• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عبدالعظيم ذهني زاده .
                          • الكاتب : محمد زيد ابوالقيس كهية .

عبدالعظيم ذهني زاده

من هو سائل تبريزي

هو عبدالعظيم ذهني زاده بن الحاج علي اصغر التبريزي ولد سنة 1313ه (1895م) في حي چوستدوزان بمدينة تبريز والمعروف ادبيا بأسم(سائل). وهو ابن الشاعر الآذري الكبير علي اصغر ذهني. ظهر نبوغه من بواكير شبابه، فبعد أن تعلم على يدي والده الحاج علي أصغر، انفتحت قريحته الأدبية ليصبح لاحقًا الشاعر الرثائي العظيم.

القابَه:
° سائل
° ذهني زاده
° التبريزي

مكانته الأدبية


يعد ذهني زاده من أعظم شعراء الرثاء الحسيني الأذربيجاني، وكذلك يعد من الشعراء الثوريين على السلطة الملكية آنذاك، حيث رفض كثيرًا من الإجراءات الحكومية التي كانت تخالف الدين. وكان أيضًا من دعاة السيادة الوطنية وعدم التهاون فيها، وكان ذهني زاده في طليعة الشعراء الحسينين الثوريين، وكان من مؤسسي الحركة الأدبية في تبريز من خلال تأسيس جمعية أهل البيت (عليهم السلام) في تبريز.


إضافة إلى ذهني زاده، هناك عدد كبير من الشعراء الحسينين الذين كانوا في الحركة الأدبية، منهم:


° محمد عابدي (عابد)
° يحيى شيدا
° علي نظمي أديب (نظمي تبريزي)
° عباسعلي شبخيز قراملکي (شبخيز)
° عزيز دولت‌آبادي (درويش)، وغيرهم.


شعره مليء بالصور الشعرية والروح الثورية والمشاعر الصادقة.
ومن أبرز من وصف مكانته الأدبية الأستاذ عبدالاحد كامران ور، حيث قال:
"لقد تميّز شعر ذهني زاده بسموّ العبارة ورسم لوحات فنيّة بليغة وناطقة عن واقعة كربلاء، وتجسيد تاريخ عاشوراء بأسلوب فني أخّاذ، وابتكار روائع أدبيّة خالدة في مرآة الخيال الشعري، كلّ ذلك دون أن يمسّ أصالة الموضوع أو يحرّف الحقيقة التاريخية لنهضة الإمام الحسين (ع). فقد كان خياله منضبطًا لا يجنح إلى المبالغة أو الانحراف، وهذه أبرز سماته التي جعلته يثير إعجاب كل ذي ذوق فني. قلّما بلغ شاعر عاشورائي هذه الذروة العالية أو استطاع أن يفتح بابها، لذلك ترك أثرًا عميقًا وخالدًا في قلوب أهل القلوب وكلّ مستمع. من هنا، عُدّ المرحوم ذهني زاده من الأساتذة المبرّزين في نظم أحداث تاريخ كربلاء. فكلامه متين راسخ، مطابق لموازين الفصاحة والبلاغة، مشبع بالمعاني الدقيقة والأفكار العميقة والخيالات الرقيقة."

قصته مع رجل من تبريز

وفي يوم استشهاد السيدة الزهراء (ع)، حينما كانت مواكب العزاء تتجه من أحياء تبريز باتجاه السوق، كان ذهني زاده يردد أبياته الرثائية بحرقة، والتي مطلعها:

اي يگانه گوهر گنج حيا يا فاطمه عصمتي عين مراد كبريا يا فاطمه

«أيها الجوهر الفريد في كنز الحياء يا فاطمة، أنتِ العصمة وعين مراد الكبرياء يا فاطمة»

وإذا بأحد الأشخاص – وكان دائنًا له – يمسك بتلابيبه بجرأة ووقاحة ويقول له بلهجة قاسية:

"ادفع دَينك أولًا، ثم أنشد شعرك للزهراء!"

