• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرياضة تجمع لا تفرّق... رسالة إلى الأشقاء بعد مباراة العراق والسعودية .
                          • الكاتب : راجي سلطان الزهيري .

الرياضة تجمع لا تفرّق... رسالة إلى الأشقاء بعد مباراة العراق والسعودية

 في البداية، لا يسعني إلا أن أقدّم أحرّ التهاني للمنتخب السعودي الشقيق على تأهله المستحق إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة. لقد قدّم الأخضر أداءً ثابتًا ومتميزًا، واستحق بجدارة هذا الإنجاز الكبير الذي يُعد مصدر فخر لكل العرب، وليس للسعوديين وحدهم.

 

لقد كانت مباراة المنتخب السعودي أمام أسود الرافدين واحدة من أكثر المواجهات إثارة في الملحق الآسيوي، حيث قدّم الفريقان أداءً قويًا عكس حجم التنافس الشريف بين الأشقاء. ورغم التعادل، فإن النتيجة خدمت المنتخب السعودي، الذي استحق التأهل عن جدارة.

 

العلاقة بين الشعبين العراقي والسعودي أعمق من كرة القدم، وهي علاقة أخوة وجيرة وتاريخ مشترك. وقد لمس الأشقاء السعوديون حجم المحبة التي يكنّها العراقيون لهم عندما استضافت البصرة بطولة "خليجي 25"، حيث استُقبل المنتخب السعودي والجماهير المرافقة له بحفاوة وكرم عراقي أصيل، لم يتوقعه كثيرون منهم، حتى أصبحت البصرة حديث الإعلام الخليجي والعربي عن حسن الضيافة وروح الأخوة.

 

غير أن ما حدث بعد مباراة الأمس أثار الأسف والحزن في نفوس كثير من العراقيين. فقد خرج بعض المشجعين السعوديين بتصريحات وهتافات غير لائقة بحق العراق وجماهيره، تضمنت إساءات لا تمت للروح الرياضية بصلة. لا نعرف الدافع وراء ذلك التحامل، ولا السبب الذي يدفع البعض إلى إقحام السياسة في الرياضة، التي يُفترض أن تكون جسرًا للتقارب لا منصة للخلاف.

 

كما أن الجماهير العراقية التي حضرت في مدينة جدة اشتكت من سوء التنظيم وتقييد حركتها داخل الملعب، إذ تم حصرها في أماكن بعيدة، ورافقت المباراة بعض الاستفزازات التي كان يمكن تفاديها بسهولة لو تحلّى المنظمون والمشجعون بروح رياضية أعلى.

 

إن ما يجمع الشعبين أكبر بكثير من مباراة كرة قدم، ولا يجب أن تُفسد لحظة غضب أو تصرفات فردية هذا التاريخ الطويل من المحبة. فالعراقيون، وأنا واحد منهم، يعرفون جيدًا مقدار الاحترام والمودة التي يحملها الكثير من الإخوة السعوديين تجاه العراق وشعبه، لكن هناك دائمًا من يحاول تشويه الصورة وإثارة الفتنة من أجل أغراض لا علاقة لها بالرياضة.

 

علينا جميعًا أن نتذكر أن كرة القدم هي لغة الشعوب، وميدان للتقارب والتسامح، لا ساحة لتصفية الحسابات أو بث الأحقاد. فلنترك الخلافات للسياسة، ولنجعل من الملاعب مسرحًا للفرح والوحدة، لا ميدانًا للانقسام.

 

ختامًا، أكرر تهنئتي القلبية للمنتخب السعودي على هذا الإنجاز الكبير، وآمل أن نرى المنتخبين العراقي والسعودي معًا في نهائيات كأس العالم المقبلة، ليكون التنافس بيننا كما كان دائمًا — شريفاً، نقياً، وأخوياً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=209173
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 15