• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحقيق النصوص مهنة لا تتفق والعصبية  .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

تحقيق النصوص مهنة لا تتفق والعصبية 

 اقتحم السيد محمد حسين الطباطبائي ( ت 1402 هـ)  المحذور وقام بتاليف موسوعة لتنقيح كتاب بحار الانوار ، وكان يقول ( اخطا المجلسي  ، او اخطأ العلامة ) ، وعندما انجز المجلد السادس وارسله للطباعة امتنع صاحب المطبعة من طباعته ، وامتناعه هذا لان تشكيك السيد الطباطبائي ببعض روايات البحار اثارت حفيظته ، هذا ما ذكرت المصادر ولكن حفيظته ام طرف ثالث هدد صاحب المطبعة ؟ واين كان فلماذا لم يتقدم الرافض لطباعة الكتاب مناقشة السيد الطباطبائي على مؤاخذاته والوصول الى الحقيقة التي تخدم المذهب والشيعة وقطع الطريق على من يعتمد هذه الروايات للتنكيل بالشيعة ؟.
هنالك فرق بين الكاتب والكتاب لاسيما نقل الروايات وليس ابداء الراي ، فالشيخ المجلسي ( ت 1110 )  كان حريصا ونشطا في جمع كل ما وصله او كما يقال ما كلف فيه طلابه بجمع كل روايات اهل البيت عليهم السلام ، والجمع هو لا يعني التنقيح ، وهنا من حق القارئ ان يرفض ما لم يقتنع به من رواية حتى وان اخطا القناعة فكيف بالمحقق والفيلسوف السيد الطباطبائي .
في نقاش لي مع رجل دين معروف ذكر لي رواية للشيخ الصدوق ( ت 381 هـ)  رضي الله عنه فقلت له ان هنالك اشكال على ذلك فرفض ردي واكد ان الشيخ الصدوق صادق علما ان الشيخ المفيد ( ت 413هـ) هو من له بعض المؤاخذات على بعض ما رواه الشيخ ، وشاءت الصدفة وانا ابحث عن كل ما له علاقة بالامام علي الهادي عليه السلام بغية تصحيح التاريخ فوجدت رواية للشيخ الصدوق يقول ان المتوكل هو من قام بسم الامام علي الهادي عليه السلام والمعلوم انه المعتز الذي امر بسم الامام عليه السلام .
وفي ما يخص الامام الهادي عليه السلام وجدت الكثير مما ليس له سند، ومنها هذه الرواية ، وقبل ذكر الرواية للتاكيد ان المتوكل من اخس خلق الله حتى ان اخاه الواثق امر بحلق راسه وحجزه تحت الاقامة الجبرية لانه مخنث ويتصرف تصرف نسائي ، كما وانه خلال سنوات خلافته ضاجع اربعة الاف جارية ، واما حادثة هدم قبر الحسين عليه السلام فهذا امر بمنتهى الشناعة والفضاعة .
اعود للرواية التي توقفت عندها وهي ان الامام الهادي عليه السلام عندما استقدم الى سامراء أُنزل في خان الصعاليك كما هو مذكور في الرواية الوحيدة ـ حسب علمي ـ المذكورة في الكافي لثقة الاسلام الكليني ( ت 329 هـ) رضوان الله عليه ، ونصها " الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى، عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك؟ فقال: ههنا أنت يا ابن سعيد؟" ... الى اخر الرواية اخذت منها موضع البحث 
اقول - معلى بن محمد البصري قال عنه النجاشي  مضطرب الحديث والمذهب......رجال النجاشي 1/300 ، والغضائري ايضا ضعفه 
اما صالح بن سعيد الاَسديّ بالولاء، أبو سعيد القمّاط، الكوفي. وقد ورد في بعض الروايات بعنوان صالح بن سعيد = صالح بن سعيد أبوسعيد(... ـ كان حيّاً قبل 183 هـ) ،  عده الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الصادق ( عليه السلام ).
اقول : حسب هذه المصادر انه لم يكن ي زمن الامام الهادي عليه السلام ، وهنالك شخص اخر بنفس الاسم من اصحاب الكاظم عليه السلام مهمل ، ويقال هنالك اخر بنفس الاسم لم يترجم لانه مجهول  ولم يذكر عنه شيء ، هذا ما يخص السند ، والامر الاخر المعلوم ان الامام الهادي عليه السلام حسب الرواية انه نزل يوم واحد في الخان وفي اليوم الثاني التقى به المتوكل وافرد له منزل ، فكيف صادف وجود صالح بن سعيد ان كان هو الكوفي أي في الكوفة في نفس يوم قدوم الامام عليه السلام في سامراء ؟
اضافة الى ان كلمة خان فارسية وربما تستخدم عثمانية وسامراء كانت كلها ديارات نصرانية وسكانها نصارى ولا وجود لاي ثقافة فارسية فيها أي لا وجود لثقافة الخانات والصعاليك .
والاعتقاد ان المعتصم انشا دار العامة وهو المكان الذي يلتقي به الخليفة بالقواد والضيوف ومن يطلبهم واعتادوا ان يكون يومين في الاسبوع فقط ولربما ان الامام جاء قبل اليوم المخصص فانزلوه في دار العامة وبعد يوم التقى بالطاغية المتوكل ، هذا ما توصلت اليه انا ولربما اكون مخطئا والله العالم .
النتيجة التي اريد ان اصلها ان لا نتعصب ان اكتشف محقق ما ضعف رواية كنا نتسالم عليها بانها من الحقائق ، والامر الاخر لا باس فمن يدعي اهمال رواية وفق متبنياته الرجالية لربما يظهر دليل من بعده يؤكد صحة الرواية ، وهكذا هو التحقيق فعلينا ان نتقبله برحابة صدر .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=208745
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 10 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 10 / 14