أفتقد الأيام التي كنت فيها أشعر أني ملكة، وغرفتي هي القصر، ومفتاح القصر كان في يدي، وكنت ألعب مع عرائسي، وأمنحهم أسماء وبيوتاً وغرفاً، وأدخلهم الغرف، واصنع لهم الطعام، وبعد انتهاء اللعب، أحكي لهم القصص حتى يناموا.. دارت الأيام وصرت أنا الملكة، أبحث عن غرفة تخصني فلا أجدها..!
قد تكون حاجتي للغرفة هي شيء مصغر من شعور كبير يحاصرني: حاجتي للوطن للأمان.. دائماً أحبّ أن يكون لي باب مغلق ومفتاحه معي، كأن المفتاح سيمنع عني الخطر، ولكنه حبّ الخصوصية التي بدأت أفقدها شيئاً فشيئاً، بعد أن ضاق بنا الوطن والبيت، وصارت الغرفة الخاصة هي حلم مؤجل، عليّ أن أتعب كثيراً؛ لكي أحققه.. احتياجاتي هذه الأيام غريبة.. احتاج اليوم الى غرفة، وغدا الى بيت، وفي المستقبل احتاج الى وطن، هل من الممكن أن احصل على وطن؟ هل تُباع الأوطان وتشترى؟ هل من بديل يشعرني بالدفء، ويعوضني عن وطني الذي ضيعت فيه أحلامي، وفقدت فيه الأمان.. لعلي لن أجد وطناً آخر يعوضني عن وطني، ويحتضن أفكاري وأحلامي، ولكني اخترت قلمي؛ ليكون موطني وفرحتي ودمعتي وشمعتي التي أوقدها في الظلمة، فتنير لي الطريق.
|