توجيه الخطاب الى الناس في مضامين تهم المجتمع وتكون على تفاعل مع الرؤية الاسلامية ،ومنهج اهل البيت عليهم السلام الذي يعد من المناهج التربوية الأخلاقية العالية يعزز بنى العلاقات الإنسانية وادامة التواصل الانساني، وارتكز خطاب سماحة السيد احمد الصافي على عدد من المضامين العميقة الرؤى لابد ان تستوقف المتأمل لقراءتها ، مثل علاقة الانسان بالطبيعة ، كنت اعتقد ان الطبيعة تؤثر في اخلاقيات الناس لكني في هذا الخطاب عرفت ان اثر الانسان على الطبيعة وليس العكس مستشهدا بقوله تعالى(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس) سورة الروم ايه 41'
ارتباط الانسان بالطبيعة حقيقة وواقع لا يمكن تجاهله مهما تطور الانسان والصناعة والتكنولوجيا ،الخطاب ركز على الاعتقاد بان الله سبحانه وتعالى خلق هذه الطبيعة وفيها الحر والبرد والمطر والجفاف وان الطبيعة  لها علاقة بوضع الناس، هناك قضايا علمية لا احد ينكرها لكن اسباب ما تصل اليه النتائج هو ان اعمال بني ادم تؤثر على ذلك ، الانسان المرابي مثلا والمجتمع المرابي وممارسة الفواحش تترك اثارا لهذه الافعال يعبر عنها انها تدع الديار بلاقع والبلقع يعني لا خير فيها ولا نبت فيها، ممن؟  من الافعال التي يرتكبها بني ادم
يستمد الخطاب هذا المحور كمدخل من محور سابق غضب الام او زعلها لأي غلظة يتصرف الابناء معها ،وعصيان الام هو اثر لتغيير النعمة، يستشهد الخطاب بقصة النبي موسى عليه السلام بعدما توفيت والدته ذهب يناجي ربه فأوحى الله له ان الان انتبه لأنه لا توجد والده تدعو لك ،رحمة الام مظهر مصغر من رحمة الله الواسعة ارقى صور الرحمة في حياة البشرية هي رحمة الام على ولدها،
ويرى سماحة السيد احمد الصافي ان هذا جزء مهم من نفوسنا ،الانسان اذا يبرء بأمه ،ويهتم بها ولا يكسب ولا يعجل ولا يشمئز ولا يظلم سيكون هذا الجزاء ،جزاء كبير عند الله تعالى وهناك قول للإمام زين العابدين عليه السلام وركز على قضية مهمة في هذا المجال (واما حق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحمل احد احدا واطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم احد احدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال ان تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى وتكسوك وتضحي وتظلك وتهجر النوم لأجلك ووقتك الحر والبرد لتكون' وانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه)
سأكرر هذه الجملة وانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه)
جعل الامام عليه السلام شكر الام من التوفيق الالهي للإنسان الخطاب يركز على قضية الامام الصادق سلام الله عليه مع ابراهيم ابن مهزم وهذه القصة تبرز لنا عدة قضايا مهمة اولها علاقة الامام الصادق عليه السلام مع شيعته علاقة اجتماعية حميمية والامر الاخر كرامات الامام الصادق عليه السلام حين عرف الامر الخاص الذي حدث في بيت ابراهيم ابن مهزم بعدها يظهر حزم الامام في هذه القضية التي عنده لا تقبل النقاش، لا يقبل ان يغلظ الانسان مع امه بعيدا عن فحوى ما دار تلك هي الحكمة، مسالتين مهمتين وضحها لنا الخطاب في هذه الجملتين الاولى ان الامام عليه السلام لن يعطي الفرصة للتبرير وقال ما معناه في بعض الحالات تأخذنا العزة بالإثم فنبحث عن مناطق خلل في تصرفات الام ،وهذا عند الامام تبرير غير مبرر حتى وان كان الامر واقعا ، هذا غير مبرر والاهم من هذا المحور نفسه انه قال عليه السلام لست في مقام ان اكون حكما  بينك وبينها ابدا لان من شروط التحكيم تقابل الطرفين بنفس مستوى التهمة، بعدها وضح نقاط مهمة اما علمت ان بطنها منزلا قد وسعته ،المهم ان افضل الاخلاق عند الانسان حين ينتصف لنفسه فيقول انا مخطئ وهناك ومضة جميلة من ومضات واقعة الطف الحسيني لسيد شباب اهل الجنة الحسين يطلب من ام علي الاكبر الدعاء لولدها ادعي لولدك اني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول (دعاء الام مستجاب في حق ولدها)
قراءة تاريخ الائمة عليهم السلام واحوال المجتمعات التي عاشوا فيها حقل معرفي وعوالم مدركة ولكل امام سلام الله عليه تاريخ حيوي ترتبط مساحته بالفترة التي عاصرها الامام الصادق عليه السلام، عاش فترة زمنية استطاع ان يبث علمه في اوساط متعددة فكرية وثقافية، علوم الهية وشرعية وبعض العلوم كالكيمياء وهذا التراث الثر ترك لنا مجموعة خير من رواده بثوا معارف توسعت تلك المعارف حتى ان مذهب اهل البيت عليه السلام سمي بالمذهب الجعفري لتوسع النشاط الفكري ،عاش الامام في زمن توسعت الحركة الفكرية وانتشرت مدارس فكرية بدأت تتأثر بثقافات متعددة واثارت الشبهات وكثير من الاسئلة فكان الامام عليه السلام يجيب عليها حتى صار عندنا تراث ضخم من الاجابات معارف عقلية وفهمية وفقهية واخلاقية، هذه الفقرة تجعلنا امام مسالتين مهمتين الاولى لابد من تحصين الذات ، تحصين ثقافتنا وعقيدتنا من التأثير المستورد السلبي والمسالة الثانية الرجوع لمنهج اهل البيت عليهم السلام وثقافتهم وتراثهم عند كل مشكلة لأننا نمتلك المورد الصافي ومنهج اليقين