الشاعر الحسيني الشهير والاديب التبريزي القدير والصوت الرثائي الحزين والذي وظف قلمه في إحياء مصائب العترة الطاهرة انه الحاج محمد حسين جنتي مقام المتخلص ب(صحاف تبريزي)
ولد سنة 1329 ه (1911م) بمدينة تبريز حي سرخاب اكمل دراسته الأولية والاساسية فيها حيث درس على ايدي اساتذة من جهابدة تبريز
ومن اساتذته الأعلام:
°آية الله شهيدي
°آية الله خطيبي
°إسماعيل أميرخيزي
°حسن أميد
°صفوت بلد
بدأ قرض الشعر وكتابته منذ سن الرابعة عشرة وكان يتميز بموهبة فذة ونبوغ مبكر وذكاء حاد
وكان اول اصدار ادبي له هو كتاب( كوكب المصائب) الذي صدر بجهود المرحوم نوبهار وانتشر هذا الكتاب بشكل كبير في مختلف أرجاء اذربيجان
● مؤلفاته
°كوكب المصائب
°گلشن شهداء
°دهه عاشوراء
°رهروان حقيقت (وقدم له فيها الاستاذ الكبير والشهير محمد حسين شهريار)
°ديوان صحاف تبريزي
انتشرت هذه الكتب كما قلنا في أرجاء أذربيجان واقبل الناس عليها بلهفة مما جعلها تنفذ بشكل كامل من الأسواق
شعره
شعره رقيق ذو عاطفة جياشة يتسم بالبساطة والوضوح مع الصور الشعرية والاسلوب البلاغي
شاعرنا صحاف تبريزي جعل أكثر شعره في كربلاء وفي رثاء الامام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وقد اشتهر كتبه وقصائده بشكل كبير في اذربيجان وشمال العراق وقصائده يعد من القصائد الحسينية التراثية المنتشرة كما جاء في كتاب "براوجليده تراثي سينه زنلار" ومن قصائده المشهورة تلك القصيدة التي مطلعها:
نجه قان آغلامسون داش بو گون
کیسیلب يتميش ایکی باش بو گون
كيف لا يبكي الحجر اليوم (يوم عاشوراء)
وقد قطع 72 رأسًا في هذا اليوم(عاشوراء).
ويقول في احد مقاطع هذه القصيدة الرثائية:
بو همان گوندی سولوب دین چمنی
سارالوب سرو و گل و یاسمنی
قطعه قطعه اولوب اکبر بدنی
نجه قان آغلاماسین داش بو گون
هذا هو اليوم الذي ذبل فيه بستان الدين
واصفرّ فيه نبات السرو والورود والياسمين
وتقطّع فيه جسد الأكبر إربًا إربا
فكيف لا يبكي الحجر دمًا في هذا اليوم؟
وفي مقطع آخر منه يقول:
حرمله آلدی اله تیر و کمان
اصغرین حلقین ایدوب تیره نشان
ایچدیروب سو یرینه قرمزی قان
نجه قان آغلاماسین داش بوگون
حرملةُ رفع بيده السهم والقوس
وجعل عنق الأصغر غرضًا لسهمه
فارتوى بدل الماء بدمه القاني
فكيف لا يبكي الحجر دمًا في هذا اليوم؟
ويستمر الشاعر في ذكر مصائب عاشوراء
ويختم قصيدته قائلا:
سنده صحّاف ایله شور و فغان
مطلبون تا ویره خلاق جهان
بو گوزل مطلعی قیل بیرده بیان
نجه قان آغلاماسین داش بو گون
وأنتَ يا صحّاف، أطلق العويل والأنين
وارفع مطلبك إلى خالق العالمين
واجعل هذا المطلع الجميل بيانًا لك
"نجه قان آغلاماسون داش بوگون "
فكيف لا يبكي الحجر دمًا في هذا اليوم؟
● أسرته
°شقيقه المرحوم الحاج حسن قمري مؤسس مكتبة فردوسي
°شقيقه الدكتور الشهير بزمي الجراح
°ولده الوحيد أحد صحاف تبريزي
● قالوا فيه
°الأستاذ الشهريار، في مقدمة كتاب رهروان حقیقت، يقول:
«نادراً ما جرى لي أن شعرت بالغيرة من شاعر، مهما كان علمه وقدرته. ذلك لأن الفنّ الحقّ هو في ذاته عالَم من الصفاء لا موضع فيه للحسد. بل إني كثيراً ما أولع ببيت رقيق من غيري أكثر مما أولع ببيت آخر في مستواه يكون من نظمي أنا. ولكن، ولا أخفي عنكم شيئاً، فقد تلمّع في أعماق نفسي الشرارة الأولى من غيرةٍ حين طالعتُ هذا الكتاب، حتى خشيت على نفسي...
