يا راكِباً يَسْري عَلى جَسْرَةٍ ****** قَدْ غَبَّرَتْ في أَوْجِهِ الضُّمْرِ
عَرِّجْ بِسامُرّاءَ وَالْثُمْ ثَرى *****أَرْضِ الإِمامِ الحَسَنِ العَسْكَرِي
عَرِّجْ عَلى مَنْ جَدُّهُ صاعِدٌ *******وَمَجْدُهُ عالٍ عَلى المُشْتَري
عَلى الإِمامِ الطّاهِرِ المُجْتَبى****** عَلى الكَريمِ الطَّيِّبِ العُنْصُرِ
عَلَى وَلِيِّ اللهِ في عَصْرِهِ********* وَابْنِ خِيارِ اللهِ في الأَعْصُرِ
وَقُلْ سَلامُ اللهِ وَقِفْ عَلى******* ذاكَ الجَنابِ المُمْرِعِ الأَخْضَرِ
مِنْ جَنَّةِ الخُلْدِ ثَرى أَرْضِها*********وَماؤُها مِنْ نَهَرِ الكَوْثَرِ
هُمُ الأولى دَلّوا عَلى مَذْهَبٍ*****مِثْلِ الصَّباحِ الواضِحِ المُسْفِرِ
اصعب الظروف الدينية والسياسية كانت في زمن الامامين العسكرين , الامام علي الهادي والحسن العسكري{ عليهما السلام} سبب الصعوبة ان الشيعة تعودوا على لقاء الائمة وجها لوجه, من خلال زياراتهم او اسئلتهم بأمورهم الدينية والشرعية . غير ان الحالة الامنية تعقدت بسبب المراقبة المشددة التي مارسها الخلفاء العباسيون ضد اهل البيت{ع}.
*** الوضع العام الذي يحيط بالأمام . فقد اعتمد الامام منهج الكتمان واستخدمه سلاحا يغيض الدولة العباسية ويحرمهم من اختراق اسرار الشيعة في بغداد والكوفة وايران . وقد نجح الامام العسكري في تثبيت ثقافة الكتمان والسرية في التحرك، وفي وسائل الاتصال خوفاً من عيون السلطة واجراءاتها القمعية التي كانت تفتك بالشيعة بالقتل والسجن وحرق البيوت . فكانت السرية والكتمان اسلوبا قويا بيد الامام وشيعته . مما جعل السلطة العباسية تفقد صوابها وبنفس الوقت زادت من تشديد الحصار والاقامة الجبرية الامام العسكري{ع} فجعلوه مسجونا في ثكنة عسكرية بمدينة سامراء، ومنها لُقب الامام بالعسكري، وقد تعرض للاعتقال اكثر من مرة على يد الحكام العباسيين المتتابعين، ومنهم المتوكل العباسي المعروف بعدائه الشديد لأهل البيت،{ع}، وفي كل مرة يطلق سراحه بعد عجزهم من إلصاق أي تهمة مبيّنة عليه.
** النقطة الثانية : وهذه مسؤولية كبيرة انه بنفس الوقت الذي يستعمل فيه الكتمان والتقية والسرية . فلا بد ان يوصل مفهوم الامام المهدي المنتظر {عج} للشيعة وان يعلمهم بولادته وبنفس الوقت فانهم لا يرونه ولا يلتقون معه.وان يؤمنوا بدوره في الامامة ..
**هذه مسؤولية مزدوجة وصعبة جدا هي ان يثبت وجوده بنفس الوقت ان لا تذكره بالاسم. وهناك روايات كثيرة ..عن الصادق{ع} قال: صاحب هذا الامر رجل لا يسميه باسمه إلا كافر.!! وفي حديث رواته كثير. عن الريان بن الصلت قال: سئل الرضا{ع}عن القائم {ع}فقال: لا يرى جسمه، ولا يسمى باسمه عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت الباقر{ع} يقول: سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين عليه السلام عن المهدي فقال: يا ابن أبي طالب أخبرني عن المهدي ما اسمه؟ قال أما اسمه فلا، إن حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله عز وجل وهو مما استودع الله عز وجل رسوله في علمه ...
