• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مقام الامام الحسن بن علي المجتبى (ع) -  وعين الشفاء  - .
                          • الكاتب : الشيخ محمود الصافي .

مقام الامام الحسن بن علي المجتبى (ع) -  وعين الشفاء  -

 عرف العراق في وسط الدول العربية والإسلامية بلد المقدسات والآثار الإسلامية، لذا نجد أكثر أنبياء بني اسرائيل وردوا هذا البلد، إن لم يكن مثواهم الأخير فيه. 

وعلى هذا الحال، استمرت الاحداث، والتاريخ يدوِّن لنا أكثر الوقائع التي جرت على الأمة من ناحية ايجابية أو سلبية، ودوّنت الكثير منها، ولكن الأحداث التي تلت الواحدة تلو الأخرى في فترة خلافة الإمام علي أمير المؤمنين (ع) وحتى استشهاده، كان له تحرك واسع بين المدينة والعراق، وفي العراق اتخذ الكوفة عاصمة له، وسار بين الكوفة والبصرة والجهة الغربية التي جرت فيها حرب النهروان، وأيضاً الى صفين، وهكذا جرت الأحداث. 
فكان (ع) يضع أثراً وبصمة في محط رحاله أو غيره، وعلى هذا المنهج سار ولده الإمام الحسن المجتبى  (ع) عند رجوعه من الكوفة الى المدينة بعد عام (40) للهجرة، وكذلك أيضاً بالنسبة للإمام الحسين (ع)، عندما خرج من المدينة إلى مكة، وقصد منها الى العراق. 
ومن هذه الآثار والبصمات الروحانية والنوارنية والتي اعتاد الناس القصد إليها والمثول امامها، وطلب حوائجهم منها، والشفاء بماء عينها وترابها، هو مقام وعين الإمام الحسن المجتبى (ع). 
يقع هذا المقام في منطقة بحر النجف جهة المناذرة في منطقة تسمى (الكرنة) والتي تبعد عن مدينة النجف الأشرف حوالي (37)كم, والتابعة لناحية الحيرة في قضاء المناذرة محافظة النجف الأشرف. 

 
قصة هذا الأثر:  وعلى ما يتناقله العامة من أهل ذلك المصر، أن الإمام الحسن بن علي (ع) مرّ بهذا المكان عند عودته الى المدينة راجعاً من الكوفة، ونزل بهذا المكان، وحفر هذه العين، وكان (ع) كريماً، وعرف (بكريم أهل البيت). 
الموقع تاريخياً: 
بعد التتبع والاطلاع على أصل هذا الموضع المذكور، وجدت أنه ذُكر في عدة مصادر تاريخية معتبرة، وكان يُسمى هذا الموضع بـ(ينبع)، وذكره الحموي في معجم البلدان، قال: ينبع بالفتح، ثم السكون، والباء الموحدة مضمومة، وعين مهملة بلفظ ينبع الماء.  
قال غرام بن الأصبخ السلمي: هي عن يمين رضوى لمن كان منحدراً من المدينة الى البحر على ليلة من رضوى من المدينة على سبع مراحل, وهي لبني حسن بن علي, وكان يسكنها الأنصار وجهينة وليث، وفيها عيون عذاب غزيرة... 
وقال غيره: ينبع حصن به نخيل وماء وزرع، وبها وقوف لعلي بن ابي طالب (رض الله عنه) يتولاها ولده. (معجم البلدان: ج 5/ ص449 – 450) 
وينبع: بفتح أوله وضم الثالث، حصن وقرية علي يمين رضوى لمن كان منحدراً من اهل المدينة الى البحر, وهي لبني الحسن بن علي (ع)،وفيها عيون عذاب. (هامش الأنوار: ص110) 
حادثة تاريخية: 
ذكر الشيخ عباس القمي عن الكامل لابن الاثير، في حادثة وقعة الحرة، واستباحة جيش اللعين يزيد بن معاوية للمدينة المباركة، ونصه: وقد كان مروان بن الحكم علم ابن عمر لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أمية في أن يغيب أهله عنده فلم يفعل, فكلم علي بن الحسين (ع) فقال: إن لي حرماً وحرمي يكون مع حرمك, فقال: افعل، فبحث بامرأته وهي عائشة ابنة عثمان بن عفان, وحرمه الى علي بن الحسين (ع)، فخرج علي (ع) بحرمه وحرم مروان الى ينبع. (الأنوار البهية في تواريخ الحج الإلهية: ص 100 – 101). 
 
أقول: هذه حادثة تاريخية معروفة، وينبع ذكرها ياقوت الحموي، وبين موضعها حيث هي الآن، وعليها قبة كبيرة واضحة للعيان، ويبلغ ارتفاعها (9م) عن سطح البناء المشيّد، وفي الداخل نصب شباك مربع أشبه بالضريح تحت القبة, ويحيط البناء رواق نصف ضلع، وخلفه مضيف لاصق بالبناء خُصص لضيافة النساء، وكل ضلع منه (15م) تحت البناء، وأيضاً بجانبه بناء الصحيات وما يتعلق بها، ويحيط المكان عين نابعة كبريتية، يقدمها كل مريض فيشفى بها.  ومن الخلف، تل ترابه أشبه (بالقهوة) لوناً ورائحة, ما أخذ منه أحد لحاجة إلا وقضيت حاجته، وهذا ما شاهدته ولمسته بفضل وكرامة هذا الموضع الذي طالما مر به أئمة أهل البيت (ع)، ولم يكن لهذا الأثر ذكر إن لم يكن له أصل. فحتمية هذا الادعاء من الناس، وما رووه لنا فهو كثير، يدلّ على أن لهذا المكان شرفاً وأثراً لأهل البيت وذريتهم (ع).

 
وهذه صورة المقام من الخلف جهة التل المذكور، والحمد لله رب العالمين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=208043
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 21