• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فتوى الدفاع المقدس والرؤى المستقبلية .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

فتوى الدفاع المقدس والرؤى المستقبلية

أسئلة كثيرة طرحت وما زالت تطرح من قبل محاور تحزبية وإعلامية كثيرة، تظهر مدى القلق الذي تركه الحشد في نفوسهم، والخوف من مستقبل هذا الحشد، فكان السؤال الأكثر ترويجاً في العالم، هو ماذا بعد مرحلة داعش؟ وهذا يعني انهم صهروا كل قواهم وقوتهم وعددهم وعدتهم في هذا التنظيم الارهابي، وفشله يعني فشل مواجهة العصابات الدولية للشعب العراقي، فشلهم في زعزعة الروح المعنوية العراقية حيث غيرت فتوى الدفاع المقدس المعادلة المرسومة من قبل جميع الجهات، فلم يكن في الحسبان أمام معادلة الجيش المنهار والضربات الموجعة والاحتلال السريع من نجاح الاعلام في صناعة تدهور معنوي من خلال رسم صورة الجيش (مرتزقا)، والمطوعين (ميليشيا)..! يقولون انها ارتكزت على محور خارجي لبناء قناعات ترتكز على تأويلات الجهد الدولي لتمويل طرفي المواجهة، فمن يدعي تكوين الحشد الشعبي قبل الفتوى كان اولى به ان يحتفظ بمعنويات جيشه المنهارة تماما، وروحيتهم المنكسرة، وعشرات المتطوعين ممن هم اساساً يملكون الروح الوطنية للدفاع عن بلدهم وناسهم، لكن مع محيط خانَ قضيته وانصهر في احلام الغزاة، فلم يبقَ أمامه إلا أن يكون هدفا للرماة او السعي هروبا عند كل منازلة؛ بسبب خور الموقف الوطني عند اغلب القادة السياسيين لأحزاب متنوعة، وانبثقت حينها الفتوى المباركة، فغيرت قيم المعادلة بنجاحها في دمج الروح الوطنية مع دوافع العقيدة الدينية، وهذا الامتزاج سيؤدي مستقبلاً الى توطيد حالة اجتماعية تنبع من الشعور بارتياح ضميري شعبي قاوم ميليشيات الغزو من اجل حرية الشعب واستقلال الوطن، لتنفتح على مستقبل يوحد الصف والموقف الوطني، ويتحمل حينها الشعب قضية مصيره.
 لو عدنا الى تلك الأسئلة، لنقف امام جذورها المكونة، لوجدنا انها جاءت نتيجة خشية المستقبل الواعي الذي ينتظر الحشد ليلعب دورا اكبر، وهذا الشعور لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء اثر الهزة النفسية التي اصابتهم؛ بسبب ضخامة ما جهز به الدواعش من امكانيات، ودعم مستمر من جميع الجهات الداعمة لأهل الرهان الأول من انظمة وحكومات وأحزاب تحلم بإعادة ماضٍ لا يمكن ان يُعاد وبأي صيغ مستحدثة؛ لما قدمت من قتل وفتك ودمار ولا سبيل لها سوى ما قدمت لتعيد هذا الماضي وتزرع الخوف عساه يهدم ما يؤمن للعراقيين مستقبل استمرار المقاومة الشعبية التي امتازت بروح فدائية مقاتلة، وتوجت تلك الروح بانتصارات عراقية شاركت بها اغلب مكونات الشعب من المسلمين الشيعة والسنة وابناء العشائر ممن تطوعوا للحشد الشعبي ومن الاخوة المسيحيين، والمندائيين، ومن جميع الاقليات الاخرى.
 خسر المراهنون الرهان حين ارادوا تفتيت القوى، وإذا بفتوى المرجعية المباركة توحدها واستجابة جماهيرية اذهلت العالم، وشدت اواصر الثقة بالنفس، وعززت روح المطاولة، فمهما طال أمد المواجهة هناك ما يبطل مخططاتهم لقتل العراق، وكونت لدى الخصوم قناعات أخرى ارغمتهم على احترام ارادة وقوة هذا الشعب الذي جعل تلك الاسئلة التي طرحت وما زالت تطرح بلبس ثوب ذلتها، بأن الحشد الشعبي الذي انطلق من الفتوى المقدسة حمل روح التسامح وحسن التعامل وجعل العالم امام مقارنة اخلاقية بين ما فعله الدواعش في المناطق التي استولى عليها الدواعش مضاءة بما يعرفه وهي تحت سيطرتهم لتنكشف للعراقيين جميعا ان هذه التشكيلات تختلف عن أهل السنة فكرياً.
 هناك معرفة يقينية بقوة الحشد مضاءة بما يعرفه العالم من دور اقليمي ودولي ساهم وشارك وأعدّ وموّل واشرف على تنمية قوى الارهاب، وهذا بطبيعته سيكبر لهم محفزات قلق لا ينتهي عن مستقبل هذا الحشد الفتي صاحب المنجز العجيب، فلذلك لا يخجل قائد عربي يمثل دولة وعلما من ان يعلن للعالم مخاوفه، فهو يرى ان الحشد الشعبي لو بقى بهذه القوة سينتشر في جسد الوطن العربي متجاوزا الحدود المذهبية.
 هكذا هو يرى.. ووزير خارجية عربي آخر يرى ان الحشد سبب مشاكل بعثت الخوف والقلق..! نقول: لا تقلقوا اطمئنوا، فالحشد الشعبي ليس ميليشيا قتال، ولا سعاة حرب، هم يسعون لبناء العراق.. وسيرى العالم بعد ان يسكت صوت الارهاب كيف يعلو البناء بسواعد الحشد الشعبي الذي تكوّن بأنفاس مرجعية مباركة، سارت على خطى ائمة اهل البيت(عليهم السلام).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=207145
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 28