في العصور العتيقة، لم يكن هناك مفهوم للنمو الاقتصادي. لتحصل على ثروة، يجب أن تأخذ ثروة شخص آخر. ومع بزوغ فجر الرأسمالية، جاءت بالسحر وقالت: "نحن يمكن أن نزيد من الثروة عن طريق النمو الاقتصادي."
صحيح أن الموارد محدودة، والأرض لا يمكن أن تتسع، والنفط لا يمكن أن يزداد. ولكن تطور المعرفة يفتح أبوابًا جديدة للنمو الاقتصادي، مثل الكمبيوتر، والحاسوب، والذكاء الاصطناعي، التي قامت بصناعات من لا شيء.
نحن نؤمن أن في عام 2025م، العالم سوف يكون فيه ثروة أكبر من الآن. وكذلك نؤمن أن النمو الاقتصادي ليس شيء ممكن بل شيء لا بد منه لتحقيق السعادة.
إذا كان لديك مشاكل، غالبًا السبب أنك لا تملك ما يكفي. أنت تحتاج إلى حاجات أكثر، ولكي تملك حاجات أكثر، يجب أن تنتج أكثر. كلما كنت سعيدًا، كلما حققت نموًا اقتصاديًا.بالنسبة للحداثة، النمو الاقتصادي هو حل لكل المشكلات. لا يحل فقط مشكلة الفقر، بل يحل أي مشكلة. البشرية لديها حروب، تنتج لها أسلحة أكثر. أمراض يمكن أن تخترع لها علاج. يمكن أن يخترع لك أمراض أيضًا، وتخترع لك علاج في نفس الوقت.
نحن في رفاهية كبيرة الآن. الإنسان في فراشه مستلقٍ يمكن أن يحصل على وجبة كاملة كان الملوك يحسدون على تناولها بضغطة زر واحدة. وإذا مرض بعد التخمة، يوجد المستشفيات المتطورة المجهزة بأفضل أنواع الأجهزة.
لديك مشاكل كثيرة، لا ضير. لكل مشكلة سلعة تحل لك مشاكلك لتشعر بالمحبة والامتنان والثقة والجمال. الجميع يريد أن ينعم بمستوى عالي من الثروة والرفاهية والسعادة. كل شيء في متناول اليد، والحياة رائعة.،ماذا لو استمر النمو الاقتصادي في الطموح للمزيد والمزيد من النمو؟ الذكاء الاصطناعي يتجاوز مسرعًا في طريقه قدراتنا المعرفية. قريبًا ستفوقنا الحواسيب الآلية في قيادة المركبات، وتشخيص الأمراض، وتخوض الحروب، بل وحتى في فهم المشاعر البشرية.
ماذا سنشعر عندما تطرد الحواسيب البشرية من سوق العمل، وتخلق بذلك طبقة جديدة عاطلة لا حدود لها؟ ماذا سيحل بالبشرية إذا تمكنت الحكومات والشركات من اختراق البشر واستطاعت أن تعرفنا أكثر مما نعرفه أنفسنا؟
يمكن للفرد أن يجد السعادة من خلال تغيير نمطه الحياتي والابتعاد عن الرأسمالية. الوقوف بوجه العاصفة ليس بالامر الهين، بأمكان الفرد أن يقلل من وقعه اثر الرأسمالية عليه من خلال عدة خطوات:
مسؤولية الفرد :-
أولاً: تحديد القيم الشخصية. يجب على الفرد أن يحدد قيمه الشخصية وما يعتبره مهمًا في الحياة، مثل الصحة، والعائلة، والعلاقات، التعلم.
ثانياً: تقليل الاستهلاك. يجب على الفرد أن يقلل من الاستهلاك ويحدد ما هو مهم وما هو أهم مما يساعده على تقليل التأثير السلبي للرأسمالية على حياته.
ثالثاً: العيش بحياة بسيطة. يجب على الفرد أن يعيش حياة بسيطة تسودها الحب والهدوء والراحة والتنعم بالمبادئ الانسانية الفطرية، وهي غاية السعادة.
مسؤولية المؤسسات
نحن لا نحرض على التنمية الاقتصادية بشكلها الاجمالي ولكن مساعي الرأسمالية الى فرض المزيد من التنمية هو من يضاعف الخطر والخطر يكمن في السعي وراء تنامي الثروات من دون الاخذ بعين الاعتبار المساواة في توزيع الثروات ولن تحل الرأسمالية مشكلة الفقر ابداً وذلك لأن الرأسمالية هي منتج الفقر كما كتب ماركس، أن الرأسمالية جاءت الى العالم "تقطر دما وقذارة، من كل مساماتها، من رأسها الى أخمص القدمين"
ليس الفقر فقط بل خطورة التدهور البيئي من خلال التجاوز على البيئة لأنشاء اماكن تجارية وتحويل الارض الى صحراء وكذلك تهديد الموارد الطبيعية حيث استخدام الموارد الطبيعية لانتاج المزيد من الثروة سوف يسلب حق الاجيال القادمة فيها.
الحل يكمن من خلال تطبيق اهداف التنمية المستدامة التي تسعى العتبة العباسية المقدسة الى تحقيقها من خلال جعل هذه الاهداف في صلب رؤيتها وطموحاتها المستقبلية .وجعلتها جزءًا اساسيًا من اجنتدتها لعام 2030م. ويمكن ان نلتمس ثمار هذه الاهداف على ارض الواقع حيث تهدف العتبة الى المساواة في التعليم والصحة وكذلك على صعيد حماية البيئة قامت العتبة بإنشاء مجموعة من المشاريع البيئية منها توفير المياه النظيف والصرف الصحي تسعى العتبة العباسية المقدسة إلى تطوير مدن ومجتمعات مستدامة، عبر تنفيذ مشروعات لتحسين جودة الهواء والمياه والطاقة. وتسعى العتبة لحماية البيئة عن طريق تنفيذ مشروعات صديقة للبيئة، مثل زراعة الأشجار والحد من التصحر.
|