في لَحْظَةٍ هَوَّمَتْ عَيْنايَ فارْتَسَمَتْ
رُؤيا مِنَ الطَّفِّ وانْداحَتْ بِأَجْفاني
رُؤْيَا لِسَبْعِيْنَ كانَتْ فِي جِبَاهِهِمُ
لِلْكِبْرِيَاءَاتِ يَعْلُو ألْفُ نِيشَانِ
وَكُنْتَ أَنْتَ حُسَيْنٌ وَاحِدٌ أحَدٌ
مَا كَانَ مِثْلُكَ فِيهَا وَاحِدٌ ثاني
أَذَاكَ جُرْحُكَ أَمْ مَرْقَى مَلَاَئِكَةٍ
أَمْ آيَةٌ دُوِّنَتْ بِالْأحْمَرِ الْقَانِي!؟
أَمْ كَانَ نَحْرُكَ مِحْرَابًا بِهِ سَجَدَتْ
تِلْكَ السُّيوفُ فَكُنْتَ الْحَاضِنَ الْحَانِي؟
قَالُوا ظَمِئْتَ وَلَمْ أُبْصِرْ بِهَا ظَمَأً
أَنْتَ الْفُرَاتُ بِلَا حَدٍّ وَشُطآنٍ
مَاءُ الْكَرَامَةِ مِنْ كَفَّيْكَ مَنْبَعُهُ
فَهَلْ يَفِيضُ بِمَاءٍ كَفُّ ظَمْآنِ
مَا أَوَّلَتْكَ رِوَايَاتٌ وَفَلْسَفَةٌ
وَمَا عُرِفْتَ بِتَفْسِيرٍ وَتِبْيَانِ
كُلُّ الشُّرُوحَاتِ كانَتْ مَحْضُ ثَرْثَرَةٍ
وَكُنْتَ أَعْمَقَ مِنْ بَحْرٍ لِسَفَّانِ
لَكِنَّكَ الْوَاضِحُ الْمَمْلُوءُ أسْئِلَةً
فَلَمْ يُعَرِّفْكَ إِلَّا صِدْقُ إِيْمَانِ
وَكَانَ جُرْحُكَ ضَوْءًا لِلَذِينَ أَبَوْا
عَيْشَ الْمَذَلَّةِ فِي خَوْفٍ وَإِذْعَانِ
يَا أَيُّهَا الشَّامِخُ السَّامِي وَإِنْ رَقَصَتْ
خَيْلٌ عَلَى صَدْرِكَ الْعَارِي بِإِمْعَانِ
فَلِلْكَرَامَةِ مَعْنًى لَا يُفَسِّرُهُ
إِلَّا دَمٌ هَازِئٌ مِنْ بَطْشِ طُغْيَانِ
أَبَا الْمُرُوءاتِ بِي حُزْنٌ وَبِي شَغَفٌ
لِذَا أَجِيئُك دَمْعِي مِلْءَ أَجْفَانِي
أَرَى السُّيوفَ الَّتِي كانت وَمَا بَرِحَتْ
للآن دَائِبَةً فِي ذَبْحِ قُرْآنِ
بَلَى أَجِيئُكَ قَلْبٌ والِهٌ وَفَمٌ
كِلاهُما نَازِفٌ مِنْ أَلْفِ طَعّانِ
مُجَرَّحَ الصَوْتِ مَخْنوقاً بِقافِيَتي
فَطَمْتُ قَلْبي على هَمّي وأَحْزاني
لِي عِنْدَ بَابِكَ طَرْفٌ دامِعٌ وَفَمٌ
مًلَعْثَمُ الحَرْفِ في بَوْحِي وَكِتْمَاني
مًذْ كًنْتُ طِفْلاً و(إسْمُكَ) ساكنٌ شَفَتي
فَكَيْفَ يَقْرُبُ مِنْ ذِكْراهُ نِسْياني
|