• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عوالي الأمالي في الجمع الغوالي .. قراءة توثيقية .
                          • الكاتب : د . نضير الخزرجي .

عوالي الأمالي في الجمع الغوالي .. قراءة توثيقية

لا يختلف اثنان أن اجتماع الأقرباء وتلاقي الأصحاب جزء من حياة الإنسان الاجتماعية الذي أخذ صفة الإنسانية من الأنس الدالة على الألفة والارتياح في قول أو فعل، ولكل مجتمع طريقته وأداؤه في الدعوة إلى اجتماع أبناء الرحم أو أصدقاء الأمل وخلان العمل، في جلسة سمر في حضر أو سفر، فحياة بلا اجتماع كوادٍ بلا زرع أو سحابة بلا واصب أو طل، فكل يأنس بصاحبه، ولهذا وجدت الدواوين والمضايف والنوادي والمقاهي والملاهي والحانات والخمارات والحدائق العامة والحمامات الشعبية وأمثال ذلك تبعاً لطبيعة كل مجتمع ملتزم بعقيدة أو متعبد بدين أو حر عن كل لازمة دينية أو مجتمعية، فكل وشأنه والطيور على أشكالها تقع، فالاجتماع جزء من مسيرة المرء بغض النظر عما يعبد ويعتقد، والمكين بالمكان الذي هو فيه، وكتاب الاجتماع معروف من عنوانه.

وعلى مستوى المرء ودينه، فلكل مكانه الذي يجتمع فيه أو يتعبد فيه، وكل مرء أدرى بنفسه متى وإلى أين يذهب، والمعابد كثيرة بعدد أديان السماء والأرض، ومواسم العبادة واجتماع الناس متعددة حسب طبيعة الدين، فبعض المعابد تفتح يومياً على مدار العام كما هي مساجد المسلمين، وبعضها يوم السبت كما هي معابد اليهود وبعضها يوم الأحد كما هي معابد المسيح، وللأديان الأرضية أيامها.

ولكن ما يميز الدين الإسلامي عن بقية الأديان أن جعل يوم الجمعة يوماً متميزاً، فمساجده مفتوحة في الأوقات الخمسة للصلوات اليومية، ولكن المسجد الأعظم في المدينة الصغيرة أو المساجد الكبار في المدينة الكبيرة المترامية الأطراف تفتح أبوابها يوم الجمعة لاستقبال جموع المصلين مع أسرهم وأبنائهم، فيوم الجمعة هو ملتقى عائلي مجتمعي عام يضم البعيد والقريب والحبيب والغريب، وحتى الذي لا يواظب على الصلوات اليومية يجد في صلاة الجمعة ملاذه لمناجاة الرب ومحادثة المربوبين الذي قدموا من كل حدب وصوب.

وتكثر الحاجة الى الاجتماع يوم الجمعة في البلدان التي هاجر إليها المسلمون قسراً أو طوعاً كما هي البلدان الغربية، فالمساجد قليلة لا تتناسب وحجم الجالية المسلمة المتزايدة في هذا البلد أو ذاك، ومشاغل الحياة كثيرة في هذه البلدان التي جعلت الإنسان بفعل قوانينها أسيرة اللقمة ينطبق عليه المثل الشعبي "ركض ركض والعشاء خبيزة"، والكثير من الموظفين والعاملين لا يجدون وقتاً لأداء صلاة الجمعة إن كانت واجبة الأداء عند مذاهب ومستحبة عند أخرى، وذلك لانشغالهم في عمل أو دوام رسمي حيث تقع العطلة الأسبوعية في يومي السبت والأحد.

في لندن حيث عاصمة المملكة المتحدة ثمة مساجد ومراكز إسلامية تفتح أبوابها يوم الجمعة لاستقبال الرواد، ومنها المركز الحسيني للدراسات الذي تأسس عام 2004م، الذي يكاد يكون المركز الإسلامي الوحيد في لندن الذي يجمع في مهامه العلمية والتثقيفية والتوجيهية بين الدراسة والتحقيق والتأليف، وبين استقبال عموم المسلمين في محافل وبرامج متنوعة على مدار الأسبوع، بخاصة وأن مؤسسه هو فقيه وأديب ومؤلف موسوعي.

 

جمعة اجتماع ومعرفة

عن بيت العلم للنابهين صدر في بيروت حديثا (2025م) الجزء الأول من كتاب "الأمالي في الجُمع الغوالي" لمؤلفه الشيخ محمد صادق الكرباسي في 296 صفحة من القطع الوزيري، وهو حصيلة خمس جمع حاضر فيها مؤلفه وتحاور وتناقش وأجاب على أسئلة ممن دأب على الحضور والاجتماع صبيحة كل يوم جمعة لقراءة دعاء الندبة، منذ أول جمعة فتح المركز أبوابه للقاء الجالية المسلمة يوم 29 ذي الحجة 1435هـ المصادف ليوم 24 تشرين الأول أكتوبر 2014م، ومازال الاجتماع الأسبوعي قائماً حتى يومنا هذا.