كان هذا الموقف صادمًا وموجعًا للشاعر، فقد رآه بمثابة إهانة لقدسية أهل البيت (عليهم السلام)، وخاصة لمقام أمّ أبيها فاطمة الزهراء (ع).

فامتلأ قلبه بألم عميق وجرحٍ بالغ، وأحسّ بخجل وحياء شديدين، حتى أنه ضمن قصيدته بيتًا بتخلّصه الشعري، يخاطب فيه السيدة الزهراء (ع) قائلًا:

ذهنی درمانده عارضده سرشک تر خانم آستان لطفوزه عجزیله یوز سورتر خانم دلده کی هر دردینه سیزدن دوا ایستر خانم سائلی ردّ ایلمز اهل عطا یا فاطمه

"ذهني العاجز يبكي بحرقة عند أعتابك يا سيدتي، وكل ما في قلبي من ألم، دواؤه عندك فأنتِ لا تردين سائلك، يا فاطمة… أنا العبد المقصّر، المطرود، المفتضح بين الخاص والعام، لا أريد أن يكون شعري سبب إساءة إليك وكل بيت أنظمه إن لم يكن مرفوعًا إليك، لا أكتبه قصدي من الشعر أن أكون بخدمتك يا سيدتي، حتى يقضي الله بما يشاء يا فاطمة."

وبعد أن أنهى قصيدته، عاهد نفسه ألا يكتب بعد ذلك نوائح ومدائح، وألا يمسّ هذا الميدان بقلمه مرة أخرى.
ولكن إرادة الله شاءت غير ذلك، إذ كانت له صلة روحية حقيقية بأهل البيت (عليهم السلام) لم تتركه، بل اختصته بعناية خاصة.

ففي ليلة من الليالي، وقد انتصف الليل، وكان ذهنی‌زاده غارقًا في الصلاة والدعاء، إذا بالباب يُطرق. وعندما فتحه، رأى أمامه ذلك الدائن نفسه. أراد أن يعاتبه على ما جرى، لكنه فوجئ بالرجل باكيًا مرتجفًا، يطلب الصفح والمغفرة.

سأله ذهنی‌زاده عن السبب، فأجابه الدائن أنه رأى في المنام السيدة الزهراء (عليها السلام) وهي غاضبة منه، وقالت له:

"هذا كيس من الذهب مقابل دين ذهنی‌زاده، فدع شاعرنا ولا تؤذه."

ثم أضاف أنه استيقظ نادمًا، مدركًا فداحة خطئه، وجاء إلى ذهنی‌زاده يطلب السماح. فصفح عنه الشاعر، لكنه بقي متأثرًا للغاية من هذه الحادثة، ورأى فيها إشارة سماوية واضحة، فازداد يقينًا وتمسكًا بخدمة أهل البيت (عليهم السلام)، وكرّس شعره لهم بإيمان وحماسة أشد.

من قصائده

له عدد كبير من القصائد باللغتين التركية والفارسية، ومن قصيدة له في علي الأصغر (ع) مطلعها:

باغلانُوب سُو یُوللّاری بُو گُوندَه آلِ حِیدرَه کَربلادَن العطَش فَریادی چخدی گُویلَره

"أُغلِقت طُرُقِ الماء وسبيله هذا اليوم عن آل علي،
وقد ارتفع نداء العطش من كربلاء الى السماء."

ويقول في إحدى مقاطع القصيدة:

خِیمه لَردَن قُوتُولوب سُو یاندی آلِ مُصطفا
سُو خُصُوصیندَه خَجِل اُولدی بالاسیندان آنا
کَربَلانُون هَر بَلاسی بیر یانا سُو بیر یانا
آرتُوخ اُولدی سُو غَمی هَر غَمدَن آلِ اَطهره

"خرج آلُ المصطفى من الخيام والظمأ يحرقهم
حتى غدت الأم تستحيي من ولدها لِعجزها عن الماء.
فمصائبُ كربلاء كلٌّ منها على جانب، والعطشُ على جانب،
إذ صار حزن الماء أثقل من كلّ همٍّ على آل البيت الأطهار(ع)."

