• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التحولات الرقمية وانعكاساتها .
                          • الكاتب : د . عبد الحسين العطواني .

التحولات الرقمية وانعكاساتها

تماشيا مع الوضع الذي نعيش فيه في هذا الزمان ، يرى الباحثون ان نقطة التحول عند البشرية كانت في اختراع وابتكار ( العجلة ) والتي حصلت في وادي الرافدين ارض العراق قبل حوالي 5500 م سنة اي ، سنة 3500 ق . م ، اكتشف الانسان وابتكر ( العجلة ) ، ومنه تحولت حياة الانسان الى مراحل متقدمة ، لم يعرفها من قبل ، العجلة الدائرية التي في وسطها محور تدور عليه ، لانه اي حركة صناعية الا وتمر عبر هذه العجلة ، لايوجد قطار او طائرة ، او ادوات صناعية ، ولا توربينات ، كلها تعتمد على ان تكون هناك عجلة تتحرك في وسط مركز ، ابتكار الانسان لهذه العجلة ، بدأ بتطور الآلآت واللأدوات ، استمر الانسان بالتحول نحو الرفاهية بأستغلال موارد الطبيعة .
اما التحول الثاني الذي قد يوازيه فهو الانترنت كان عام 1965 بدأ في دوائر مغلقة حربية ، وفي عام 1990 اصبح متاحا لعامة الناس ، وفي ذلك حصل تحول كبير جدا في حياة البشر بغض النظر عما كان سلبا او ايجابا ، بعدها اكتشاف وابتكار الهواتف الذكية قبل سنة 2000 مع انه كان هناك عدة محاولات ، وفي سنة 1997 او بعدها ، اصبح امر الهواتف الذكية متاحا لجميع الناس ، وتزاوج الانترنت مع الهواتف الذكية ، ليؤثر على المجتمعات ، فمثلا ابتكار ( العجلة) كما اسلفنا ، لا يخص الناس بشكل مباشر ، لكن الانترنت ، والهواتف الذكية اثرت كثيرا لانها تؤ ثر على كل واحد في الكون ، هذا الامر صار تأثيره على البشر تأثيرا كبيرا ، مما جعل التربيون ، والعلماء يتخوفون من الآثار التي يخلفها ، ووصول الانسان الى هذه الهواتف بأسعار هينة ويسيرة ، اصبح مؤثرا تأثيرا على العالم في اخلاقياته ، وفي افكاره وفي اموره المختلفة ، في السابق كان التربوي ، او المعلم ، او العالم الديني ، بأمكانهم ان يتواصلوا مع الناس كل في محيطه ، ويوصلوا لهم الافكار السليمة والتربية الصحيحة ، ومن دون مؤثرات خارجية ، واذا كان هناك اشخاص منحرفين يمكن في الغالب عزلهم ، اي يمكن للاب ان ينصح ولده بعدم مصاحبتهم ، اما الان لايمكن للوالد ان يحجز هذا التأثير ، طالما سلمه هذا الجهاز المسمى بالهاتف الذكي ، جعل التربيون يواجهون سيلا جارفا لانهم يبنون ، وهناك من يهدمون ، هذا امر مفروض على الجميع ولا يمكن للانسان ان يعيش خارج اطاره ، لذلك تقع علينا جميعا مسؤولية ، وخصوصا الوالدين تبدأ من المراقبة الواعية دون ان تتحول الى تجسس او قمع ، مع توعيتهم بمخاطر المواقع غير الاخلاقية وتأثيرها على القيم والسلوك ، فضلا عن تعزيز الوازع الديني والاخلاقي ، لان دور الوالدين لايقتصر على الرعاية المادية فقط ، بل يشمل التوجيه السلوكي والتربوي ، وبالتالي يمكن التصدي لهذه الظواهر وحماية الابناء من الانحراف الاخلاقي .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206979
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 25