حدثنا أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن العسكري يعني الامام علي الهادي{ع} يقول: الخلف من بعدي الحسن ابني فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ قلت: ولم جعلني الله فداك؟ قال: لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكر اسمه، قلت: فكيف نذكره؟ فقال: قولوا: الحجة من آل محمد{ص}. ولذلك كتب المؤرخون عنه احاديث { الناحية المقدسة}هذا يمكن ان ينسب الكلام للنبي او الامام علي وابناءه عليهم السلام .كمال الدين 676/1..
كان الإمام يوصي شيعته بالتزام الحيطة والحذر في طريقهم اليه للقائه، حتى أنه طلب منهم بأن "لا يُسَلِّمَنَّ عليَّ أحد، ولا يشير إليَّ بيده، ولا يُومئ له، فإنكم لا تؤمنون على أنفسكم"، وهذا يبين شدة التضييق على الامام العسكري من قبل الخلفاء العباسيين وجاء في كتاب السيد كاظم القزويني؛ الامام العسكري من المهد الى اللحد: "ما مُنِيَ أحدٌ من آبائي بمثل ما مُنيتُ به"، في إشارة الى حجم الضغوط التي تعرض لها في عهده من العباسيين. ليس هذا فقط، بل إنه،{ع} "لم ينس أصحابه وهم في السجون والمعتقلات..
جاء في "بحار الانوار"، أن الامام العسكري التقى ذات مرة في السجن ببعض اصحابه، "وكان في السجن رجل جمحي يدّعي انه علوي، فالتفت الامام اليهم وهمس قائلا : لولا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متى يفرج عنكم، وأومأ الى الجمحي أن يخرج، فخرج، فقال الامام،{ع} هذا الرجل ليس منكم فاحذروه، وإن في ثيابه ورقة كتبها الى الخليفة يخبره بما تقولون وكان قولهم في امامة ال محمد{ص}، فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجدوا فيها القصة يذكرهم فيها بكل عظيمة"، وهكذا أحبط الإمام محاولة تجسس من السلطة ضد الشيعة .
كان، يتبع اسلوب التمويه لتأمين تحركات ونشاطات شيعته، مثلا اذا أرادوا حمل الحقوق الشرعية الى الإمام، كانوا يستعينون بأحد المقربين مثل؛ عثمان بن سعيد العُمْري السمان، هذا تم انتخابه فيما بعد كأحد سفراء الامام الحجة {عج}، وكان يتاجر حينها بالسمِن "الزيت"، فيضع الأموال التي يتسلّمها في جراب السمن ويحمله إلى الإمام العسكري لتكون بعيداً عن عيون الجواسيس وعملاء السلطة العباسية. ولذلك كان اخوه السيد محمد سبع الدجيل حلقة الوصل بينه وبين شيعته, وقد قتل بسبب ذلك.
إنّ الإمامةَ إنْ عَـدَتـكَ فـلمْ تـكُنْ *** تـعـدو فـضائـلَ شـخـصِـكَ الـمِـقـدامـا
ولئـن عَـدَتْ نحـو اـزكيِّ فـنْ تـرى *** تـعـــدوكَ كـلّا رفـعـةً ومَـقــــــامـا
يـكـفـي مـقـامـك أّنّـه فـي رتـبـةٍ *** فُـقـتَ الأنــــــــــامَ وكـنـتَ ثـمَّ غُـلامـا
قـد كـنـتَ صـدراً لـلعلومِ ومـصدراً *** لـولا الـبِـدا لأخـيــكَ كـنـتَ إمـامــا
الشيعة يعطون بعض اخوة الائمة الاطهار منزلة بمقدار ما يستحقها من جهاده وموقفه. كالعباس ابن علي{ع} والسيد محمد سبع الدجيل لآنه قمر من أقمار آل محمد {صً}وعلم من أعلام أهل البيت (ع)بلغ من جلالة القدر إلى الحد الذي اعتقد الناس إنه الإمام بعد أبيه الإمام الهادي(ع)،لان اباه كان يكلفه بمسؤوليات كبيرة وخطيرة . حتى ان العباسيين لم يجدوا طريقا الا قتله اثناء سفره الى بغداد للقاء عددا من الشيعة .
