• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق وقمة الدوحة الطارئة: تضامن محسوب ودبلوماسية متوازنة .
                          • الكاتب : مهند ال كزار .

العراق وقمة الدوحة الطارئة: تضامن محسوب ودبلوماسية متوازنة

الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرًا لقيادات من حماس في قلب الدوحة لم يكن مجرد حادث أمني، بل صدمة سياسية وإقليمية كبرى.ة، فهو اعتداء على سيادة دولة عربية، وتحدٍّ صارخ للقانون الدولي، من هنا، جاءت الدعوة القطرية لعقد قمة عربية-إسلامية طارئة، لا للتنديد فقط، بل لمحاولة صياغة رد جماعي يواجه هذا الانتهاك.

موقف العراق: إدانة واضحة

منذ اللحظة الأولى، دانت بغداد الهجوم ووصفته بـ"الجبان"، مؤكدة تضامنها الكامل مع قطر، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، هذا الموقف العلني يعكس رغبة العراق في الظهور كمدافع عن السيادة والشرعية الدولية، وفي الوقت ذاته جزء من المحيط العربي-الإسلامي الرافض للتجاوزات الإسرائيلية.

خيارات العراق داخل القمة

أمام بغداد ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

التشدد: الدفع نحو بيان صارم وخطوات عملية، ما يمنحها رصيدًا شعبيًا لكنه قد يجرّ ضغوطًا دولية.

التوازن: الجمع بين الإدانة الصريحة والدعوة للحلول الدبلوماسية عبر الأمم المتحدة، وهو السيناريو الأقرب للسياسة العراقية الحالية.

الحذر: الاكتفاء بإدانة شكلية، وهو خيار قد يُفقد العراق فرصة الظهور كلاعب إقليمي مؤثر.


الداخل والخارج: حسابات معقدة

داخليًا، الموقف الحازم يعزز صورة الحكومة أمام الرأي العام المؤيد للقضية الفلسطينية. خارجيًا، العراق يحتاج إلى تجنب الانزلاق في مواجهات قد تعرقل علاقاته مع الولايات المتحدة أو دول عربية تميل للتطبيع.
إقليميًا، المشاركة الفاعلة في القمة تمنحه فرصة لإعادة تقديم نفسه كصوت متوازن يجمع بين المبادئ والحكمة.

قمة الدوحة ليست مجرد اجتماع طارئ، بل اختبار لوحدة الموقف العربي-الإسلامي.
بالنسبة للعراق، هي فرصة ثمينة لتأكيد أنه لاعب لا يمكن تجاهله، قادر على تبني خطاب قوي ضد الانتهاكات، وفي الوقت نفسه تجنّب الانجرار إلى مواقف غير واقعية.
 التوازن هو كلمة السر التي تحمي مصالحه وتعزز مكانته.

إن أراد العراق استعادة دوره الطبيعي كلاعب إقليمي مؤثر، فعليه أن يثبت في هذه القمة أنه ليس مجرد متابع، بل صانع موقف.
 المزاوجة بين القوة في الخطاب والواقعية في السلوك هي ما سيمنحه القدرة على التحرك بمرونة في ساحة إقليمية معقدة، ويعيد له ما فقده من وزن سياسي خلال العقود الماضية.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=207854
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 15