• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أصحاب الامام العسكري...الحسين بن روح النوبختي(رضوان الله عليه)... السفير الثالث للإمام الحجة(عجل الله فرجه الشريف) .
                          • الكاتب : د . حميد حسون المسعودي .

من أصحاب الامام العسكري...الحسين بن روح النوبختي(رضوان الله عليه)... السفير الثالث للإمام الحجة(عجل الله فرجه الشريف)

هو الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي الذي أصبح فيما بعد النائب الثالث للإمام القائم (عجل الله فرجه الشريف) الذي استمرت مدة نيابته 21 سنة أي من سنة 305 حتى سنة 326 هجرية. كان من أصحاب الإمام العسكري(عليه السلام) على أرجح الآراء. وبأمر الإمام صاحب العصر(عجل الله فرجه الشريف)، أوصى محمد بن عثمان(رضوان الله عليه) النائب الثاني للإمام في آخر أيام حياته بالرجوع إليه. و قد صدر في 5 شوال سنة 305 هجرية أول توقيع من الإمام يؤيد فيه نيابة الحسين بن روح النوبختي. وكان ذلك بسبب كفاءته التي جعلتْه جديرا بنيل هذا المقام الرفيع.
حظي النوبختي (رضوان الله عليه) باحترام الحكومة العباسية وكانت وله مكانة خاصة في أول مرحلة من نيابته عندهم. ثم أنه أختفى لبعض الوقت. وبعدها سُجن لمدة 5 سنوات.
كان من أهم المشاكل في مرحلة نيابته ادعاء الشلمغاني للسفارة. ولأن الشلمغاني كان منحرف العقيدة، صدر توقيع من الامام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) بلعنه.
شهدت أجوبة الحسين بن روح(رضوان الله عليه) بشأن كان يُطرح من أسئلة في المناظرات، إضافة إلى كُتبه الفقهية على أنه كان صاحب علم ومعرفة في المسائل الدينية. ناهيك عن الكرامات التي حصلت له.
حياته(رضوان الله عليه):
لم تكن سنة مولده معروفة. هاجر النوبختي إلى بغداد في زمن النائب الأول عثمان بن سعيد العمري. وكان يكنى أبا القاسم. ويلقب بالنوبختي والروحي والقمي، واللقب الأخير لأنه كان يتحدث باللهجة الفارسية.
قيل عنه إنه من أعقل الناس عند المخالفين والمؤالفين، وكان على جانب كبير من التقوى والصلاح ووفرة العلم والعقل كما كان محترما عند الخاصة والعامة. وكان يستعمل التقية.

نيابته للإمام الحجة(عجل الله فرجه الشريف)
أوصى النائب الثاني محمد بن عثمان(رضوان الله عليه) عندما مرض وعاده أتباع أهل البيت بالرجوع إلى الحسين بن روح النوبختي بعد وفاته، حيث قال عندما سأله أتباع اهل البيت عن النائب بعده: هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر(عجل الله فرجه الشريف) والوكيل له والثقة الأمين، فارجعوا إليه في أموركم وعوِّلوا عليه في مهماتكم فبذلك أُمرت وقد بلَّغت. فأصبح النوبختي نائبا للإمام بعد وفاة النائب الثاني سنة 305 هجرية. وكان من قبل وكيلا على الأموال ومن المقربين والموثوق بهم عند النائب الثاني محمد بن عثمان الذي كان الوسيط بينه وبين الوكلاء الآخرين. وكان ذلك على الرغم من وجود ما يقارب من عشرة وكلاء للنائب الثاني في بغداد وحدها. وصدرَ في 5 شوال سنة 305 هجرية أول توقيع من الإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) يؤيد فيه نيابة النوبختي.
مكانته لدى الدولة العباسية:
كان الحسين بن روح في عهد السفير الثاني محمد بن عثمان(رضوان الله عليه) صاحبَ نفوذ في بلاط بني العباس، وذلك بسبب ما كان لأل نوبخت من تأثير في البلاط العباسي من جهة، ولما كان لوزارة أبي الحسن علي بن محمد من آل الفرات الذين كانوا من أنصار ال البيت من جهة أخرى. هذا إضافة إلى مكانته في الدولة العباسية بسبب نأيه بنفسه عن الثورات التي حصلت في عصره.
ولم يدم الأمر طويلا حتى وصل حامد بن العباس إلى الوزارة وكان يؤيد مخالفي آل البيت، فأُثيرت المشاكل ضد النوبختي. فما كان منه إلا أن يتخفى لبعض الوقت، وذلك بعد تعيينه نائبا للإمام المنتظر(عجل الله فرجه الشريف). ولم تُحدد هذه المدة بدقة، وربما كانت بين سنة 306 و311 هجرية، أي في زمن وزارة حامد بن العباس.
سجنه(رضوان الله عليه):
من سنة 312 إلى 317 هـ، وفي زمن المقتدر بالله العباسي، سُجن النوبختي. وربما كان سبب حبسه شهرته كنائب للإمام المهدي(عجل الله فرجه الشريف) وعلاقته بتنظيم أوضاع الشيعة وجمع الرسائل والحقوق الشرعية وتسليمها إلى الإمام(عجل الله فرجه الشريف). وربما لأسباب أخرى تتعلق بمدعي السفارة الشلمغاني.
وبعد إطلاق سراحه من السجن، لم يكن بإمكان أحد أن يضايقه وذلك بسبب وجود شخصيات بارزة من عائلة آل نوبخت يشغلون مناصب مهمة في الدولة.
مناظرته مع المعاندين:
وكمثال على ذلك، جرت مناظرة بينه وبين معاند للحق أظهرت مدى قدرات النوبختي العلمية واطلاعه الواسع. فقد قال له رجل معاند:
" إني أريد أن أسألك عن شيء؟