وبد شهادته اصبح قبره مزارا للشيعة وغيرهم , واصبحت له كرامات يذكرها العدو والصديق. وكراماته قلّ نظيرها وسارت على الألسن والأفواه واصبح مرقده الشريف في {قضاء بلد} يقصده أصحاب الحاجات والمرضى يتوسّلون به لمنزلته عند الله لقضاء حاجاتهم.هناك عشرات القصص لكرامات هذا السيد المبجل. يذكر العلامة السيد إسماعيل البهبهاني قال: كنت مع جماعة من أصدقائي عند مرقد السيد محمّد{ع} جالسين في غرفة مقابل للروضة الشريفة، فإذا بامرأة من الأعراب، صارخة، باكية، تركض بشدّة، ومن ورائها إخوتها، ومعهم الخناجر، يريدون قتلها، فسألنا عن الخبر؟! قيل لنا: إنَّ هذه المرأة الصارخة، اتهمتها زوجة أخيها، بأنَّها تراود فتى من فتيان الحي، قالت: والشاهد لذلك أنّي غسلت منديل أخيها، يعني زوجها وهو من الإبريسم له قيمة، وعلَّقته على حبل لا يمرُّ عليها أحد إلاَّ هذه المرأة، فهي أخذته وأعطته لمن تراوده، ومن عادة العرب أنَّه إذا علم أحد بفساد أخته أو ابنته يقتلها لا محالة .فدخلت المرأة، وأمسكت الشباك وهي تصرخ بصراخ يصدع القلوب، وتقول: يا سيدي يا سبع الدجيل، أنت أعلم بحالي وبرائتي من هذه التهمة. ساد صمت بيننا وحالة من الهلع . بينما نحن متألّمون، على حال المرأة، فإذا بثور يركض بشدّة، ودخل الصحن الشريف، فوقف قبال البهو وراث، فسقط في خلال روثه المنديل، فلمّا رأوا ذلك إخوة المرأة فرحوا بذلك، وعلموا أنَّ أختهم بريئة من هذه التهمة، وكانت مكيدة من زوجة الأخ، والمنديل ابتلعه الثور فسقط منه ببركة مولانا السيد محمّد سبع الدجيل{ع} وقد روى الكثير ومن افراد الاسرة البعاجية ان بطن الثور بُعجت(انشقت)وسقط المنديل من بطنه وببركة صاحب المرقد الطاهر نجت الفتاة من القتل وتم تبرئتها .
وهناك كرامات وقصص ماثورة : للسيد محمد سبع الدجيل كرامات يقر بها الموالون لاهل البيت {ع} وابناء المذاهب الاسلامية. واليك قصة لرجل من اهل السنة, وهذه القصة معروفة في مناطق المحافظات الغربية عن كرامات السيد محمد سبع الدجيل انه كان يشافي المرضى الذين يصعب على الاطباء معالجتهم ومن تلك القصص ــ عن الحاج محمود أفندي البغدادي من اهل منطقة الميدان في بغداد وهو من اهل السنّة,
قال : أصابتني علّة وألم في فخذي اليسرى أعيت الاطباء من علاجها , لم تبقى وسيلة الا وطرقتها .. فبقيت اتحمل الالم على غصص .. وحدث له عمل يستوجب ان يسافر من بغداد الى سامراء .فاستأجر عربة يجرها حصان ،وتوجهت لأول مرة في حياتي نحو سامراء.. في الطريق حاذينا قبّة أبي جعفر محمد سبع الدجيل, ونحن في العربة سألت من معي عن صاحب القبة في وسط المزارع قريبا من نهر دجلة ؟ فقالوا أنّه ابن الإمام علي الهادي {ع} اخو الامام العسكري هو صاحب كرامات كثيرة . فلمّا قضيت حاجتي في سامراء جلعت طريقي عند الرجوع على المشهد الشريف، وفي نيتي زيارته قربة إلى الله تعالى والتوسل لشفائي من ذلك الالم ،وصلت الى المشهد المطهر وبدات بزيارته اولا ثم توسّلت الى الله به ان يشفيني من الالم في ساقي، فغلبني النوم ورأيت سيّداً يقول لي:" اجلس فقد عوفيت ممّا أنت فيه". لقد استجاب الله دعاءك بفضلنا . فسالته: من أنت؟ قال: " أنا السيد محمّد ابن الإمام الهادي فانتبهت ولم أجد شيئاً من الالم في فخذي، وعرّجت على بغداد وأتيت بأهلي وأولادي لزيارته.
