• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الثلاثية التي غيرت العالم .
                          • الكاتب : حوراء موسى .

الثلاثية التي غيرت العالم

 يقول( جون ستيوارت) في كتابة عن الحرية حيث ركز على الفردانية ، مما سمح بفهمه على أنه يدعو إلى ان"الحرية لا تتحقق للفرد إلا إذا هشَّم كل قيد يربطه بثقافته التربوية والاجتماعية" وهذه النظرية اختمرت تاريخيا حتى وصلت الى القرن الحادي عشر حيث صنعت عبر ثلاثة طرق  
الاولى :التأسيس النظري المتوارث من الاب المؤسس لنظرية الحرية والليبرالية بصيغتها الفردانية  
الثانية :ظهور الاقتصاديات الالكترونية ،وثقافة الصورة والشاشة والانفجار الاعلامي 
الثالثة: خيبات الامل ،خيبات الأمل بالوعود ، على أعقاب الحرب الكونية الثانية و مرحلة الستينيات الغنية برمزياتها وأحلامها ووعودها ، ولكنها تلاشت مع مرحلة ما بعد الحداثة حيث صارت ردة الفعل على العقلانية والعلمية ومؤسسات النظرية الديموقراطية وكل وعود التحرر من مسببات الحروب والتمييز والطبقيات كما هي مثاليات الحداثة ، غير أنها تمخضت عن مزيد من الحروب ومزيد من المظالم والتمييز ومزيد الأمراض والمجاعات والبطالة وحلت محلها ثقافة الاحتقان(الليبرالية الجديدة ،عبد الله الغذامي،ص138) 
ومن هنا يمكننا القول ان الليبرالية جاءت بالحرية لحل المشكلات التي يعاني منها الغرب بعد الثورة الفرنسية  حيث تم الغاء الدين وحل محله العقل، لكن العقل لم يستطيع ان يبت في الكثير من القضايا نتيجة لذلك جاءت الحرية التي كانت في البدء للدفاع عن حريات الاقلية وكما تناولنا مفاهيم الحرية في الفكر الليبرالي حيث ان الحرية مفتوحة على مصراعيها للإنسان حين جعلت الفرد هو الاساس في كل شيء لا شيء يعلو عليه لا الحكومة ولا المجتمع ولا الدين من هنا انسلخت الفردانية التي يعبر عنها ويلسون انها الوجه السلبي للحرية انسلاخ الفرد من الجماعة وهذا مخالف للطبيعة الانسانية (ان الانسان يولد وتولد معه النزعة الاجتماعية )  يقول الدكتور محمود البستاني ان الروح الاجتماعية للفرد تتجلى في خمسة مواضع   
الاول : الترابط  الاجتماعي. 
الثاني :التوافق الاجتماعي. 
الثالث:- التقدير الاجتماعي.  
الرابع :الاعتزاز الاجتماعي. 
الخامس :الانتماء الاجتماعي  
وكل واحد من هذه التجليات يعالج حاجة أساسية في شخصية الإنسان يعني هذا ان اجتماعية الإنسان تغذي حاجات لدى الإنسان(من محاضرات السيد منير الخباز) اضافة الى ذلك ان الانسان ضمن الجماعات يكون اكثر امانا واكثر حماية من أي افكار خارجية لكن انفراد الانسان وانسلاخه عن المجتمع او الاسرة او العشيرة واي جماعة تربطه يكون منفردا والغرب لكي يضمنون عدم عودة الفرد الى الجماعة تم توفير له كل شي من العالم الافتراضي ومواقع التواصل مع التركيز على ان يشعر الانسان في انه حر في رأيه ،يعبر عن ارائه على المنصات بكل حرية وكذلك يشعر بأنه حر في اختيار الماركة التي يريد اقتنائها وحتى الطعام لم يعد محصورا في وقت او المكان فالانسان اصبح لديه درجة عالية من الرفاهية بأمكانه ان يأكل من مطاعم عالمية وهو متمدد على فراشه كل هذه الامور جعلت من الانسان يعيش شعور الرفاهية اللامحدودة وان يحلق في سماء الحرية  من هنا تهيأت كل الامور لولادة الجندر او المثلية الجنسية حيث الانسان اصبح حر في اختيار جنسه وهنالك من يؤيد ويساند هذه الحرية والانسان متفرد بذاته وافكاره لا حقوق عليه لا واجبات فهو لا ينتمي لأسرة ولا رادع ديني او حكومي وان الغاية الاخيرة لكل من الحرية الفردية والجندر هو السيطرة على الانسان وجعله اداة بيد الرأسمالية لتحقيق غاياتها الاقتصادية. 
اذا اردنا ان نخرج من عنق الزجاجة وان نحافظ في مجتمعاتنا العربية والمجتمع العراقي بالخصوص لا بد لنا ان نوضح مفهوم الحرية ونبرز قيمتها من خلال الاسلام يجب ان نجعل للحرية قيمة فالحرية لا تكون لها قيمة الا اذا تم ربطها بالعدالة  من خلال جعل الحرية حق  كما عرفها الأستاذ علال الفاسي بقوله: “الحريَّة جعلٌ قانوني وليس حقاً طبيعياً، فما كان الإنسان ليصل إلى حريته لولا نزول الوحي، وأنَّ الإنسان لم يُخْلَق حراً، وإنَّما ليكون حراً”( علال الفاسي، مقاصد الشَّرِيعَة الإسلامية ومكارمها، ص244.)، وهو بذلك يقرر أنَّ الأصل في الحريَّة مرده إلى الوحي، وأنَّها ليست حقاً طبيعياً للأفراد قبل ورود الوحي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=208787
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 14