• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجود بالنفس أقصى غاية الجود .
                          • الكاتب : حنان رضا حمودي .

الجود بالنفس أقصى غاية الجود

  قال رسول الله محمد(ص): (أجود الناس من جاد بنفسه في سبيل الله). (بحار الأنوار: ج41/ ص24).
امتاز الفارس الشجاع (حسام رسول) بالشجاعة والورع والغيرة، حيث قال والده واصفاً إياه بأنه قبل صدور فتوى الوجوب الكفائي، وتحديداً عندما رأى احداث جريمة (سبايكر) نهض الفارس، وتمنى الاقتصاص من اعداء الرسالة المحمدية الانسانية، وعندما أصدر المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني(دام ظله الوارف) فتوى الوجوب الكفائي لنصرة المظلومين وحماية المقدسات.
 انطلق الفارس الى ساحات التدريب ليشارك اخوانه في سرايا عاشوراء في عمليات دحر الاعداء، فبرزت شجاعته وفرحه بانتمائه للحشد الشعبي المقدس، وهو في بداية تطوعه الذي كان بداية في بغداد، حيث قال: أنا أريد أن أكون اول المقاتلين في ساحات المعركة، ودعا الله تعالى بأن يرزقه الشهادة.
فجهزه والده بناظور لاستطلاع الاعداء على الساتر، وشجعه على مقارعة الاعداء.
وعندما كانوا يتعرضون الى مواجهات مع العدو، كان يقول لصديقه: الحمد لله والشكر، تم التصدي لهم، ولم نعطِ أي خسارة، فالفارس لم يكن مقاتلاً فقط، وانما قام بتوظيف مهنته الحلاقة بحلق شعر كل اخوانه في الجهاد، فقال له صديقه: لماذا لا تصبح حلاقاً للفوج؟ قال: أنا لم أذهب لغرض العمل، بل من أجل الشهادة، واذا انت تحبني، شجعني فهذا نداء الحق، مردداً: ياليتنا كنا معهم فنفوز فوزا عظيما.. وكان يشجع اخوانه في الجهاد قائلاً لهم: قوموا انتم اولاد علي انهضوا لمقارعة العدو.
 فقال صديقه بأنه عندما تعرض الفارس الى الخطر اثر احتراق الدبابة عليه ونجاته، وعند عودته في شهر رمضان، قال له البعض: لماذا لا تترك ساحات الجهاد خوفاً عليه فأجابهم قائلاً: أنا بشر وأموت في أي لحظة، سواء كان في الحشد أم هنا، ونحن متجهون الى قطاع الصقلاوية، ومن المحتمل ألا أرجع.
فاتصل الفارس قبل يوم من استشهاده بأهله بالليل، وأخبرهم أن غداً سيكون يوم اجازته لزيارتهم، ثم اخبر اخوانه في الجبهة أهل الفارس بأن الفارس اخذ الناظور وذهب ليستطلع الساعة السادسة صباحاً.
من الجهة اليسرى، لربما يتسلل العدو لهم، فأسرع الفارس ليخبر اخوانه في الجهاد بوجود عناصر داعش الاجرامية، ثم رجع آخذاً سلاحه (البي كي سي)، وبدأ بتمشيط المنطقة، فأنقذ سبعة من اصدقائه، كانوا محاصرين من قبل العدو، ورجع يواجه من الجهة الثانية، فبعد أن حمى سلاح (البي كي سي)، كان يستبدله بسرعة بسلاح الكلاشنكوف، وثم يرجع يستخدم (البي كي سي)، فقاتل قتال الابطال، إلا أن نال الشهادة، فسكت صوت السلاح، فسأل أحد اصدقائه المقاتل الذي كان بقرب الفارس عن الفارس، فقال: قد نال صديقكم الشهادة بضربة قناص.
وكانت وصية الفارس بعد ان يستشهد أن يبيت مع والدته في البيت، وان تقوم والدته باستقباله بالزغاريد وونثر الحلويات.. فقام اهله بتنفيذ وصيته، ثم شيعوه الى وادي السلام، حيث قال اقرباؤه: لنا الشرف ان نزف شاباً من شباب الطالقاني، تلبية لنداء المرجعية تلبية لنداء الحسين(عليه السلام) وتلبية للوطن، فقد ترك في كل مكان أثراً على اخلاقه وبسمته الدائمة التي رسمت الفرحة على وجوه الاخرين، وهو فخر للسادة وفخر لمدينة النجف الأشرف. 
ثم اثار اخ الشهيد علاء الطالقاني تساؤلاً حول قول البعض: لماذا تذهب الى ساحات الجهاد؟ فأجاب: نحن نرفض هذا.. فلولا الفارس وغيره من الشهداء وبفضل دمائهم الطاهرة ما زلنا احياء.. فكل الناس تشجع ابناءها على التضحية في سبيل الله والوطن والمقدسات.. فهو من الابطال الشجعان، نفتخر به وهو رفعة رأس للعراق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206779
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 21