يؤكد الإسلام أن إزعاج الآخرين ليس من أخلاقيات الإنسان السوي، فهو يحض ويحثُ على احترام خصوصيات الناس، ومشاعرهم، والحفاظ على هدوئهم، وأمانهم، وسلامتهم، وعدم الإساءة إلى حياتهم أو إلحاق الأذى المعنوي والمادي بهم؛ لأن ذلك من صميم الأخلاق الإسلامية الّتي تدعو إلى تهذيب النفس والروح، وأن يكون سلوك المرء المؤمن المسلم متوافقاً مع أبسط قواعد الأخلاق الإسلامية بعدم التعدي على الآخرين.

 فقد ذكر الله (عز وجل) في محكم كتابه الكريم بسَورة الحج: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ).
 وعن الامام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) قال النبي(ص): (عليكم بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فأن سوء الخلق في النار لا محالة)(1). 
وقال لقمان الحكيم لابنه: (يا بني كن عبد الأخيار، ولا تكن ولد الأشرار، يا بني وكن أمينا تكن غنياً). 
 جاء رجل الى الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) وقال: (أخبرني عن مكارم الاخلاق؟ فقال(عليه السلام): العفو عمن ظلمك، وصلة من قطعك، وإعطاء من حرمك، وقول الحق ولو على نفسك)(2).
 فالإيمان الحقيقي بالله تعالى يقتضي أن يتصف المؤمن بالفطرة السليمة وبالوعي والمسؤولية الاخلاقية للشريعة السمحاء، وعدم المبادرة إلى إيذاء الغير، واماطة الأذى عنهم؛ لأن ايذاء الاخرين ليس من طباع المؤمن وصفاته الباحثة عن الرقي والكمال الاخلاقي.
 فمجتمع المؤمنين المخلصين يخلو من الأذى والإزعاج، ويعمل دوماً على تكريس أجواء الرحمة والسلام والمحبة والطّمأنينة.
قال رسول الله(ص): (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).
فإذا أردنا الحسنى والاتباع لمحمد وآله الأطهار(عليهم السلام)، فلنكن من المحسنين العافين المتسامحين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
(1) بحار الأنوار: ج10/ ص369.
(2) بحار الأنوار: ج66/ ص368.