تعابير؛ عفا عنها الزمن" نشجبُ، ندينُ، ونستنكرُ" أصبحتْ في نظرِ الكثيرين، قديمةً مستهلكة، مرتبطةً بالخطابِ الرسميِ العربيِ في بياناتِ الشجبِ بعدَ كلِ أزمةٍ معَ كثرةِ التكرارِ دونَ إجراءاتٍ عملية ملموسة، صارَ استخدامها رمزا للضعفِ أوْ لغيابِ الفعلِ الجاد.
يقول العالمُ: " نرفضُ بأشدِ العباراتِ الأعمالِ الوحشيةِ المرتكبةِ ضدَ الشعبِ الفلسطيني، وندينُ كلَ اعتداءٍ يطالُ المدنيينَ وممتلكاتهمْ ومؤسساتهمْ المدنيةَ والصحيةَ والتعليميةَ والدينية".
أن ما يجري في قطاع غزة، انتهاك صارخٍ للقانونِ الدوليِ الإنسانيِ، ولحقوقِ الإنسانِ الأساسية، التي تستدعي تحركا فوريا منْ قبل المجتمعِ الدوليِ لإيقاف هذا العدوان.
لقد اصبح العالمُ أمامَ مجرم قاتل محترف، جاءَ منْ كلِ بقاعِ العالمِ إلى الشرقِ الأوسط، تحتَ عنوانِ- البحثِ عنْ الحرية- ، لكنْه، انقلب على الإنسانية، ليثأر ربما، لتاريخه الأسود، في هدمِ الأديانِ، وقتلٍ الشعوب، فهلموا، يا أحرار العالم، في وقفة واحدة جادة، وصادقة وحقيقية، لإيقاف المجرم عن إجرامه ، قبلُ وقوعِ الكارثةِ الكبرى.....!
يشاهد العالم المتحضر، التدميرُ، القتل، سياسةِ الأرضِ المحروقة، بينما المجرمُ الصهيوني، المحميَ منْ قبلِ بعضِ الدولِ الكبرى، غير مبال بذلك، ليسَ لديه، خطوطٌ حمراء في إجرامه، كلَ شيءٍ مباح للتدمير: مسكن، مأوى، مستشفى، دارُ أيتام، مدرسة، جامع، كنيسة، كلُ الحياة، يجبَ أنْ تقتلَ في غزة، حتى الهواء والماء فيها، ما دام، الشعبَ الفلسطيني، متمسك بأرضهِ ووطنه. لا يوجدُ لدي القاتل، شيءُ اسمهِ وقت محددٍ لوقفِ القتل، يجبَ قتلُ الشعبِ الفلسطيني، في كل: لحظة، دقيقة، ساعة، يوم، أسبوع، شهرٌ وسنة، ما دام، لا يطيقونهُ، ولا يعترفُون له، باغتصابِ أرضهم، ودع العالم ، يشجب ويستنكر ويدين....! لقدْ فقدتْ الإنسانيةُ كلَ معانيها، أمامَ المشاهد المروعة للشعب الفلسطيني.
فليترك التنظير جانباً، ويبدأ التحرك الحقيقي على وجهِ السرعة، لفتحِ تحقيقاتٍ دوليةٍ مستقلةٍ بشأنِ جرائمِ القتلِ والتدميرِ، وملاحقةُ المتورطينَ أمامَ جهاتٍ قضائيةٍ ، وفرض قيودٍ فوريةٍ على الأسلحةِ والتمويلِ الذي تساعد المجرم، في ارتكابِ جرائمه، وإنشاءُ ممراتٍ إنسانيةٍ آمنةٍ لإيصالِ المساعداتِ الطبيةِ والغذائيةِ لأهل غزة، وحمايةٌ المدنيينَ، والمؤسساتِ المدنيةِ (مستشفيات، مدارس، دورُ رعاية) وفقا لاتفاقياتِ جنيف. إنَ الجرائمَ التي ترتكبُ يوميا، لا تمحى بالشجبِ الكلامي، بل، بالعمل الجماعي الفعال الحقيقي من المجتمع الدولي.
أينَ ؛ كتبَ حقوقَ الإنسان، مفرداتُ القانونِ الدوليِ الإنساني، ديباجةُ ميثاقِ الأممِ المتحدة، مفوضيةُ حقوقِ الإنسانِ، المحاكمِ الدولية؟ أن، ما يجري في فلسطينَ، بحاجة الى تقويض صارخٍ لكلِ قواعدِ الحمايةِ والعدالة، وبتحمل المجتمعُ الدوليُ ِمسؤولياتهِ في: تحقيقٌ دوليٌ مستقل، حمايةٌ فوريةٌ للمدنيين، فتحُ ممراتٍ إنسانية، ومساءلةُ فاعلةٌ أمامَ محاكمَ دولية. لا صمت بعدَ اليومَ - العدالةَ ليستْ خيارا، بلْ واجبٌ إنسانيٌ وقانوني.
كفى أيها المجرمُ المتغطرسُ - استيقظوا يا عالم، ما يحدثُ لا يجوزُ السكوتُ عليه!
|