ولعلكم سمعتم باسم عُمان ساماني، ذلك الشاعر الكبير الذي لم يمض على حياته أكثر من خمسين أو ستين عاماً.
لقد أبدع هذا الشاعر بملحمته الفريدة كنز الأسرار التي هي محض إلهام،
فنال مقامًا في الأدب الديني والأخلاقي فاق حتى المرحوم محتشم الكاشاني.
وكان من عادة خوانين بختياري حين يتوجّهون إلى زيارة العتبات المقدسة أن يصحبوا معهم المرحوم عمان ساماني.
وحين بلغوا النجف الأشرف تشرفوا بلقاء المرحوم آية الله الميرزا الشيرازي، المرجع الأعلى في زمانه...
دخل الخوانين الضخام المهيبون مجلسه، وفي النهاية دخل عمان المتواضع النحيل بسمته الشاعرية، فجلس آخر المجلس.
بدأ أحد الخوانين يعرّف الحاضرين بألقاب ضخمة كضرغام وصمصام…
ثم ذكر في آخر الكلام اسم «الميرزا عمان» عرضاً.
فما أن سمع الميرزا الشيرازي الاسم حتى تغيّر لونه وقام مرتعشاً دامع العينين،
وتقدّم نحو عمان وعانقه بإجلال، وأجلسه في صدر المجلس
قائلاً: يا ميرزاي العزيز،
ليت الله يرزقني شرف المشاركة في بيت واحد من آلاف الأبيات التي جرت بقلمك الفيّاض في مدح ومناقب آل محمد (ص).
أجل… إنني وجدتُ عند قراءتي كتاب الأستاذ صحّاف هذا الأثر ذاته، وتردّد على لساني نفس ما قاله الميرزا عن عمان.»
ثم يضيف الشهريار:
«في هذا المقام المقدّس، ليست المسألة قصة شعور وهيجان،
بل هي نصيب أزلي وتأييد خاص من الرحمن.
فإذا لم يبلغ الشاعر الاستحقاق والدرجة الروحية، فلن تُجدي مواهبه ووفرة إنتاجه في شيء. رحمة الله عليهم جميعاً.»
°الاستاذ فرشيد باغشمال – وكالة فارس:
"ولعلّ أفضل ما يُعرّف بالصحّاف هو ما جاء في مقدّمة الأستاذ محمد حسين شهريار على ديوانه، حيث كتب قائلاً: «في اللقاءات المتعدّدة التي تشرفت فيها بمقابلة السيد الصحّاف والانتفاع من حلاوة كلامه، وجدته قريبًا جدًّا من كمال الصناعة الشعرية. وندر في حياتي أن وجدت نفسي أغار من شاعر، مهما بلغ علمه واقتداره؛ لأن الفنّ الحقيقي في ذاته عالَم من الصفاء لا مكان فيه للحسد.
بل إنني كثيرًا ما أولع ببيت رقيق من غيري أكثر مما أولع ببيت في نفس المستوى من نظمي أنا. ولكن حين قرأت هذا الديوان، انقدحت في أعماق نفسي شرارة غيرة خاطفة.»
°وكالة فارس:
"إنّ «أدب الرثاء في تبريز» أو بالأحرى «مدرسة الرثاء التبريزية» يُعدّ من الفصول المهمة، وفي الوقت نفسه المظلومة من الأدب. و"مظلومة" من حيث إنّ أعلام هذا المجال، رغم تأثيرهم الكبير في الفضاء الاجتماعي خلال المئة والستين سنة الأخيرة، لم يُعرَفوا كما ينبغي حتى بين المتخصصين والباحثين في الأدب."
● وفاته
توفي شاعرنا الكبير صحاف تبريزي بعد عمر حافل ومبارك سنة 1403 ه الموافق 1983 م وقد شيع جثمانه الطاهر في مدينة تبريز وحضره مختلف الاوساط الاجتماعية ودفن في منطقة ستارخان في منطقة سرخاب بتبريز فرحمه الله واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا..
|