• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عَرَب ويْنَ طُنْبُورُهُ وَيِنْ- اِجْتِمَاعُ شَرْمَ اَلشَّيْخُ أُنْمُوذَجًا .
                          • الكاتب : د . محمد خضير الانباري .

عَرَب ويْنَ طُنْبُورُهُ وَيِنْ- اِجْتِمَاعُ شَرْمَ اَلشَّيْخُ أُنْمُوذَجًا

   أثناءَ تصفحي لبعضِ صفحاتِ المعرفةِ بحثا عنْ أصلِ المثلِ الشعبيِ (عرب وين، طنبورهُ وين) ومعناه، تبينَ لي بأنَ مصدره، يعودَ إلى عازفة، كانتْ تعملُ ضمنَ فرقةٍ موسيقية، لكنها اعتادتْ العزفَ خارجِ النوتةِ أوْ اللحنِ الذي يقودهُ الملحن، أما الطنبورة فهيَ آلةٌ موسيقيةٌ وتريةٌ قديمة، فجاءَ المثلُ ليصورَ حالةً منْ عدمِ الانسجامِ بينَ الصوتِ واللحن، أيْ عندما يسيرُ كلُ طرفٍ في اتجاهٍ مختلفٍ ،يتداولُ هذا المثلِ في عددٍ منْ البلدانِ العربية، ويستخدمَ للدلالةِ على انعدامِ التوافقِ أوْ التناسقِ بينَ أمرين، أوْ حينَ يكونُ الكلامُ في وادٍ والفعلِ في وادٍ آخر.

   ذكرني المثلُ الشعبيُ بما يجري اليومَ في قمةِ شرمَ الشيخ، حيثُ يتسابقُ الجميعُ للحضورِ والمشاركةِ في هذهِ القمةِ العالميةِ التي جمعتْ الشرقَ بالغرب، والعربُ بالإسلام، تحتَ مظلةِ ما يسمى تحقيق السلامِ العالمي في غزة، وهنا يبرزُ التساؤلُ المشروع: هلْ ستعيدُ هذهِ القمةِ الأرضِ الفلسطينيةِ لأهلها، ويتوقفُ العدوانُ الصهيونيُ على فلسطينَ وأهلها؟ أم سيحاكم سيحاكمُ المجرمُ الصهيوني أمام القضاء الدولي على جرائمهِ بحقِ الأبرياء؟ كلُ ذلكَ يجري في ظلِ حضورِ منْ يطلقُ عليهِ إخواننا المصريونَ لقب (سيدُ القعدةِ ) ،هنا يبحث عن السلام، وفي تل ابيب يباركُ للكيانِ الصهيونيِ توغلهُ في الضفةِ الغربيةِ و يبشره بعاصمته الأبدية القدسِ العربية، بشطريها الشرقيِ والغربي. أنَ السببَ الحقيقيَ لتوقفِ العدوانِ الصهيونيِ على غزة، لمْ يكنْ تلكَ المؤتمراتِ أوْ الخطابات، بلْ صمودُ أبطالِ غزةَ وحدهم، الذينَ أذاقوا العدوّ مرارةَ العدوان، رغمَ ما قدموهُ منْ شهداءَ وضحايا، ورغمُ ما لحقَ بمدنهمْ منْ دمارٍ وخرابٍ للبنيةِ التحتية.

لقدْ شعرتْ دويلةَ الكيانِ الصهيونيِ بتقلصِ نفوذهاْ الدولي، وأصبحتْ الدولةِ المجرمةِ المنبوذةِ في الساحةِ الدوليةِ، وما انسحابُ بعضِ قادةِ العالمِ في الأممِ المتحدةِ أثناءَ خطابِ زعيمهمْ المجرَ (بنيامينْ نتنياهو) منْ قاعةِ الاجتماعات، إلا شاهدٌ واضحٌ على تغيرِ المواقفِ تجاهها. . . لقدْ أعجبتُ بتغريدةِ أحدِ الوزراءِ السابقينَ بالقول: " المجرمُ المطلوبُ للعدالةِ الدولية: " يجري تأهيلهُ في شرمَ الشيخُ على يديهِ الملطختين، وفي قلبهِ المتوحش، دماءُ عشراتٍ منْ الآلافِ منْ الأبرياء.  

    قدْ انتابَ الشعبُ الفلسطينيُ سرورا حقيقيا بتراجعِ العدوانِ وعودةِ بعضِ الأسرى، لكنَ العدوَ لا يزالُ جاثما على الأرضِ والشعب. إنَ ما يحدثُ في شرمَ الشيخُ يبرزُ تناقض واضح، فالعالمُ يعقدُ اجتماعاتهِ م، أجل السلام، بينما العدوالصهيونيُ مستمرا في الإحتلال. الحلُ هنا لا يكتملُ عبرَ مؤتمراتٍ حكوميةٍ فحسب، بلْ يحتاجُ إلى ضغطٍ شعبيٍ دوليٍ منظمٍ ، يطالبُ بإنهاءِ الاحتلالِ وإعادةِ الأوضاعِ إلى نصابها. لمْ تحلْ القضيةُ طوالَ عقودِ عبرِ اتفاقياتٍ وقممٍ سابقةٍ — لا في اتفاقياتِ أوسلو ولا عبرَ مبادراتٍ (الأرضُ مقابلَ السلام) التي طرحها الملكُ الراحلُ عبدُ اللهْ بنْ عبدِ العزيز. فإذا أرادَ المجتمعُ الدولي، وقفُ العدوانِ وفرضِ تطبيقِ القراراتِ الدوليةِ المتعلقةِ بالقضيةِ الفلسطينيةِ (منذُ 1947 حتى يومنا هذا ) ، فثمةَ احتمالٌ لإحداثِ تغييرٍ حقيقي، بالضغطِ على الكيانِ الصهيونيِ في تنفيذِ تطبيقِ قراراتِ الأممِ المتحدة. أما إذا استمرَ التمردُ الصهيونيُ على المجتمعِ الدولي، فسيبقى شعبنا الفلسطينيُ والعربي، وحدهُ المطالبَ بالحقِ وسطِ غيابِ العدالةِ السياسيةِ الدولية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=209097
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 14