الدال... حرف يلهث الكثيرون، خلفه..!
وهواة الكلمات المتقاطعة، يحفظون الشيء الكثير مما يتصل به، والكلمات المتقاطعة، علم وفن وذوق!!
في باريس وحدها، تصدر أكثر من عشرين مجلة دورية متخصصة في هذا العلم! وقد تفرغ عدد من اللغويين الفرنسيين لإعداد معجمات، تسهل على (الهواة) أو (الحواة) هذه اللعبة المسلية! وأتمنى على الساسة في عالمنا العربي، أن يستفيدوا من هذا (العلم)، لحلّ مشاكلهم وتقاطعاتهم السياسية!
والدال: يذكرنا بالدم الذي يسفح في أكثر من بقعة في العالم العربي الاسلامي... دماء تسيل، وجراح تنزف، وأرواح تزهق، وجثث هامدة... ودموع الأرامل والأيتام تسيل من مآقي العيون...
في القدس، بكل ما تعني وتمثل للمسلمين وغير المسلمين، مهيضة الجناح، وتشهد غطرسة اسرائيل التي جعلتها عاصمة لدولة الاغتصاب، ولا أحد يهتز له ضمير من دعاة العروبة والإسلام...!
وعلى الساحة العربية... أحداث ووقائع وتطورات دراماتيكية عاصفة، حرب شرف وأرض، ويد تمتد بغصن زيتون وتجنح للسلم، تقابلها يد أخرى تهز البندقية، تفتك وتقتل وتستبد بها أحلامهم السفيانية.
والثمن، الثمن كله، يدفعه العالم الإسلامي، مما يعده من امكانات لمجابهة تحديات العصر ورفاهية أهله وبنيه...
والدال، يذكرنا بالديمقراطية والدكتاتورية...
ونحن على أعتاب الممارسة الديمقراطية الحادية عشرة، علينا أن نقف وقفة جادة مع الذات لمراجعة ما تم تحقيقه، بنظرة نقدية جدية منصفة، بعيدة عن مختلف أشكال المبالغة والرياء.
لقد اجتاز النظام السياسي وبامتياز يشهد له الأعداء قبل الأصدقاء، اجتاز أشدّ وأعنف المصاعب والعقبات التي كادت أن تفتك بمفاصل الدولة، وتشكيلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية... الأمر الذي يتطلب الخوض في أعماق هذه التجربة ودراسة حيثياتها، والتدقيق في مدى تفاعل المجتمع العراقي مع النظام السياسي الجديد، ودراسة وتحليل الرؤى التي يحملها أفراد المجتمع تجاه هذه التجربة، وبذلك نستطيع تقييم الممارسة، واستشراف أبعادها المكانية والزمانية.
إن تجارب البلدان في هذا المضمار تشير إلى أن من الأخطاء التي يقع فيها أغلب السياسيين، هو (احتكار) الديمقراطية، وتحويلها إلى وسيلة أو أداة للوصول الى السلطة، دون ادراك لأهمية الارتقاء بهذه الممارسة الى ثقافة مجتمعية منزهة، تنبعث من واقع حضاري وثقافي بعيداً عن بهلوانيات السياسة، وتجاذباتها المصلحية، إذ تحيلها إلى دكتاتورية فئوية ضيقة!
والدال، يذكرنا بكلمة – الدكتوراه!
والدكتوراه، شهادة تعريبها: الإجازة... ولم توفق مجامعنا اللغوية إلى فرض كلمة المُجاز – بضم الميم - على الرغم من محاولاتها الكثيرة...!
ويسعى الناس كثيراً في بلادنا، لنيل لقب –الدكتوراه... والسعي مقبول، إذا صاحبه جد واجتهاد ونفع عام.
والمؤسف، أن الكثيرين، يسعَون إلى اللقب المجرد! أعرف أحدهم، أهدى مكتبته، بعد أن نال الدرجة..! والسبب بسيط، فما دام دكتورا فما باله والكتب والمصادر ووجع الرأس؟!
وأعرف مؤلفاً أعاد طبع مؤلفاته – الكاملة - مؤخراً، مضيفاً إليها، حرفاً واحداً هو: د..!! هكذا أراد أن يشعر جمهور قرائه، بأنه نال اللقب وجمع المجد من أطرافه! على العكس مما يجري في البلدان المتقدمة، فلا يعيد أحدهم طبع كتاب له، إلا بعد إضافات مهمة. وأنت تفاجأ عندما تتصفح طبعة جديدة من معجم أو كتاب في هاتيك البلدان، بإضافة الآلاف من الكلمات الجديدة والفصول أضيفت إلى الطبعة الماضية..! وعندنا تصدر المعجمات والقواميس والكتب دون إضافة، وللقاعدة شذوذ طبعاً...
تُرى: هل أعقمت لغتنا؟ أم جمدت؟.
|