** سبب اللقب سبع الدجيل: لُقّب السيد محمد بـ (سبع الدجيل) لأنه كان يحمي زوّاره من اللصوص وقطّاع الطرق فكان لا ينال أحداً من زائريه أيّ أذى حينما يقصده، وهذا اللقب من أشهر ألقابه، ورُوي إن سبب إطلاق هذا اللقب عليه: لإن قبره الشريف كان مكاناً خالياً من الناس ومن القرى وهو يبعد عن بلد بـ (5كم) ويبعد عن ضفاف نهر دجلة بـ (4كم)، ومن المعلوم إن مثل هذه المناطق خالية تكون مرتعاً للصوص وقطاع الطرق فكان الزائرون لمرقده الشريف يشاهدون سبعاً ـ أسداً - ضارياً يجوب الارض حول القبر والمنطقة وهو لا يدع أحداً من اللصوص يصل الى زوّاره بسوء فكان زواره ينامون قريري العين . فكان يحرس زواره ليلا ونهارا ..ومن ألقابه المشهورةً: سبع الجزيرة وأبو الشارة، وأخو العباس لكراماته التي حباه الله بها، فكلاهما باب الحوائج.
معنى البعاج: الذين اطلق هذا الاسم على ابناء السيد محمد سبع الدجيل:.. البعج اي الشق والانبعاج يعني الانشقاق فكلمة بعجه بسيفه أي شق بطنه :بعجها شقّها وأخرج ما بداخلها .. ويُقَالُ: بَعَجَ بَطْنَه بِالسِّكِّينِ إِذا شَقَّ بطنه بسكين ..المصدر:معجم لسان العرب..اذن معنى البعج لغويا الشق وهو الطعن مع الحركة (اي للتوضيح ان ادخال السكين في داخل الشيء طعن ولكن ادخال السكين مع التحريك يسارا اويمينا يسمى بعج) .وحين تطلق كلمة بعاج على شخص فهي (صيغة مبالغة) وتعني الكثير البعج او الذي يقوم اثناء القتال. لذلك لقب سيد محمد بن الامام الهادي(ع)بالبعاج لان الكرامات والشارات التي حدثت امام مرأى ومسمع الزوار والخدام في المرقد الشريف..دونها كبار العلماء والكتاب ويبدو انه كان في معارك مستمرة مع اللصوص وقطاع الطرق ويبدو ان قطاع الطرق لم يكترثوا في بداية الامر ولكن بعد ان اثبتت المواقف وكثرة من بعجهم بسيفه او بسكين دفاعا عن زوار مرقده ومرقد ابيه واخيه الحسن العسكري ..فكانت ضرباته تمتاز بصفة البعج والطعن والشق وتكررت بحوادث متعدده وتناقلها الأجيال،وقد اتّفق ان بقاء قبره الشريف في تلك المنطقة النائية والمحاطة بعشائر اغلبها لا يوالون اهل البيت (ع) ولكن مواقفه في الدفاع عن شيعتهم وزواره. حتى تأدب المغرضون خوفا منه, ولم يجرؤ احد من التعرض للزوار’ بل حتى السرقة نهارا من ان يدخلوا للصحن والسرقة من الزوار اثناء الازدحام والزيارة . واصبح الحال لا أحد يجرؤ على سرقة في مرقده فالجميع يخشى بطشه ولم يشكك بذلك احد .
