• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قوافل الإنشاد الحسيني .
                          • الكاتب : صدى الروضتين .

قوافل الإنشاد الحسيني

 من كبار الرواديد الحسينيين، سطع نجمه في ساحة المنبر منذ أكثر من ثلاثة عقود، فصار علماً من أعلام الخدمة الحسينية من خلال قصائده الخالدة ذات الطابع الكربلائي المتجدد، حتى ذاعت شهرته لدى أتباع أهل البيت (ع) في العالم أجمع مع تمسكه بسمة التواضع والبساطة، رغم المكانة التي وصل إليها ببركة سيد الشهداء (ع).

الرادود الحسيني جليل الكربلائي
حاوره: منتظر الحسيني    عدسة: سامر الحسيني
صدى الروضتين: ما أهمية التنشئة والتربية بالنسبة للرادود الحسيني؟
إن لأجواء الطفولة تأثيراً مهماً على الرادود، فلقد تربينا في أجواء كربلائية حسينية خالصة، فكانت تسليتنا ونحن أطفال، هي تكوين مجالس صغيرة فيما بيننا، فكنت أجمع الأطفال حولي في منطقة باب الخان، وأصعد على مرتفع وأقرأ لهم اللطميات التي أحفظها. كما أن والدي (رحمه الله) كان دائماً يتتبع مجالس الملا حمزة الزغير (رحمه الله) وهو يحمل مسجلاً كبيراً لكي يسجل قصائده، فكنا نستمع إلى هذه القصائد في المنزل على مدار (24) ساعة، بالإضافة إلى حضورنا مجالس الشيخ هادي، والشيخ عبد الزهرة الكعبي، والسيد كاظم القزويني (رحمهم الله).
 وأذكر أني ذهبت مع والدي إلى محل الرادود حمزة الزغير (رحمه الله)، وقرأت أمامه عدداً من المستهلات، فقال لوالدي: إن هذا الطفل سوف يصبح رادودا... فالذي يتربى في هكذا أجواء، من الصعب عليه أن يخرج من نطاق الخدمة الحسينية، فإما أن يصبح خطيباً أو شاعراً أو رادوداً أو يمسي عالماً ينشر علوم أهل البيت (ع).  
 صدى الروضتين: كيف تصاعد مستواكم في المنبر خلال مرحلة خروجكم من العراق؟
 في فترة السبعينيات وأنا بعمر (13) سنة تهجرنا من مدينتنا كربلاء، فكنت في إيران أقرأ القصائد القديمة في المواكب والحسينيات الكربلائية، وارتقيت المنبر مدة (10) سنوات ولا يعرفني أحد، وهذه نصيحة أوجهها للرواديد الذين يريدون الصعود بشكل سريع من خلال قراءة قصيدة او قصيدتين، حتى بدأت بالبروز بشكل بسيط بداية الثمانينيات، وكنت أتبع الرواديد القدماء الذين كانوا في ايران وأتعلم منهم.
صدى الروضتين: هنالك من الرواديد من يفضل العمل مع شاعر واحد، فما رأيك؟
في الحقيقة أن الشعراء الحسينيين يحبون الالتزام مع رادود واحد، وهذا الأمر لا أميل إليه، فبالنسبة لي أرى أن على الرادود التعامل مع عدة شعراء؛ لأن كل شاعر له (نفَس) وذوق خاص به، فمثلاً الشيخ هادي القصاب (رحمه الله) بارز ومتميز في مجال القصائد الاجتماعية، والشيخ كاظم منظور (رحمه الله) من النادر أن تجد له مثيلاً في قصيدة الفاجعة، فكل شاعر له نمطه الخاص، والرادود يجب أن يستفيد من جميع الشعراء، لذا تعاملت مع الكثير منهم مثل: الشاعر الحسيني جابر الكاظمي، والسيد سعيد الصافي، وفتح الله الكربلائي، والسيد سعد الذبحاوي، وهيثم السعودي الكربلائي، وأبو علي الناصري، بالإضافة إلى عدد من الشعراء الذين نقرأ لهم قصائد متفرقة.
صدى الروضتين: وبالنسبة للغة الفصحى كيف تختار القصيدة؟
الشعر الفصيح الذي يُكتب اليوم لا يمكن مقارنته بالقديم، لذا نستفيد من القصائد القديمة بشكل أكبر، ولكن نجد اليوم أن الشاعر مهدي جناح الكاظمي كتب القريض بشكل مميز في ساحة المنبر، فالشعر القريض إذا ما وجدناه سهلاً ممتنعاً نقرأه على المنابر.
