للاسف الشديد عبارة ان الشيعة اخفقوا في السياسة ترددت كثيرا بعد سقوط نظام الطاغية باعتبار الحكومة شيعية ولم تحقق شيء ولا زال البلد يعاني من ازمات .
بداية ماهي السياسة ؟ هل لها ضوابط معينة لم يتمكن السياسي الشيعي العمل بها؟ بل الاحرى ماهو تعريف السياسة وهل ما يجري اليوم هو ضمن مفردات عمل السياسة ؟ على مر التاريخ الدول الشيعية في المنطقة التي تاسست بقيادة شيعية لم تسقط بثورة اطلاقا بل سقطت بتامر وهجوم خارجي مثلا الدولة الفاطمية على يد الارهابي صلاح الدين الايوبي ، او تسقط لضعف قيادتها فيتم التامر والانقلاب عليه داخليا اما ان هنالك شعب قام بثورة ضد قائد شيعي لم ولن يحصل اطلاقا ، التاريخ المصري يقول افضل فترة حكم مرت بها مصر هي الدولة الفاطمية .
للسياسة تعاريف اسلامية وتحديدا لاهل البيت عليهم السلام وهذه التعاريف يمكن العمل بها عندما تكون الاطراف ذات العلاقة تعمل وفق مبادئ معروفة حتى وان كانت غير شرعية المهم معروفة وليست غدر ، لكن من يتفق ويوقع ويتعهد ثم ينكث ما التزم به ، فهذه ليست سياسة .
لكن الواقع هذه هي الصفة الغالبة على سياسة اليوم وهي التهديد وان لم ينفع الغدر والنكوث ، وهذان الاسلوبان لا يقرهما الشارع الاسلامي ، لكن طالما هو الواقع فلابد من معالجات لهكذا حالات حتى يمكن للسياسي الشيعي ان يتعايش مع الوضع .
طبعا بداية للتنويه ان الحكم في العراق ليس شيعيا لانه لا تعمل الحكومة التنفيذية مالم يشرع البرلمان السني ويوافق الرئيس الكردي وهذا يعني ان الشيعة ينفذون ما يقر غيره فالسبب الرئيسي لما هو عليه البلد هو البرلمان ، وهذا في الوقت نفسه لا يبرئ الحكومة من تقصيرها في تنفيذ ما يجب عليها لان واقع التشريع في كثير من الحالات يكون بصفقات في الكافتريا للاسف الشديد.
نعود للسياسة والشيعة ، الحكومة الايرانية شيعية ولها سياستها التي نجحت نجاحا منقطع النظير في التعامل مع اوضاعها وازماتها ، والسبب ليس لديها اطراف من مذاهب اخرى تعرقل سياستها ، وفي نفس الوقت عانت ايران من التزامها بسياسة الوضوح وعدم اللف والدوران وبسبب ذلك تصطدم دائما عند التفاوض بالسياسة الامريكية القائمة على الخداع والغدر ، كيف السبيل الى معالجة هذه النقطة ؟ هذا جانب جانب اخر سياسيو الشيعة في لبنان ، وما يتعرض له البلد من ازمة حقيقة واضحة بكل خيانتها وتتجلى بكل جوانبها التآمرية ضد الشيعة تحديدا ، ولو ناقش سياسيو الشيعة الحكومة على ضوء ما اتفقوا فانهم لا يصلون الى نتيجة لان مبادئ السياسة عند الشيعة الصدق والالتزام بينما عند الاخر الخداع والاجرام ، وهنا هل يعاب على حزب الله في لبنان لانه هو السبب في تشكيل الحكومة بعد موافقته على شرط وقف اطلاق النار بتشكيل حكومة والا لو لم يوافق لما جاء نواف سلام لقصر بعبدا .
اما اليمن فان سياستها واضحة وصريحة لانها لا شريك لهم في من يخالفهم وان قلنا انهم بحكم تسلطهم على اليمن ولا وجود للمعارضة جعلتهم منفردين بالقرار على حساب الشعب ، فان المظاهرات المؤيدة والعفوية وبالملايين للحكومة اكبر دليل على سلامة سياستها الداخلية لكن الخارجية هنا المشكلة كيف تتعاطى حكومة اليمن مع من لا يؤمن بالمبادئ ويعيش على الخداع والغدر ؟ فهل يقال عن الشيعي ليس بسياسي ؟
بالنتيجة السياسيون الشيعة ملزمون بايجاد مفردات سياسية للتعامل مع هكذا نماذج ارهابية حتى لا تتعرض شعوبهم لازمات وفي نفس الوقت لا تكون سياستهم على حساب الثوابت الا ان هنالك مخارج تحت بند ( فمن اضطر غير باغ ) حتى المعصوم عليه السلام في ظروف معينة يلتزم بمسارات يعلم ان المقابل لا يلتزم الا انه حفظا لدماء الشيعة وهذه المسارات ليست بخلاف الرسالة .
واول خطوة تجعل السياسة قوية عند الشيعة هي التنمية الاقتصادية والاعتماد الذاتي على موارد البلد زراعيا صناعيا نفطيا تجعل السياسي الشيعي ممسكا بورقة قوية يفرض بها ما يريد .
للتنويه ان الحكومات العراقية بعد السقوط لا تريد ان تتكرر الخباثة الانكليزية ايام ثورة العشرين بثوب امريكي اليوم ففي حينها جاهد الشيعة ضد الاحتلال والنتيجة تم اضطهادهم ثمانين سنة ، هذا السيناريو تجنبه سياسيو الشيعة وقد ابدع واجاد وبحكمة عالية سماحة السيد السيستاني مع الوضع العراقي ، الا ان السياسيين بعضهم لم يكونوا بالمستوى المطلوب بسبب المحاصصة وليس قلة كفائتهم
|