ليس المهم ان اضع اسمي بمقدمة موضوع ما ، بل اصبح المهم عندي ان اقدم موضوعا مهما ، لهذا انا اقرأ بحثا عن المادة التي تخدم الناس فكرا وثقافة و ما عدت اكتفي بالقراءة بل تعودت ان اتسلل عبر سطور اي كتاب واخذ الدور المناسب فيه، لقد كنت نصحت الدكتور الفرنسي... اياك ان تدخل في محاورة مع الدكتور العربي لأنه صاحب عقلية كبيرة ومؤمن حقيقي وحكاية المؤمن تفتح الكثير من منافذ الرؤى التي تشعرك بالعجز،
لم يستوعب الدرس وتورط بعدما حذرته كثيرا ويبتسم الي كأنه وجد الثغرة التي لا يمكن لهذا العربي ان يتخلص منها
:ــ انسان زنجي يعيش في الغابات لم يصله القران ولم ينزل عليه كتاب ولم يأته نبي، ما ذنبه؟ عند الله يوم الحساب؟ ما هو حسابه يوم القيامة ؟
كان على صاحبي الدكتور الفرنسي ان يسمع نصيحتي وان يصحح معلوماته لقد بنى الأسئلة على مقدمة هزيلة، مثل ما توقعت انا فقد تورط في قضية اكبر من حجمه، جاء الجواب:ـ الله سبحانه وتعالى ،اخبرنا بانه لم يحرم احدا من رحمته وحبه وآياته، الاف الانبياء ارسلهم الله الى الناس والمجتمعات والله سبحانه وتعالى يوحي الى كل شيء حتى النمل، وقد يكون الوحي كتابا يلقيه جبريل وقد يكون نورا يلقيه الله في قلب العبد، وقد يكون شعورا انشراحا في الصدر وقد يكون حكمة وقد يكون حقيقة، قد يكون فهما او خشوعا ورهبة وتقوى، وما من احد يرهف قلبه ويرهف سمعه ، الا ويتلقى من الله فضلا ان الذين يصمون اذانهم وقلوبهم فلا تنفعهم كتب ولا رسل ولا معجزات ولو كثرت ، ربما مجرد لفتة من ذلك الزنجي البدائي الى السماء في رهبة هي عند الله منجية ومقبولة اكثر من صلاتنا
،نظرت الى وجه صاحبي الفرنسي وكانه شعر بحجمه ورطته اراد ان يسعف روحه ببعض التهميشات الجانبية، ربما يخفف عنه وجع الاحراج لكن الدكتور مصطفى محمود قاطعه ،
المتأمل في حياة الزنوج يوضح لنا ويدلنا على انه كان لهم رسل ورسالات مثل رسالاتنا، مثلا في قبيلة( الماو ماو) انهم يؤمنون باله يسمونه (موجابي ) ويصفونه بانه واحد احد لم يلد ولم يولد وليس له كفؤ ولا شبيه، وانه لا يرى ولا يعرف الا من اثاره وافعاله ان الخالق رازق وهاب رحيم يشفي المريض وينجد المأزوم، وينزل المطر ويسمح الدعاء ويصرفونه بانه البرق والرعد وجوده
اليس هذا (الموجابي) هو الله بعينه من اين جاءهم هذا العلم الا ان يكون في تاريخهم رسول ومبلغ جاء به ومع تقدم العهد دخلت عليه الخرافات والمشعوذات شوهوا هذا النقاء الديني ، وفي قبيلة( نيام نيام ) نقرأ انهم يؤمنون باله واحد يسمونه (موبلي) ويقولون ان كل شيء في الغابة يتحرك بإرادته وانه يسلط الصواعق على الاشرار ويكافئ الاخيار بالرزق والبركة والامان، وان قبيلة (شيلوك) يؤمنون باله واحد يسمونه الجوك ويصفونه بانه خفيا وظاهر وانه في السماء وفي كل مكان وانه خالق كل شيء وفي قبيلة( الدنكا) يؤمنون بالله واحد يسمونه ( نيالاك) وهي كلمه ترجمتها الحرفية (الذي في السماء) ماذا تسمى هذه العقائد اليست هي الاسلام ورسالات لها رسل، ان الدين لواحد، حتى ان الصابئة الذين عبدوا الشمس على انها ايه من آيات الله وامنوا بالله الواحد والاخر وبالأخرة والبعث والحساب وعمل الصالحات فلهم اجرهم عند ربهم ، يبدو ان صاحبنا الفرنسي الدكتوراه يحتاج الى وقت ليستوعب كل هذه الدروس بينما فيلسوفنا العربي بدا يغلق عليه المنافذ ،:ـ معلوم ان رحمة الله تتفاوت ، هناك من يولد اعمى وهناك من يولد مبصرا وهناك من عاش ايام موسى ورآه رؤية العين وهو يشق البحر بعصاه وهناك من عاش ايام المسيح وراءه يحيي الموتى اما نحن فلا نعلم عن هذه الامور والآيات، الا سمعنا ،ليس الخبر كالعيان وليس من رأى كمن سمع، ومع ذلك فالايمان وعدمه ليس رهنا بالمعجزات والمكابرون المعاندون يرون العجب ولا يزيد قولهم على ان هذا (سحر مفتري )كنت انظر الى صاحبنا الفرنسي ويبدو انه قرأ التوراة والانجيل والقران بلغته فلم تزده هذه القراءة الا الجدل جعل له وسيطا هو الرجل الزنجي وجعل منه ثغرة العدل الالهي موهما من نفسه بان المسألة محكمة واذا بها تنقلب عليه، يستأهل .. لقد نصحته ولم ينتصح
|