إنَّ من أهم ما يقوم به العدو اليوم ومن قبل هو التركيز في برامجه الخبيثة التأثير على الشباب المؤمن، ومحاولة إبعادهم عن الدين والأخلاق، أو إشغالهم عن ذلك بأساليب كثيرة، وفي هذه الأيام حيث وسائل الإعلام والترفيه المختلفة صار الأمر أكثر خطورة وصعوبة، ولعل بعض الآباء أو كثير منهم يعلمون حقيقة ذلك ..
وكان من لطف الله تعالى ورعايته أنَّ نرى ذلك العدد الكبير منهم في أيام محرم وصفر في الزيارات للمراقد المقدسة، والمساجد والحسينيات والمجالس، وهي ظاهرة مهمة ورائعة برغم ما يعيشونه من تحديات، وهم في أخطر مراحل العمر، وقد رأينا ثلة منهم في زيارة الأربعين العالمية، بل (ثورة الأربعين) يعملون في ذلك الحر الشديد، ويتسابقون في خدمة الزائرين، وتقديم أفضل شيء لهم؛ كرامة لسيد الشهيد الإمام الحسين "عليه السلام"؛ وتعظيمًا للشعائر، بما يبهر العقول لهذه الفطرة السليمة من جهة، وهذا الحب الفطري أو المعرفي من جهة ثانية، والوعي الاجتماعي لهم من جهة ثالثة، والاستعداد للتضحية من أجل العقيدة من جهة رابعة وغيرها ..
إنَّ كل ذلك يلقي بمسؤوليته على المجتمع في التفكير الجاد للحفاظ على هؤلاء الشباب، واحتضانهم ورعايتهم، وتشجيعهم بأي طريقة؛ لإحياء روح المسؤولية فيهم، وبث روح الخدمة والمبادئ، وكانت مبادرة رائعة لمسؤولي (موكب أهالي الدولعي والجوادين) ليلة أمس ٨ ربيع الأول ١٤٤٧هج في دار المرحوم الحاج (حسن شمران الغزالي) حيث تكريم الشباب المتميِّز بالخدمة في زيارة الأربعين، ودعوة المؤمنين للاحتفاء بهم، فكان حفلًا إيمانيًّا يؤكد تلك الرعاية لهذه الأمانة، وكان من أروعها وجود آباء هذه الثلة الحسينية في الحفل، وهم ينظرون إلى فلذات أكبادهم في هذا الطريق العظيم، طريق الخلود والشرف، طريق الحسين صلوات الله عليهم ..
حفظ الله شبابنا المؤمن، وقرَّ أعين آبائهم بهم، وجعلهم من الممهدين لإمام زمانهم المهدي (عليه السلام)، ووفقنا لخدمتهم وأداء المسؤولية التي في الأعناق؛ ليبقى هذا النهج خالدًأ في عقولهم وأنفسهم .. والسلام ☘️
خادم الثقلين
الاثنين ٨ ربيع الأول ١٤٤٧هج
١-٩-٢٠٢٥م
|