لماذا نكتب السيرة الذاتية لعلماء المرجعية؟
يعتقد البعض أن القضية تخص التوثيق فقط، وفي الحقيقة إن السيرة الذاتية أو بالأحرى الغيرية، تبحث في المفاهيم، وتخلق مساحات تأثيرية تطرح من خلالها التصور والأفكار، قراءة سيرة سماحة السيد جواد الشبر، العالم الديني والخطيب والأديب من له القدرة على البيان وتأليفات كثيرة.
ينتمي سيد جواد شبر لعائلة علمية معروفة، أسس والده المدرسة الشبرية، التي تولى السيد جواد إدارتها من بعد أبيه واشتهر بمحاضراته وخطبه ومجالسه الحسينية.
يمكن للسيرة الذاتية أن تشير إلى قضايا الأمة، ومعاناة المجتمع وما كان يعانيه رجال الفكر والثقافة والأدب وأهل العلم، أعتقل السيد جواد شبر في زمن النظام البعثي عدة مرات وتعرض للتعذيب والتنكيل ولم يعلم مصيره أحد لسنوات، حتى سقوط النظام البائد فقد أعدم أثناء فترة اعتقاله واعتبر من شهداء مفقودين الأثر.
من الممكن أن نقرأ خلف السطور المسكوت عنه، لنعرف أن سلطة دولة وحزب ودوائر الأمن، ومع كل هذا التسليح والتجهيز والعدة والعدد هم يخافون من رجل مثقف واحد.
ولد السيد جواد شبر سنه 1332 في مدينة النجف، وكان للمنبر الحسيني المكانة الأكبر في قلبه، درس فن الخطابة وتعمق في دراسة الملحمة الحسينية على يد الشيخ الخطيب محمد حسين الفيخراني.
كان السيد جواد خطيبا ذكيا يمتاز بقدرة التعبير وقوة الجذب الشعوري، مؤثرا في المجتمع وهو يعمل على معالجة هموم المجتمع، كشف احترام علماء المرجعية الذين كانوا يحثون الناس على التواصل مع محاضراته.
محاور مهمة في شخصية السيد جواد تهدد كيان السلطة، لا يمثل صوت فرد واحد وإنما كان يمثل صوت أمة، ومن هذا المنطلق نعرف أهمية السيرة الغيرية.
اهم مؤلفات السيد جواد كتاب أدب الطف أو شعراء الحسين "عليه السلام" ونبذة مختصرة من سيرة الإمام الحسين وواقعة الطف، ثم يذكر أسماء الشعراء الحسينيين، موسوعة كبيرة من عشرة أجزاء ولديه كتاب (قبس من حياة الإمام الصادق عليه السلام) وكتاب مقتل الحسين "عليه السلام" وكان المطالب النفسية وشواهد الأديب مختارات شعرية ومقتطفات نوادر وحكم وشعراء العصر الحاضر، مؤلفات أخرى كان السيد جواد الشبر صوت حاربه أتباع البعثين، وتعرض من قبل الشيوعيين لعدة محاولات اغتيال.
ألف السيد جواد عشرات القصائد في شتى المواضيع الدينية والأخلاقية ومناسبات أئمة أهل البيت "عليهم السلام"
وتبقى مثل هذه الإضاءة للسيرة هي حكمة مودة ووفاء.
|