هذا أن يعلمنا هذا المجرم معنى عاشوراء؟  
ثانيا.. بين يدينا رد السيد حميد الرضوي المعروف بالقصير أبن الميرزا محمد معصوم مدفون في المشهد الرضوي المقدس  
ثالثا.. الجهل بالخصوصية لا يستلزم منه نفي الأمر، الخصوصية الزائدة للحسين عليه السلام، ورثناها من نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأما رفض البكاء على الشهداء، فهذا مردود من قبل نبي الأمة وهاديها هو من بكى على الحمزة سيد الشهداء وأمر بقوله (وحمزة لا بواكي له؟) 
استجابت النساء فندبن حمزة وإلى اليوم يندب حمزة عند كل مأتم، 
وحين استشهد جعفر الطيار ذهب النبي إلى أسماء بنت عميس عزاها بجعفر ودخلت الزهراء وهي تبكي وتنادي وا عماه وقال صلى الله عليه وآله وسلم (على مثل جعفر فلتبك البواكي) والجواب الصائب على القرضاوي نجده في صحيح البخاري 2/84، وصحيح مسلم 7/76 وسنن أبن ماجة 1/ 507، والمستدرك والسنن الكبرى للبيهقي ومصادر أخرى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم وفاة ابنه إبراهيم ( تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب) و جاء في كتاب تاريخ دمشق وكتاب حلية الأولياء وتهذيب الكمال وفي البداية والنهاية  5/125لأبن كثير، قيل للإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقل؟ 
أجاب إن يعقوب النبي عليه السلام، كان له اثنا عشر عينا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه وكان أبنه حيا في الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني 
من ضمن حجج القرضاوي أن عمر بن الخطاب قال أن (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) عقبت عائشة على هذا الكلام والله ما حدث هذا لكنه صلوات الله عليه وعلى أهل بيته قال (إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه) وقالت حدثكم القرآن {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وجاء في صحيح البخاري 2/80، وإنما مر رسول الله صلى الله عليه وآله على يهودية يبكي عليها أهلها، فقال انهم يبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها 
وجاء في كتاب مجمع الزوائد ومنع الفوائد نور الدين الهيثمي، بكت النساء على قبر زينب ربيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل عمر يضربهن بسوط، منعه النبي وأمر النساء بأن يبكين، وذكر البخاري في صحيحه أن عمر بن الخطاب سمح للنساء في مقبرة بني المغيرة أن يبكين وقال (دعهن يبكين) وفي صحيح البخاري 5/144وسنن الدارمني وأبن ماجة والبيهقي ومسند أبي يعلى والمستدرك وكثير من المصادر تروي عن فاطمة الزهراء تنعي أباها (يا أبتاه.. أجاب ربًا دعاه ) وذكر كتاب المغني2/411 عن علي عليه السلام إن فاطمة الزهراء سلام الله عليها أخذت قبضة من تراب قبر النبي فوضعتها على عينها 
نعود للقرضاوي يدعي أنه لا يجب الاهتمام الزائد بالحسين عليه السلام ولا استحباب البكاء على الحسين، ولماذا لا يفعل الشيعة على غيره من الشهداء، وادعى أيضا أن ليس هناك من قبل الشارع البكاء على الحسين عليه السلام ويرى أنه هو وغيره إزاء هذا الحكم سيان وقال لا نقبل أن نجعل من محرم شهرا للأحزان 
نجد في الرد على هذا الواهم أن قضية الإمام الحسين عليه السلام، تحتاج إلى إيمان في الكثير من الأمور الغيبية المعهودة في الدين الإسلامي، نصوص متواترة تمنح الحسين خصوصية واهتمام من قبل الوحي حول البكاء على الحسين عليه السلام. 
أخبر جبرئيل عليه السلام الرسول الكريم من قتل الحسين وبكائه لمقتله وحزنه، وأتى جبرئيل بقبضة من تراب كربلاء، وأهتم بمقتله، ولنا برسول الله صلى الله عليه وآله قدوة حسنة، بكى النبي يوم ولادة الحسين عليه السلام وقال أتاني جبرئيل أخبرني أن أمتي ستقتل إبني هذا، وربما هناك من سيقول أن الحديث شيعي وضعته الشيعة فهو موجود في المستدرك على الصحيحين 3/176، دلائل النبوة البيهقي 6/ 478، تاريخ دمشق 14/197، كتاب الفتوح لابن الهيثم 2/38، النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أقام المأتم وبكى على الحسين عليه السلام في يوم ولادته، بكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الحسين وعلى عمه الحمزة وعلى ابن عمه جعفر
وعلى عمه أبي طالب، وعلى زوجته




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=209389
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 23