• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما هي الرسائل بظهور فاطمة بزشكيان بالعباءة الزينبية في قمة شنغهاي .
                          • الكاتب : علي الخالدي .

ما هي الرسائل بظهور فاطمة بزشكيان بالعباءة الزينبية في قمة شنغهاي

قنبلة اعلامية فجرتها ايران, غير متوقعة من قبل المحور الشرقي او الغربي, في قمة شنغهاي الصينية, بمناسبة انتصار الصين على اليابان.

الرمزية ليست عابرة في السياسة الإيرانية، بل محسوبة بدقة ضمن هندسة الرسائل، وهذه الحركة هي جزء من استراتيجية إيرانية مُحكمة لاستخدام الرمزية الدينية والثقافية كأداة سياسية في الدبلوماسية العامة، تعكس رغبة طهران في تعزيز نفوذها عبر القوة الناعمة والرمزية، إلى جانب القوة الصلبة، كما أنها تهدف إلى توحيد الداخل وتحدي الخصوم برسالةٍ واضحة: إيران لا تتنازل عن هويتها حتى في أرفع المحافل الدولية، وظهور ابنة الرئيس الإيراني فاطمة بزشكيان بالعباءة الزينبية في قمة شنغهاي يمكن قراءته من عدة مستويات:

1️⃣ البعد السياسي الدولي: قمة شنغهاي اليوم تُطرح كمحور شرقي صاعد في مواجهة المحور الغربي (أمريكا – أوروبا – الناتو) وحضورها بالزي الزينبي يُبرز الطابع الهوياتي – الثقافي – الديني لإيران، وكأنها تقول: "لسنا نسخة مكررة من الغرب، بل نحمل نموذجاً حضارياً خاصاً بنا" والرسالة للدول المشاركة (روسيا، الصين، الهند، وآسيا الوسطى): إن إيران تدخل هذا التحالف بثقافتها الأصيلة، لا بخلع عباءتها الحضارية لتتشبّه بالغرب.

2️⃣ البعد الرمزي الثقافي: العباءة مرتبطة في المخيال الشيعي والإسلامي بـ"الثبات أمام الطغيان, وإيران تُذكّر العالم الشرقي أن قوتها ليست فقط نفطاً أو موقعاً جغرافياً، بل قوة رمزية حضارية ممتدة من مدرسة كربلاء وزينب عليها السلام، إذ ان هذا المدى، يضيف بعداً أخلاقيًا على السياسة الخارجية الإيرانية، مقابل الخطاب الغربي المادي النفعي.

3️⃣ البعد الداخلي الإيراني: إيران تعيش صراعاً ناعماً, مع تيارات تحاول ترويج "التغريب" والانفتاح الثقافي على الطريقة الغربية، ومشهد ابنة الرئيس –وهي شابة من الجيل الجديد– بالعباءة الزينبية، رسالة للشعب الإيراني بأن: "الجيل الجديد أيضاً يمكنه أن يكون عصرياً، سياسياً، حاضراً في المؤتمرات الدولية، دون أن يتخلى عن هويته الإسلامية" وبهذا تعزيز لصورة النظام, بأنه يوازن بين الحضور الدولي والثبات على الهوية الإسلامية.

4️⃣ البعد الإعلامي: الإعلام الغربي كثيراً ما يهاجم إيران عبر التركيز على "حقوق المرأة" وصورتها، والجمهورية الإسلامية أرادت قلب الطاولة: فبدل أن يظهر الرئيس مع ابنته بزي غربي (كما يتوقع الغرب)، ظهرت بالعباءة الزينبية، لتقول: "المرأة الإيرانية ليست مقموعة، بل واثقة بهويتها، وتظهر في المؤتمرات الكبرى دون خجل" وهذا مشهد دعائي قوي يواجه الرواية الغربية حول "الحجاب كرمز قمع".

5️⃣ رسائل موجهة للمجتمع الشيعي والإسلامي المقاوم في المنطقة، فالمشهد له دلالة عاطفية: إيران في المحافل الدولية لا تنسى "زينب"، ولا تتنازل عن رمزها، أي أنها تحمل قضية عاشوراء وكربلاء, إلى طاولة التفاوض العالمي، وهذا يزرع ثقة إضافية بين جمهور المقاومة بأن إيران حتى في القمم الكبرى، لا تنسى البعد العقائدي.

ظهور ابنة الرئيس الإيراني بالعباءة الزينبية, في قمة شنغهاي ليس تفصيلاً عائلياً، بل حركة سياسية – إعلامية كبيرة ومدروسة, جاءت بتوقيت دقيق جدا, أرادت إيران من خلالها، إبراز هويتها الإسلامية، وتؤكد أنها ثابتة في مقاومة ثقافة الغرب، والأخيرة رسالة غير مباشرة للمحور الشرقي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=207456
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 09 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 6