وفي قصيدة أخرى يقول:

قالدون اوچ گون اوچ گئجه عطشان اوغول
ایچدون آخِر سو یرینه قان اوغول

"يا بُنيّ، قد بقيتَ ثلاثةَ أيّامٍ وثلاثَ ليالٍ عطشانًا
وفي النهاية شربتَ بدلَ الماء دمًا، أي بُنيّ."

لشاعرنا ذهني زاده ديوان كبير باسم ديوان سائل.

قالوا فيه

° السيد كاظم زعفرانچيلر:

"إن هذه الشخصية الخالدة (ذهني زاده) في مجال الشعر الديني، بوصفها أحد الوجوه البارزة للشعر الديني في تبريز وإيران، كرّست حياتها لخدمة الثقافة والأدب.. ومن واجبنا أن نقيم له ذكرى تليق بمقامه السامي، لتكون فرصة لإحياء آثاره وحياته وإعادة التعرف عليها."

° وكالة مهر:

"المرحوم الشاعر الكبير ذهني زاده من أبرز الوجوه اللامعة في تاريخ الشعر الديني بتبريز، الذين كان لهم أثر عميق في الثقافة والشعر الديني في عصرهم."

° وكالة أنباء الطلبة (إيسنا):

"نُصبت لوحة تذكارية للشاعر "عبد العظيم ذهني زاده التبريزي"، شاعر أهل البيت (عليهم السلام)، في هيئة مقابر بلدية تبريز، بالتزامن مع مراسم تكريمه."

° عهد فلاحي، المدير التنفيذي لمؤسسة مقابر بلدية تبريز:

"يُعدّ الأستاذ ذهني زاده من أكثر الشخصيات الدينية خلوداً في أذربيجان، وقد استطاع، بفضل رعاية أهل البيت (عليهم السلام)، أن يُنظم قصائد تليق بالمعصومين (عليهم السلام)، وهذه القصائد غنيةٌ بالمضمون لدرجة أنها تُستخدم في معظم مجالس المديح الدينية. وفي هذا الصدد، وتخليدًا لذكرى المرحوم الأستاذ الحاج عبد العظيم ذهني زاده، نُصبت لوحة تذكارية له في مؤسسة مقابر بلدية تبريز."

° الحاج عبدالاحد كامران ور:

"لا شكّ أنّ واحدًا من ألمع نجوم سماء المديح والمراثي التركيّة الأذريّة في ازدهار الشعر العاشورائي هو المرحوم عبدالعظيم ذهني زاده. إنّه خلف الشاعر المقتدر في هذا المضمار المرحوم أصغر ذهني، الذي وردت ترجمته في كتاب علماء أذربيجان، ويُعدّ ـ بلا مبالغة ـ من الأعمدة الراسخة في خيمة الشعر الرثائي."

° الرادود الحاج ابراهيم نوري، متحدثًا لوكالة تسنيم:

"في الماضي كان لدينا من الشعراء المبدعين والأشعار القيّمة ما يكفي، حتى لم يكن فرق إن قرأت من شعر المرحوم حسيني أو من غيره. المرحوم ذهني زاده نفسه كان شاعراً، وكان يحضر الهيئات، يقرأ بيتاً واحداً فقط، فيُشعل أجواء المجلس. أتذكّر مرّة جاء إلى هيئة، قرأ بيتاً ثم انصرف، لكن المجلس بقي ساعة كاملة غارقاً في البكاء. في ذلك الزمن، كان الإخلاص والتقوى أوفر، وكانت الأشعار رصينة ورفيعة..."

° وكالة تسنيم:

"الشاعر المقتدر في مدح أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، الأستاذ الحاج عبد العظيم ذهني زاده."

●وفاته

توفي الشاعر التبريزي الكبير عبدالعظيم ذهني زاده سنة 1401ه (1981م)، ودُفن في مقبرة وادي رحمت بمدينة تبريز، وحضره حشد غفير من أهالي تبريز. رحمه الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=208025
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 21