كتابات في الميزان / خرج ولم يعد

ربما قلة الخبرة في ادارة بعض المواقف الجديدة على حياتي تاخذني الى الشعور بالخجل والتردد في المواقف المهمة ، ،سمعت خبر ان احد الشباب المثقف التربوي المتعلم يريد ان يخطب ابنتي ، لم احتمل الموقف ولا ادري لحظتها هل انا فرحان أم حزين ، انظر الى وجه ابنتي فيكبر عندي القلق ، شاب من المعارف اعرف جميع تفاصيل حياته، صار اللقاء فقلت استعين بالله وابسط له الأمور دون ان اطلب أشياء ترهقه ماديا ،وانا مستعد للتعاون معه قدر المستطاع ،هذا ماكنت افكر به لحظتها بما انه انسان واصل ومستقر وظيفيا ومثقف واع علي ان اقدر خطوته فهو أيضا يعرفني انا لست ممن يبحث عن رجل ثري لأبنته ، بل ابحث عن من يصون ابنتنا ويعز قدرها ، قال الشاب عمي انا عندي شرط ، قلت مع نفسي جريء هذا الشاب ،هو الذي يشترط في موقف يحاول الجميع ان يذعنوا فيه الى طلبات اهل العروس ، واذا بالخطيب الشاب الذي كنت اظنه واعيا يطلب اغرب طلب اصابني بالدهشة وما زلت تحت تاثيرها الى الان
، شرط غير به كل موازين الوجاهة والثقافة والتقدير والتحضر ، شرط بعيد كل البعد عن التفكير السليم قالها وبلسان فصيح شرطي يا عم اني اريد منكم الاذن اذا شاء الله اذا تمت القسمة ان اضربها متى شأت ،اضربها في كل صباح ، فار دمي لحظتها كيف لهذا الادمي ان يتجرأ بمثل هذا الصلف الذي يسميه شرطا ، قلت له وانا في قمة هدوئي ، نحن نحاول ان نخلص مجتمعنا من ظاهرة العنف الاسري ، كيف لك وانت التربوي الذي يشرف على تخريج جيل وهو يفكر بهذه العقلية المريضة ؟ كيف له ان يطالبني بالموافقة على تهميش إنسانية ابنتي ؟واهانة حقها كزوجة ، هل هناك في الإنسانية كلها من يوافقك على هذا الشرط المتعسف؟ ، هل هناك أمراة ترضى بهذا السلوك المريض ؟، لكنه ادهشني بقوله عندي أصدقاء كثيرين تزوجوا تحت نير هذا الشرط ، فهم يضربون زوجاتهم كل يوم ، ربما الكثير من الأصدقاء سيتصور ان الحكاية محض انشاء لصناعة موضوع مؤثر ، وما عشته مع هذا الخطيب هو حقيقة ، ومازال عندنا من يبحث عن تكامل رجولته على حساب اقرب ناسه ، هل ما زال البعض يعتقد ان الضرب هو الحل الأمثل لجميع المشاكل ، لماذا التفكير بهذا العنف الذي يريد ان يفتتح به حياته الجديدة ، كم من مثل هذا الشاب موجود في مجتمعنا والمشكلة انه يؤكد بانه يعرف كثيرين تزوجوا بهذا الشكل المقرف ، ، تمنيت لحظتها ان اصفعه لكني قلت له بكل ادب ابحث عن طلبك عند غيرنا ، والرجل خرج ولم يعد