صدى الروضتين: تميزتم بقراءة القصائد بشكل ثنائي مع الملا باسم الكربلائي، فما الهدف من هذه التجربة؟
في تلك الفترة كانت الحلقة ضيقة بالنسبة للرواديد، ولم يكن لدينا مجال واسع للخروج إلى بقية دول العالم، وهذه الظروف سمحت لنا أن نجتمع مع الملا باسم، ونقرأ الثنائي بشكل أكبر، فكانت تجربة جميلة وذكريات رائعة، ولكن في العشر سنوات الأخيرة اتسعت دائرة المنبر الحسيني على كل العالم وخاصة في العراق، وصارت هذه المسألة أصعب من ذي قبل، وكذلك سجلنا قصائد ثنائية في الاستوديو، حيث سعينا لتقديم شيء جديد للناس، وقدمنا المواليد أيضاً بشكل ثنائي، لكي يخرج الجمهور من النمط الذي اعتادوا عليه.
صدى الروضتين: اتجهتم في الفترة الأخيرة إلى الجنوب العراقي، فكيف هي أجواء المنبر هناك؟
الأجواء هناك مختلفة، وأتباع أهل البيت (ع) في الجنوب يتصفون بطيبة وولاء خاص، ولديهم اصرار كبير على الحضور، والمشاركة في المجالس الحسينية، فهم متعطشون لتلقي القصيدة الحسينية، وهو أمر مشجع للرادود.
صدى الروضتين: رأيك بالقول السائد: إن الأطوار الحديثة هي وسيلة لإخراج الشباب من مجالس اللهو والمعصية؟
لا بأس بذلك، فأنا دائماً أقول يجب أن نجدد، مع الحفاظ على كيان الردة الحسينية في نفس الوقت، فالتجديد يجب أن يكون بأسلوب لا ينسينا الأصل، ولا نخرج عن نطاق الإمام الحسين (ع)، فالملا حمزة (رحمه الله)، والرواديد القدماء كانوا مدرسة أصيلة وراسخة، وعندما جاء بعدهم جليل وباسم الكربلائي وغيرهم، سعينا لتأسيس مدرسة جديدة، ولكنه تجديد في اطار خاص، فعلى سبيل المثال، حَولتُ قصيدة (الگعدة) الى لطم، وأدخلنا أوزاناً جديدة على الساحة وقد نَجَحت، لذا ترى أن بعض الرواديد الذين ليس لديهم تجديد بقوا في اطار ضيق.
صدى الروضتين: تجربتكم مع (الفيديو كليب)، وما هي طموحاتكم في هذا الاتجاه؟
(الفيديو كليب) أمر جيد ومهم، ولكن مع الأسف قنواتنا الفضائية لا تملك المال والإمكانات اللازمة لذلك، لذا فإنني حالياً أبتعد عن عمل الفيديو اذا كان انتاجه ضعيفاً؛ لأن الفيديو الذي مدته (10) دقائق يحتاج الى عشرات الملايين ليخرج بصورة لائقة، فمن الذي يدعم هكذا إنتاج؟ وبالنسبة لي، فأنا مستعد لعمل (الفيديو كليب) إذا توفرت الإمكانيات، ولكن بشرط أن يكون على مستوى عال، لذلك أنا أتحدث دائماً مع مسؤولي الفضائيات بأن بعض ما يظهر فيها غير لائق مع قضية الحسين (ع)، ولا يتناسب معها، حيث تجد (فيديو كليب) ليس فيه أي ترابط بين الكلمات والفكرة والمشاهد... بينما لو اجتمعت الفضائيات على عمل كليب واحد فقط في السنة وعلى مستوى ممتاز لكان التأثير أفضل بكثير. 
صدى الروضتين: ما هو الحل برأيكم لتقوية الانتاج الحسيني؟
يجب أن تكون هنالك ثقافة جديدة لدى الناس حول أهمية التبرع في مجال الفن والإعلام الحسيني، حيث إنها صدقة جارية تمتد آثارها الى عشرات السنين، وتتصف بالخلود والتأثير الكبير، وهذا الوعي يمكن أن يزداد من خلال عمل الخطباء والعلماء على حث الناس للخدمة في هذا الاتجاه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=208107
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 20