أجابه الحسين:
" سل عما بدا لك ".
قال المعاند: أخبرني عن الحسين (عليه السلام (أهو ولي لله؟.. " وسارع الحسين قائلا:
" نعم"
فقال الرجل:
" هل يجوز أن يسلط الله (عز وجل) عدوه على وليه؟ " فانبرى الحسين يجيبه قائلا:
" افهم ما أقول لك: اعلم أن الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ولا يشافههم بالكلام ولكنه جلت عظمته يبعث إليهم رسلا من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ولو بعث إليهم رسلا من غير صفتهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم فلما جاءوهم وكانوا من جنسهم يأكلون ويمشون في الأسواق قالوا لهم أنتم مثلنا لا نقبل منكم حتى تأتوا بشئ نعجز عن أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه فجعل الله عزو جل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإعذار والإنذار فغرق جميع من طغى وتمرد ومنهم من ألقى في النار فكانت عليه بردا وسلاما ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون ومنهم من أبرأ الأكمه وأحيى الموتى بإذن الله وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم ومنهم من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من أمتهم أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين وأخرى مغلوبين وفي حال قاهرين وأخرى مقهورين ولو جعلهم عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لأتخذهم الناس آلهة من دون الله عز وجل ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار ولكنه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي العافية والظهور على الأعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين وليعلم العباد أن لهم عليهم السلام إلها هو خالقهم ومدبرهم فيعبدون ويطيعوا رسله ويكونوا حجة لله ثابتة على من يجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء والرسل وليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.. ".
ودلت هذه المناظرة على براعة الحسين وعلى قدراته العلمية فقد أقام البراهين الحاسمة على إبطال ما ذهب إليه المعاند فلم ينبس ببنة شفة وبان عليه العجز وكان محمد بن إبراهيم بن إسحاق حاضرا في المجلس وقد بهر بكلام الحسين فأقبل عليه في اليوم الثاني ليسأله عن الدليل الذي أقامه في تفنيد كلام الخصم هل هو من عنده أو أخذه من أئمة الهدى عليهم السلام ولما استقر به المجلس التفت إليه الحسين قائلا:
" يا أبا محمد بن إبراهيم لئن أخر من السماء إلى الأرض فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي بل ذلك من الأصل ومسموع من الحجة صلوات الله وسلامه عليه..."

وفاته(رضوان الله عليه)
توفي النوبختي(رضوان الله عليه) في 18 شعبان سنة 326 هجرية، ودُفن في مقبرة النوبختيين، في سوق الشورجة في بغداد. ومقامه معروف الآن، ويتوافد عليه الزوار الشيعة للتبرك بقبره الشريف.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206889
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 23