• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مهرجان “الإنشودة الحسينية”.. بين الشعيرة والتحريف! .
                          • الكاتب : احمد ماضي .

مهرجان “الإنشودة الحسينية”.. بين الشعيرة والتحريف!

في سابقة أصفها بالخطيرة على أصالة الشعائر الحسينية، أقامت وزارة الثقافة على مسرح الرشيد في بغداد ما سمّي بـ مهرجان الإنشودة الحسينية.
عندما قرأت الإعلان، تصورت أن الأمر سيحمل طابعًا إنشاديًا يليق بالحسين عليه السلام ويحيي عظم مصيبته، لكن ما شاهدناه من حضور ومشاركات أوحى بخطوة تؤسس لما يمكن أن يسمى لاحقًا بـ الغناء الحسيني!

أحد المشاركين صرّح قائلًا: “سترون موروثنا الشعبي الشعائري على حقيقته”، وكأن ما يقدمه الخطباء والرواديد عبر التاريخ كان مخالفًا للموروث! ولا أدري أي موروث هذا الذي يخلط بين الآلات الموسيقية والطرب وبين الإنشاد الحسيني؟
وآخر يقول: “نستذكر وجعنا بمصيبة الحسين عليه السلام”، فأي استذكار يكون عبر الطبول والأعواد؟! اذهب واستذكر وجعك بفقد من تحب، أما الوجع الحسيني فله أهله وشعائره.
وثالث يدّعي: “نترجم انتماءنا للحسين عليه السلام”. فأي انتماء هذا الذي يناقض الثوابت العقائدية الواضحة والصريحة المرتبطة بالقضية الحسينية؟

المشهد العام كان بعيدًا كل البعد عن أجواء الجزع والحزن، بل أقرب إلى كرنفال احتفالي لا يمت للقضية بصلة.
كيف تبدأ فرقة الأوركسترا موسيقية حفلها بقصيدة: “جابر يجابر ما دريت بكربلا اشصار”؟ هل يعلم معدّو المهرجان أن هذه الأبيات لسان حال الإمام السجاد عليه السلام، وأنها تحمل الجزع والمصاب؟ ثم يتبعونها بقصيدة دعبل الخزاعي “وقف الزمان”، فأين بكاء المجالس وحرارة المصيبة ومفردات الحزن من بين أصوات الطبول والناي والكمان؟!

إن الواجب اليوم يحتم على خدام المنبر الحسيني أن تكون لهم وقفة جادة ومسؤولة أمام هذه الظاهرة، لأنها إذا استمرت فإنها ستُخرِج الشعائر من دائرة الإحياء التي أرادها أهل البيت عليهم السلام، لتزجّ بها في دائرة الترف، وتفتح الباب أمام ترويج الأغاني تحت عنوان “الشعيرة الحسينية”.
وربما – تحت ذريعة ما يسمونه “الوجع الصوفي” – نصل إلى ما هو أسوأ وأخطر




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206863
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 22