قد يحتار أحدنا في ربط بداية ونهاية أحداث المنطقة العربية، وإرتباطها بجوانب أخرى ببقية دول العالم، وكلها تُدار من قبل أمريكا، علنا أو خفية..
في آسيا مع روسيا جندت الفنان زيلينسكي، بفتح جبهة لإلهائها وتحطيم إقتصادها بمسارين، أولها العقوبات وثانيها الحرب، لكن كان ذكاء رجل المخابرات بوتن، أكبر من مكرهم الذي يبدوا أنه إعتمد الأساليب القديمة، فأفشلها من خلال إعطاء حقيبة المالية لوزيرة قلبت الموازين، وقلب المؤامرة بعهد جديد لم تألفه أمريكا وأوربا .
فنزويلا العصية على الهيمنة هي الأخرى، جربوا معها أيضا أُسلوبا قذرا، وكان مؤثرا حد جعل إقتصادها يترنح، وعملتها التي هبطت لمستوى كارثي، لكن "مادورو" عمل بكل ما يملك من مراوغة لبقائه، ولحماية بلاده من الهيمنة الأمريكية الإستعمارية في سبيل النفط، وكيفية الإستحواذ عليها، بإعتبارها من الدول الضعيفة، وليست بحجم أمريكا من حيث التسلح والتكنلوجيا، ولولا دعم إيران لها لكانت في خبر كان .
المنطقة العربية وخصوصا في "غرب آسيا" اوحسب ما رسخّتهُ بريطانيا "الشرق الاوسط"..هنالك فايروس وضعته الصهيونية العالمية، حسب وعد بلفور المشؤوم ليسهل التحكم بالمنطقة، وفق رؤية ليست آنية، بل وفق مخطط طويل الأمد، ليتغول ويصبح متحكما بالمنطقة كاملةً..
أما العرب فكانت مصر في مقدمة الدول، التي وضعت البصمة الأولى بالإعتراف به، ومن بعده باقي الدول، وقد رأينا وعرفنا من خلال الأخبار، كيف هرولت باقي الدول نحو هذا الكيان ليكون كما هو الان .
في الخفاء كانت بعض الدول تعمل سراً، وأولهم مملكة المغرب ومملكة الأردن.. وكيف يسربون الأخبار من الإجتماعات والإتفاقات في مؤتمرات الدول العربية، بغرض أخذ الحيطة والحذر للكيان ومنه، ليخسر العرب كل المعارك، إضافة للنكسات وكيف تم تفكيك منظمة التحرير بالوعود الكاذبة، كإلقاء السلاح والتهجير مقابل السلام، وإتفاقية اوسلو ليست بالبعيدة، والتي كانت اللبنة الأخيرة بإنهاء الكفاح المسلح، فأصبح المقاتلون متوزعين بين الدول ولا زالوا، ومنهم أخذ جنسية الدولة المضيفة .
بذا نعرف أن إختيار الرؤساء للدول العربية يتم وفق الرؤية الأمريكية، وأن الكيان الغاصب خط أحمر ولا يمكن المساس به، ليضمن البقاء على سدة الحكم، بدليل الدول التي تعمل وفق المخطط الأمريكي لم يدخلها الربيع، وأن باقي الدول مسها الربيع العربي الا الدول المطبعة، وبالخصوص الملكية لم ينلها شيء، وهذا يدفعنا لكثير من الأسئلة ..
الوضع الحالي كشف كل المستور، وعرفت الشعوب من مع الخضوع والخنوع ومن ضدها، ومن هو المطبع ومن يجاهد الرافض للخنوع والهيمنة، ونتذكر كيف كان ملك الاردن حذر سابقا بتصريح ناري من الهلال الشيعي، وهذا الهلال اليوم الوحيد الذي يقف ضد الإحتلال والرافض للهيمنة..
كل العالم شاهد كيف يعرض النتن ياهو الخريطة التي تشمل كل المنطقة، فبنظره يجب إحتلالها وضمها لإسرائيل الكبرى، دون خوف او وجل، وختامها كان ضرب مقر حماس بدولة قطر، متجاوزاً كل الأعراف والمواثيق الدولية .
مجلس الأمن يقف متفرجاً، ولا يملك السلطة سوى على الدول المستضعفة، ويطبقها بحذافيرها وقرار 1701 ليس ببعيد، مع تكرر الإعتداءآت على لبنان ولا يمكن فهم كيف يتم المساوات بين العرب والكيان المحتل، والعالم يقف متفرجا دون ضمير يصرخ، والقرارات التي تم فرضها على العراق مع التعويضات، التي فُرضت بمليارات الدولارات دون وجه حق، فلماذا لا يتم فرضها على الكيان ؟
المثل العربي يقول من لديه مسعور فليربطه، وإن لم يفعل عليه تحمل النتائج، وأمريكا لا هي تربط كلبتها المسعورة، ولا هي تقف مع الحق، ومن خلال الأداء بالسياسة الأمريكية الخادعة، فهي من جانب لا تقبل الإعتداء من خلال التصريحات، ومن جانب آخر تدافع عن تلك الكلبة، التي أدّبتها ايران خلال الاثني عشر يوماً، ولو بقي القصف الإيراني أسبوعا آخر لما بقي لها أثر..
الشجب والإستنكار لغة الجبناء، مالم يكن له موقف وردٍ صارم وتأديب كما عملت الجمهورية .
|