• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الامام زين العابدين السجاد والقرآن الكريم في تفسير البيان للطبرسي (ح 1) .
                          • الكاتب : د . فاضل حسن شريف .

الامام زين العابدين السجاد والقرآن الكريم في تفسير البيان للطبرسي (ح 1)

جاء في کتاب مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسي: 1- "الله الصمد" (الاخلاص 2) قال الباقر عليه السلام: حدثني أبي زين العابدين عليه السلام، عن أبيه الحسين بن علي عليه السلام، أنه قال: الصمد الذي قد انتهى سؤدده، والصمد الدائم الذي لم يزل، ولا يزال. والصمد الذي لا جوف له. والصمد الذي لا يأكل ولا يشرب. والصمد الذي لا ينام. وأقول: إن المعنى في هذه الثلاثة أنه سبحانه الحي الذي لا يحتاج إلى الطعام والشراب والنوم. قال الباقر عليه السلام: والصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه. قال: وكان محمد بن الحنفية يقول: الصمد القائم بنفسه الغني عن غيره. وقال غيره: الصمد المتعالي عن الكون والفساد. والصمد الذي لا يوصف بالنظائر. قال: وسئل علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام عن الصمد، فقال: الصمد الذي لا شريك له، ولا يؤوده حفظ شئ، ولا يعزب عنه شئ. وقال أبو البختري، وهب بن وهب القرشي: قال زيد بن علي عليه السلام: الصمد الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. والصمد الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأصنافا وأشكالا وأزواجا، وتفرد بالوحدة بلا ضد، ولا شكل، ولا مثل، ولا ند.

2- "إنه لا يحب المسرفين" (الأعراف 31) أي: يبغضهم، لأنه سبحانه قد ذمهم به، ولو كان بمعنى لا يحبهم، ولا يبغضهم، لم يكن ذما ولا مدحا. وروى العياشي بإسناده عن الحسين بن زيد، عن عمه عمر بن علي، عن أبيه زين العابدين بن الحسين بن علي عليهم السلام، أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا، فإذا أصاف تصدق به، ولا يرى بذلك بأسا ويقول: "قل من حرم زينة الله" (الأعراف 32) الآية.

3- "فأن لله خمسه" (الأنفال 41): قيل في فتح أن قولان أحدهما: إن تقديره فعلى أن لله خمسه، ثم حذف حرف الجر والآخر: إنه عطف على أن الأولى، وحذف خبر الأولى لدلالة الكلام عليه، وتقديره: إعلموا أنما غنمتم من شئ يجب قسمته، فاعلموا أن لله خمسه. المعنى: ثم بين سبحانه حكم الغنيمة، فقال سبحانه مخاطبا للمسلمين: "واعلموا أنما غنمتم من شئ" أي: مما قل أو كثر "فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى" اختلف العلماء في كيفية قسمة الخمس، ومن يستحقه على أقوال: أحدها: ما ذهب إليه أصحابنا وهو أن الخمس يقسم على ستة أسهم: فسهم لله، وسهم للرسول، وهذان السهمان مع سهم ذي القربى للإمام القائم مقام الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وسهم ليتامى آل محمد، وسهم لمساكينهم، وسهم لأبناء سبيلهم، لا يشركهم في ذلك غيرهم، لأن الله سبحانه حرم عليهم الصدقات، لكونها أوساخ الناس، وعوضهم من ذلك الخمس. وروى ذلك الطبري، عن علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، ومحمد بن علي الباقر عليهما السلام، وروي أيضا عن أبي العالية، والربيع، أنه يقسم على ستة أسهم، إلا أنهما قالا سهم للكعبة، والباقي لمن ذكره الله. وهذا القسم مما يقتضيه ظاهر الكتاب، ويقويه.

4- والقراءة المشهورة: "الذين خلفوا" (التوبة 118) وقرأ علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام، وأبو جعفر محمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق عليهم السلام وأبو عبد الرحمن السلمي: "خالفوا" وقرأ عكرمة، وزر بن حبيش، وعمرو بن عبيد: "خلفوا" بفتح الخاء واللام خفيفة.

5- أخبر سبحانه عما قالت إخوة يوسف حين سمعوا منام يوسف، وتأويل يعقوب إياه، فقال: "إذ قالوا" (يوسف 8) أي: قال بعضهم لبعض "ليوسف وأخوه" (يوسف 8) لأبيه وأمه، بنيامين "أحب إلى أبينا" (يوسف 8) يعقوب "منا" وذلك أن يعقوب عليه السلام كان شديد الحب ليوسف، وكان يوسف من أحسن الناس وجها، وكان يعقوب يؤثره على أولاده، فحسدوه. ثم رأى الرؤيا، فصار حسدهم له أشد. وقيل: إنه عليه السلام كان يرحمه وأخاه، ويقربهما لصغرهما، فاستثقلوا ذلك. وروى أبو حمزة الثمالي، عن زين العابدين عليه السلام: إن يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق به، ويأكل هو وعياله منه، وإن سائلا مؤمنا صواما، اعتر ببابه عشية جمعة، عند أوان إفطاره، وكان مجتازا غريبا، فهتف على بابه واستطعمهم وهم يسمعون، فلم يصدقوا قوله. فلما يئس أن يطعموه، وغشيه الليل، استرجع، واستعبر، وشكا جوعه إلى الله تعالى، وبات طاويا، وأصبح صائما، صابرا، حامدا لله، وبات يعقوب، وآل يعقوب بطانا، وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم، فابتلاه الله سبحانه بيوسف عليه السلام، وأوحى إليه: أن استعد لبلائي، وارض بقضائي، واصبر للمصائب فرأى يوسف الرؤيا في تلك الليلة. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وروي ذلك عن ابن عباس، أو قريب منه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=208081
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 19