أشعر بالحزن لأنني لم تُكتحل عيوني غدًا بمشاهدة الملحمة الكروية بين نادي الموصل ونادي الغراف، فقد أقعدتني الأسقام، وأخذت مني الآلام ما أخذت.

غدًا هو يوم المنازلة الكبرى، يوم الملحمة، فالرياضة لم تعد مجرد نشاط شبابي أو تنافسي، بل أصبحت اليوم واحدة من أهم أدوات التنمية المجتمعية، وعنوانًا بارزًا للحراك الثقافي والاجتماعي في محافظة ذي قار. وقد تجلت هذه الحقيقة بوضوح من خلال الاهتمام المتزايد بالملف الرياضي من قبل الجهات الحكومية، وفي مقدمتها الأمين العام لمجلس الوزراء الدكتور حميد نعيم الغزي، الذي قدّم نموذجًا مميزًا في رعاية المشاريع الرياضية والبنى التحتية التي تحتضن طاقات الشباب وتستوعب جمهور المحافظة.

لقد أسهمت جهود الدكتور الغزي في تحويل ملعب الناصرية الدولي إلى صرح رياضي متكامل يمثل واجهة حضارية ويعكس صورة مشرقة عن ذي قار، كما كان له الدور الفاعل في تذليل العقبات الإدارية وتوفير الدعم الحكومي اللازم لاستمرار النشاطات الرياضية. هذا الاهتمام لم يأتِ من فراغ، بل من إيمان راسخ بأن الرياضة قادرة على صناعة الأمل، وتعزيز روح الانتماء، وتوحيد صفوف المجتمع.

وفي هذه العجالة، لا يمكن أن ننسى الدور الحيوي الذي يضطلع به مدير شباب ورياضة ذي قار، الكابتن مهند السهلاني، الذي لم يدخر جهدًا في دعم الأندية المحلية وتقديم التسهيلات اللوجستية والفنية، بما يضمن استمرار النشاطات الرياضية على مختلف المستويات. فالمؤسسة الشبابية في المحافظة باتت اليوم شريكًا حقيقيًا للأندية، وحاضنة للمواهب التي تسعى لإثبات وجودها في الملاعب العراقية.

إن التناغم بين دعم الحكومة المركزية ممثلة بالأمين العام لمجلس الوزراء، وجهود مديرية الشباب والرياضة في ذي قار، شكّل بيئة خصبة لانطلاقة جديدة للحركة الرياضية، وفتح آفاقًا واسعة أمام الأندية والجماهير معًا. وما نشهده اليوم من تفاعل جماهيري وحراك رياضي متنامٍ هو ثمرة لهذه الجهود المتكاملة، التي تستحق الإشادة والتقدير.

إزاء ما تقدّم، فأنا على يقين أن فريق نادي الغراف سيستحضر النخوة والغيرة الجنوبية، ويرد الدين لهذه الجهود التي ذكرت. فالرياضة في ذي قار لم تعد مجرد مباريات تُلعب على المستطيل الأخضر، بل هي مشروع حياة، ورمز تواصل بين الدولة والمجتمع، ورسالة واضحة بأن صوت الشباب وطاقاتهم سيبقى حاضرًا في قلب المشهد.