** السيدة نرجس ودورها في الجهاد لإل محمد{ص} مقدمة :لعل أحد الاسباب في اقتران بعض الأئمة (ع) بنساء غير عربيات، من قوميات كالفارسية أو الرومية وغيرهما؛ هذا يدل على عالمية إمامتهم،كما ان الدين للناس كافة كذلك الائمة جعلهم الله للناس كافة. أما ما يتعلق بأم الإمام المهدي (عج) فهي تنحدر من سلالة أحد أوصياء عيسى{ع} وربما في ذلك تمهيد لإنجاز مهمة الإمام (ع) في خضوع النصارى، وتسليمهم له نظرا إلى أن أجداده لأمه منهم، فيحرك في نفوسهم الجانب العاطفي للرحم القائمة بينه وبينهم، الأمر الذي يختصر عليه كثيرا من الأمور. فهي سيدة طاهرة اختارها الله تعالى من بين نساء الأرض لتنال شرفا لا يضاهيه شرف، ولتكون الوعاء المبارك الذي يحمل خاتم الاوصياء، وآخر الحجج، عاشت السيدة نرجس توفيقا إلهيا عجيبا يشبه المعجزة لتصل في نهاية رحلتها إلى بيت الإمام علي الهادي (ع) كجارية مملوكة بعد ان دخلت سامراء مع سبي المسلمين.
***ــ الملاحظ في سير السيدة نرجس تعدد اسمائها؛ فبالإضافة إلى اسم نرجس وهو المشهور، فهي تسمى مليكة، وسوسن، وصقيل، وريحانة وغيرها؛ والسبب في هذا التعدد لإنها ستتعرض للمطاردة، والاضطهاد من قبل السلطات العباسية - كما علمنا - فهو نوع من التمويه لحفظها، وحفظ الإمام المنتظر{ع}لأن السلطات اعتقدتهناك نساء عديدات بتعدد الاسماء، فيبحثون عن عدة شخصيات، ولا يعلمون تعدد الاسماء لامرأة واحدة!.
** كيف بدأت القصة؟ تقول الروايات إن الإمام الهادي{ع}بعث رجلا من ثقات شيعته ليشتري له جارية محددة، بيّن له أوصافها بدقة متعففة بدرجة منقطعة النظير، تمتنع عن العرض، وتأبى اللمس والانقياد للمشتري، وحدد له المكان والزمان، ورسم له خطة كاملة لكيفية اجراء معاملة البيع، كما حدد له الثمن بدقة، وأخير زوّده برسالة خاصة باللغة الرومية كتبت بخط يده كدليل على شخصية المشتري، وفي الزمان والمكان المحددين ذهب النخاس وأتمَّ الصفقة حسب تعليمات الإمام{ع}.إثناء رحلة العودة حكت السيدة نرجس للنخاس قصتها، وكيف وصلت إلى سوق الجواري، وأي تخطيط غيبي رسم لها خارطة الطريق!.قالت له إن نسبها يرجع إلى شمعون وصيِّ موسى، فهي أميرة من سلالة ملكية، جدّها هو ملك الروم، وقد كانت على وشك الزواج من أحد الأمراء من أقاربها، ولكن شيئا غريبا قد وقع اثناء مراسيم الزواج، إذ تهاوت الصلبان، وانهار العرش الذي أقيم في قاعة الزواج، وأخيرا سقط الرجل المرشّح للزواج مغشيا عليه؛ فتشاءم الجميع من هذا الحدث، واعتبروه إيذانا بسوط دولتهم، وانهيار دينهم، فقروا استبدال الزوج بأخيه، ولكن حصل للثاني ما حصل للأول فانفض الاجتماع وقيصر الروم يشعر بالغم والحزن الشديد لما حصل.بعد هذه الحادثة رأت السيدة نرجس في عالم الرؤيا مجيء النبي محمد{ص} وأمير المؤمنين{ع}وكوكبة من أهل بيته، وفيهم الإمام الحسن العسكري{ع} وخطبوها من نبي الله عيسى عليه السلام. وفي انتهاء القصة انتهت رحلتها ببيت الإمام علي الهادي{ع} وأول من التقت به السيدة نرجس من عائلة الإمام الهادي هي السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد{ع}حيث استدعاها الإمام لتلتقي بها، فلما وصلت قال لها الإمام مبتهجا: (ها هي) وكأن الجميع كان بانتظار وصولها على أحر من الجمر، فاعتنقتها طويلا وهي تشعر بالسرور والفرح، ثم طلب الإمام من أخته أن تأخذها معها إلى بيتها لتعلّمها الفرائض والسنن وأحكام الدين. بقيت السيدة نرجس في بيت السيدة حكيمة حتى انتقلت إلى بيت الإمام الحسن العسكري{ع}قبيل وفاة أبيه، وكانت حكيمة تعاملها باحترام فائق منذ أن علمت أنها ستكون أمّاً لخاتم الأوصياء فكانت ترفض أن تقوم بخدمتها كما يفعل الجواري مع السادة، وكانت تكلّمها بما يليق بمستقبلها ودورها الموعود، وعندما كانت تخاطبها ب (يا سيدتي)، كانت تردُّ عليها: (بل أنت سيدتي وسيدة أهلي).
