تطلّ علينا بين الحين والآخر بعض الأبواق التي أصبحت تجتر من الماضي العتيد الذي لطالما تغنت به أشياخهم، لتصدح عن تصريحات قد أصبحت في حسابات اليوم عبارة عن نكت يلقيها بعض الناس، لتعبر عن خيبة آمال وحسرات تحملها النفوس المريضة، وهي تحنّ لما سبق من الاستبداد والقهر لأبناء هذا الشعب الجريح.
لذا أصبح بعض منهم يفكر جدياً في جلب بعض مستحضري الأرواح؛ كي يعيدوا لنا أمثال ابن العاص، وخالد ابن الوليد (لعنهم الله)...! هذا ما بيّنته لنا تصريحاتهم النارية وخطبهم الرنانة.
وقد فكر العقلاء منهم في إعادة الغزو العثماني والحروب الصليبية، بل تعدى الأمر لطلب المساعدة من (جرندايزر وباباي شخصياً) فقط، لكي تكون لهم زمام الأمور، ولتعاد من جديد فصول المسرحية الدموية التي كان يمارسها أزلام اللانظام البائد من أحفاد ابن آكلة الأكباد، دون أن يأبه لما قد تؤول إليه عواقب الأمور.
ولكن هيهات، فقد أماط الدهر لثامه دون عودة إلى الماضي الكئيب، بعد أن شمَّر أبناءُ هذا البلد من الذين آمنوا بالله ورسوله، عن سواعدهم المتكاتفة، في سبيل النهوض بعبء هذه المرحلة الحرجة، غير آبهين بنعيق تلك الأصوات التي باتت لا تسمع حتى من يسعى خلفها؛ لما تحمله من الأفكار الشاذة التي تصبّ في مصلحة أجندات خارجية، لا يعنيها من الأمر سوى أن ترى عراق الكرامة مثقلاً بالجراح.
لذا لابد أن نعي أن من الواجب اليوم مواجهة تلك (النشازات) عن طريق اشاعة روح الإخوة، وتقديم مصلحة الجميع على المصلحة الفردية، والالتزام بالقرارات الحكيمة والأبوية الصادرة عن مرجعيتنا المباركة.
|