• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إسْلَامِنَا .
                          • الكاتب : عباس عطيه عباس أبو غنيم .

إسْلَامِنَا

إن الشرائع السماوية واحده تلقتي بالهدف الرسالي وإن تعددها لا يفقدها المضمون الذي جاء به المرسل أو الرسول لتحقيقه قال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)[1]

إن الرب واحد وإن الاب واحد وهذا ما نجد الرسول الخاتم محمد (ص) يحث المؤمنين عليه ولكن المشركين وحلفاء الشيطان لهم مأرب لانحراف الأمة عن مسارها الصحيح قال رسول الله محمد (ص): (إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ودينكم واحد، ونبيكم واحد، ولا فضل لعربي على عجمي، ولا عجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى) [2]

إن اساسيات الدنيا هو العمل الصالح الذي يحببنا في المجتمع قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [3]ومن هنا نكشف سر من اسرار الدنيا التي فيها نعمل بدون حساب والاخرة حساب بدون عمل قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [4] أن العمل الذي يجنيه الأنسان سوف يقدم له يوم الوفود الى الرحمن من خير أو شر وعلى هذا الاساس يذهب به إلى النار أو الجنة التي كلنا نرغب في الوصول اليها والنظر فيها وهذه الحياة الطيبة...

وكل اسرار الدنيا إن يأخذ الضعيف حقه ويعيش المساواة بين الخلق ولكن أعداء الإسلام لن ترغب بهذه ولقد عاشت اوربا عالم من الانحلال الخلقي ولم تزل هذه فيها وتريد تصديرها الى الامة المسلمة التي فيها القران والحديث مجتمعين, وإن بعض ابناء الامة يرغب في التميع والانحلال, وهؤلاء حلفاء الشيطان بمكرهم قال تعالى:( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). [5]

إن الامة تعيش الفوضى اليوم في سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا وغيرها من المدن الاسلامية قال تعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ۚ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) [6] نجد الضعيف فيها مسحوق وإن كان شعار الامة اسلامي, لكنه شعار ينادي بلسان الطائفية المقيت لسان لم ينزل به الله شيء قال النبي محمد (ص): (لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوي غير متتعتع) [7]

أن الأمة التي تريد الهيبة ودحر الباطل اينما وجد تطبق مفهوم رسالة علي بن ابي طالب (ع) إلى عاملة مالك بن الاشتر إلى مصر (رض)لأن فيها العدل والمساواة قد اجتمعن, وهذه الامم المتحدة تعلنها في تقرير رسمي, [8] وتفتخر بهذه الرسالة وإن لم تطبقها بين الشعوب لأن قوة الشيطان قد تجمعت بين اركانها قال الإمام علي سلام الله عليه في رسالته: (وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً ، تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان، إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتي على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ، وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم) [9]

إن الأمة التي ترغب بالعدل والمساواة بين الراعي ورعيته فاليتبع منهج علي بن ابي طالب (ع) في رعيته لا يوجد فرق بين اسود ولا ابيض بل العدل ميزان لإنسانية علي وكيفية حل مشاكل الأمة عبر الحوار الهادئ والتمثيل لمنهج الرسول الخاتم محمد (ص) في امته قال تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [10]

[1]- سورة الشورى الآية 13

[2]- انظر كنز العمال ٣/ ٦٩٩. وقد رواه ابن المبارك في مسنده ١/ ١٤٧ (٢٣٩)، والحارث بن أبي أسامة، انظر: زوائده ١/ ١٥٣ برقم ١٥١. وابن حجر في الفتح ٦/ ٥٢٧

[3]- سورة الحجرات الآية 13

[4]- سورة النحل الآية 96

[5]- سورة الشورى الآية 21

[6]- سورة الشورى الآية 13

[7]- نهج البلاغة فيض / ١٠٢١; عبده ٣ / ١١٣; لح / ٤٣٩، الكتاب ٥٣.

[8]- الأمم المتحدة في تقريرها السنوي الصادر عام 2002م عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (United Nations Development Programme) (UNDP).

[9]- بحار الأنوار - ج ٧٤ - الصفحة ٢٤٠

[10]- سورة الجاثية الآية 18




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=207859
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 15