• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : على هامش الصفحة السادسة من الرواية.. .
                          • الكاتب : محمد الطالب .

على هامش الصفحة السادسة من الرواية..

 ليس من المعتاد في النص الروائي الكلاسيكي او الحديث حين تقرأ رواية ما، فتجد أن المؤلف هو الشخصية الأهم في الرواية، والذي يعتبر الشخصية المحورية في العمل، وتدور حوله الأحداث هو نفسه الأديب الكاتب للنص، والبطل الذي تدور حوله سردية الرواية.

 اختياره لنفسه كبطل للرواية، جاء بعد أن فتح ابواب الرواية على مصراعيها لشخوص العمل التاريخي، فهو أول مؤلف يشارك شخوصه عقبات التحدي على أرض الواقع والسفر في طريق المحاولات بقوة إيمانية، تمكنهم من مجابهة الفترات المظلمة داخل النص.
 ويبدو أنه لم يكتفِ بذلك، حين سار معهم الى غرفة عمليات الرواية ليشاركوه كتابتها. نعم.. نص حداثوي جديد، وبطريقة لا يجيدها إلا من آمن بمعتقداته بثبات، وليس بغريب هذا التدوين، فهو عمل تابع لسلسة أعمال مضت, إلا أن لا حفل توقيع بعد ختام العمل سوى جمهور الرواية الذي يتابع بشغف جميع أعماله، فتصفق القلوب الداعية لهم، وعيون تشاهدهم وهم ينعون شخصيات أجادوا أدوارهم، حين طلب منهم في النص أن يضحوا بأرواحهم. 
رواية بسرد من الواقع، وتصوير ملحمي بطولي لا يمت للخيال بصلة..
على هامش أحداث الصفحة السادسة من العمل الرائع (قادمون يا نينوى) للمؤلف الكبير    (الحشد الشعبي المقدس), تدور أحداث الصفحة في المحور الغربي من المدينة، حيث التقدم غرب مطار تلعفر وتحرير قرى (شويرة, تل غزال, تل ماجان غرب تل عبطة, هزيمية الجنوبية, مشيريفات, زيد المصعب, ياسين الحلبوص, تل ميدان قولي, البوتة الغربية, وقرية السادة وقرية أم الشبابيط المطلة على الشارع الرابط بين تلعفر وسنجار). واختار المؤلف فريقاً من داخل الرواية والذي أسماهم (الجهد الهندسي)، فجسدوا أدوارا بطولية، ليشطروا ذاكرة التاريخ، ويعطروه بشيء من المعتقد المذهب بدم الحسين (عليه السلام)، حين قاموا ببناء التحصينات الدفاعية، وشق الطرق بين القرى المحررة شمال غرب ناحية عبطة، ومعالجة العبوات والمنازل المفخخة، وغلق مسامات القشرة الخارجية للخرافة التي تمثل قوى الشر في النص الملحمي.
 ويبدو أن مؤلفنا الكبير هو انعكاس حاد لقمع مورس ضد آبائه، حين كانوا يكتبون التاريخ المرصع بالمجد والذكريات آنذاك, أما قوى الشر وحلفاؤه والمسوخ المرعب والتناقضات التي تتغذى على الصراع الطائفي، والتي نمت فأصبحت الوحش الطائفي النائم في أحظان النظام المقبور منذ سنين. 
 لا توجد هناك اقواس داخل النص، رجال عاهدوا فصدقوا، تراهم ماضين في تجسيد ملحمة هذا القرن، يصنعون المفردة لتُكتب، يوشحون بطولاتهم بنصر ذي وجه كثيف الملامح، على عكس الخرافات التي تجابههم، فتصبح كأنها أختام هلامية سريعة الزوال.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206834
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 22