• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : طفلي يتدبر .
                          • الكاتب : امنه حميد عنايه .

طفلي يتدبر

 في يوم من الايام كانت ليلى ذات السبع سنوات تجلس إلى جوار والدتها وتستمع لها وهي تقرا القرآن حتى قرأت والدتها هذه الآية من سورة مريم فالتفت لها وقالت :امي ما معنى مباركا اينما كنت؟
فأجابت الأم: حبيبتي، اي وجعلني عظيم الخير والنفع حيثما وُجِدْتُ، من تعليم الخير والدعوة إليه، والنهي عن الشر، والدعوة إلى الله في أقوالي وأفعالي، فكل من جالسني أو اجتمع بي نالته بركتي. 
ليلى: و ما معنى و أوصاني يا امي؟ 
الام : الوصية يا ليلى هي ما يطلبه الشخص من غيره ويوصيه به وفيها شيء من الوعظ فالله سبحانه وتعالى أوصى نبيه عيسى بالصلاة والزكاة. 
فردت ليلى : وهل الموصي إليه ملزم بتنفيذ الوصية.؟
فقالت الأم: بالطبع يا ليلى فحين أوصيك بعدم التحدث إلى الغرباء فأنت تفعلين ذلك لأنك تعرفين اني ما أوصيتك بهذا الا لمصلحتك وكذلك حين يوصينا الله بأمر فنحن ملزمون بتنفيذه وهو ما يريد الا الخير لنا يا ابنتي
ليلى: وماهي وصية الله لنا يا امي؟ 
الأم: لقد وصانا الله يا ابنتي الكثير من الوصايا كالحفاظ على الصلاة والصوم والزكاة ومساعدة الفقراء وصانا بالوالدين وبالأخلاق الحميدة وبالقول الحسن والفعل الحسن والكثير من الوصايا التي ستكتشفينها بتدبر القرآن الكريم يا ابنتي. 
ليلى : و ما معنى التدبر يا أمي؟ 
الام: التدبر يا عزيزتي يعني التأمل في الآيات و البحث عن معانيها و عن رسائل الله لنا فيه. و العمل بما جاء في هذه الآيات.
ليلى: و ما هي رسالة الله لنا في هذه الآية يا امي؟ 
الام: كما ترين يا ليلى اوصى الله نبيه عيسى كما اوصانا جميعاً بالصلاة و الزكاة و البر بالوالدين ما دمنا أحياء. و هذه رسالة لنا للالتزام بأداء واجباتنا التي وصانا بها الله. 
ليلى : و لكن هذه الوصية لنبي الله عيسى عليه السلام هل هي لنا ايضاً؟ 
الام: بالطبع يا قرة عيني فالله سبحانه و تعالى بعث لنا رسالاته و كتبه مع رسله و انبياءه من اولي العزم و جعلهم قدوة لنا نتبعهم و نخطو على خطاهم و نهجهم القويم. 
ليلى: و من هم اولي العزم يا أمي؟ 
الام: اولي العزم يا ابنتي هم خمس أنبياء مرسلين من الله ( سيدنا نوح عليه السلام و سيدنا موسى عليه السلام و سيدنا إبراهيم عليه السلام وسيدنا عيسى عليه السلام و خاتم الأنبياء محمد صل الله عليه وآله وسلم) 
ليلى: صل الله عليه و على آله و سلم
الام: و هم الرسل الذين ارسلهم الله بكتبه السماوية فأرسل الله الألواح مع نبيه نوح و الصحف مع النبي ابراهيم و التوراة مع موسى عليه السلام و الإنجيل مع عيسى و القرآن الكريم مع نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم. لذا يا ابنتي علينا أن نتبع نهج نبينا نبي الرحمة و نتدبر في كتابنا القرآن الكريم. 
ليلى : وهل انا اتدبر يا امي؟ 
الأم: بالطبع فكل شخص قادر على التدبر وها انتِ بدأتي اولى خطوات التدبر بطرح الأسئلة يا صغيرتي.  
فابتهجت ليلى وعاهدت امها على ان تلتزم بوصايا الله لها كما تلتزم بوصايا والدتها وصارتا تقرأن القرآن معاً وتتدبران اياته بحب وإخلاص نيه بحثاً عن وصايا الله لهما لتعملان بها في حياتهما. 

إلى طفلي الغالي ماذا نتعلم من هذه الآية؟
بركات الله كثيره يطرحها في من يشاء من عباده وهذه البركات يجب ان تكون مقرونة بالشكر متمثلا بالتزام أوامر الله ووصاياه لنا والتي ما فيها إلا كل خير لدنيانا وأُخرانا، ودائماً ما تكون طاعة الله مقرونة بالعمل الصالح والبر. 
*رواية عن الآية*
في الدر المنثور، أخرج ابن عدي وابن عساكر عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿وجعلني مباركا أين ما كنت﴾ قال: معلما ومؤدبا.
وفيه، بإسناده عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة أ لا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم قال: ﴿وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا﴾.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=207264
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 6