بعد وفاة الامام الحسن العسكري{ع} سنة 260، قبض المعتمد العباسي على السيدة نرجس، وطالبها بالمهدي فأنكرته، وادّعت أنها حامل لتموّه الأمر عليهم فلا يبحثوا عن طفل وليد، فنقلها الخليفة العباسي إلى داره، لمراقبتها من قبل النساء، وبقيت السيدة نرجس تحت الإقامة الإجبارية وهم ينتظرون أن تضع جنينها، إلى أن حدثت اضطرابات خطيرة في الدولة شغلت السلطات عنها فاستطاعت الخلاص منهم، والتجأت إلى دار أحد الشيعة الثقات وهو (الحسن بن جعفر النوبختي).بعد موت المعتمد ومجيء المعتضد سنة 279 - كان متشددا على أهل البيت وشيعتهم كالمتوكل - علم بوجود السيدة نرجس في دار الحسن بن جعفر النوبختي، فألقى القبض عليها مرة أخرى، وحملها إلى قصره وحبست هناك حتى وافتها المنية في أيام المقتدر العباسي .فدفنت الى جوار زوجها في بيته.
*** وكان لاستشهاد الإمام العسكري (ع) صدى كبير في سامراء حيث عطّلت الأسواق وسارع العامة والخاصة إلى بيت الإمام ،ولما رفع خبر وفاته ، قامت ضجة واحدة : مات ابن الرضا وركب بنو هاشم والقوّاد والقضاة وساير الناس إلى أن حضروا جنازته.ولما جُهّـِز الإمام العسكري خرج عقيد خادمه ، فنادى جعفر بن علي فقال : ياسيدي لقد حضرت جنازة اخيك فقم وصَلِّ عليه ، فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يتقدّمهم عثمان بن سعيد العمري وهو أحد وكلائه لما دخلوا الدار تقدّم جعفر بن علي ليصلي عليه ، فلما همّ بالتكبير خرج صبيّ بوجهه وجهه كالقمر الساطع فجذب رداء جعفر وقال : ياعمّ ، أنا أحقّ بالصّلاة على أبي ، فتأخر جعفر وقد اربدّ وجهه واصفرّ ، فتقدّم الصبي فصلّى عليه(ع) .
على المسموم أهِل دمعي وسيله/ حسنه العسكري لله وسيله
أعـزّي الغايب إﺑﻓﮔده وسيله //يـَمـْـتـَه الثار يا إبن الزﭽيـــّه
حسن إسمك بلاغه إيفيض بسماك//وَرَد من طه نص معلوم بسماك
إبسامرّه يريت إنصير بسماك// نشاهــــد حضرتك ذﻳﭻ الزهيــّه
على المسموم إجري دوم دم عين// زوره إو بالضريـح إبعين دمعين
إبسامرّه إلتحق وإجريه دمعين// للغربه إو مصابه إبن الزﭽيـــّه
يشمس الله التنور شرجاها// الدنية بغير شمسك شرجاها/
/رياح هموم بعدك شرجاها//بغيـابك نفس ما يهـنه إليه ـــــ
|