سار المؤلف على منوال السلف في اختيار عنوان الكتاب، فأسماه الأمالي، وهو ما يمليه الأستاذ على طلبته من علوم ومعارف وشروحات، أو ما يمليه المحاضر والمتكلم على الحاضرين، فيملي ما خطه يمينه أو يقوم الطلبة بإملاء ما يلقيه الأستاذ أو المتكلم، وكتب الأمالي أشبه في يومنا هذا بملازم الأستاذ الجامعي لطلبته يكتبها بنفسه أو يحررها الطلبة، أو تقريرات طلبة العلوم الدينية والحوزوية الذي يحررون ما يمليه عليهم الأستاذ، فالملازم الجامعية والتقريرات الحوزوية في محصلتها هي من أمالي الأستاذ وما يعرضه مؤيداً أو معارضاً أو ناقداً أو شارحاً، ومن ذلك كتاب "الأمالي" لأبي علي القرطبي إسماعيل بن القاسم القالي المتوفى سنة 356هـ وهي مجموعة محاضرات في اللغة والأدب وغريب القرآن كان يمليها على الطلبة في قرطبة أيام الخميس، وكتاب "الأمالي" لأبي جعفر الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي المتوفى سنة 381 للهجرة التي كان يلقيها مرتين في الأسبوع تشتمل على احاديث السنة الشريفة في موضوعات مختلفة، وكتاب "أمالي المرتضى" للشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي البغدادي المتوفى سنة 436هــ وهي مجموعة دروس أملاها على طلبته في القرآن والحديث وغوامضهما، وغيرها من كتب الأمالي في موضوعات مختلفة.

وألحق المؤلف بعنوان الأمالي "الجمع الغوالي" إشارة إلى أن ما يمليه على الحاضرين كان يقع صباح كل جمعة، وهذا اليوم كما يؤكد المؤلف تحت عنوان "الجُمعة والأمالي": (هو يوم من أيام الله جلَّ وعلا وأراده المولى أن يكون يوم عيدٍ أسبوعياً وعطلة للمسلمين للقضاء على رتابة العمل خلال الأيام الستة التي قضاها في عمل دؤوب، وأراده أن يكون مختلفاً عن غيره من الأيام، وربما منشؤه جاء من قوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ" سورة يونس: 3، وفي بعض الآيات فيها إضافة: "وَمَا بَيْنَهُمَا" سورة الفرقان: 59، لتشمل كل الخليقة، فإذا كان العمل الإلهي في ستة أيام بالتقدير الذي نفهمه، إذ قد لا يُراد باليوم إلا المرحلة الترتيبية، فإن اليوم السابع هو يوم تدبير الأمور، وهذا ما أُريد من يوم الجمعة واعتباره يوم استراحة من الستة الماضية، وتواصل اجتماعي واستعداد وتدبير للأيام الستة القادمة وهكذا).

ولا غبار على ما في يوم الجمعة من آثار طيبة على الإنسان ومستقبله في الدارين، وهو كما ورد عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم: "يوم الجمعة سيد الأيام"، وخلاصة الأمر أن ما يميز "الأمالي في الجمع الغوالي" كما يشير الأديب اللبناني الأستاذ عبد الحسن دهيني في كلمة الناشر أمور ثلاثة: (هو إحياء لهذا اليوم الفضيل باجتماع ولقاء جمع من المؤمنين لما في اللقاء من توادد وتحابب. هو توثيق ليوم الجمعة وفضله والوقائع التي حصلت فيه عبر التاريخ. هو محاضرات قيمة لسماحة الشيخ الكرباسي دام ظله في مواضيع هامة تاريخية ودينية وعلمية بأسلوب بحثي شيق)، وبتعبير الباحث العراقي الأستاذ غانم جواد الناصري في تقديمه للكتاب متحدثاً عن حصائل أمالي الكرباسي: (في جلسة اللقاء يحرص الحضور على الاستماع إلى المتحدث ومن ثم مناقشة فيما قدمه من أحاديث وأفكار في حديثه ويجيب على أسئلة المستمعين، وبالتالي هي زيادة في المعرفة والاطلاع على أمور قد لا يعرفها الجمع المستمع، كما أنها وبكل تأكيد تعزز التواصل الاجتماعي..).

 

الجُمَع لخير الجَمْع

حرص صاحب الأمالي في كل يوم جمعة توزيع حديثه على محاور عدة أهمها "وقائع الأسبوع" من الجمعة إلى الخميس وأهم ما سجلتها أيام التاريخ من حوادث ووقائع ما قبل الإسلام وما بعده، وكان بدء التاريخ الهجري يوم الجمعة من السنة الأولى للهجرة، ويتبع جدولَ وقائع الأسبوع حديث مفصل عن أهم ذكريات ما وقع يوم الجمعة أو خلال أيام الأسبوع من حوادث كأن يكون ذكرى ميلاد النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم في 12 أو 17 ربيع الأول، أو ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء من محرم الحرام، أو ذكرى رحيل النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم في 28 صفر.

ولأن الأمالي ألقيت نهار الجمعة، فإن المؤلف تناول مفردة "الجمعة" لغة واصطلاحاً، وعلة التسمية موعزاً ذلك إلى حديث الإمام الخامس من أئمة أهل البيت محمد بن علي الباقر عليهما السلام وفيه: (إنَّ الله عزّ وجلَّ جمع فيها خلقه لولاية محمد ووصيه في الميثاق، فسمّاه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه)، كما أبان "فضل ليلة الجمعة ونهارها وأعمالها" وإظهار "أعمال ليلة الجمعة" وما يليها من "أعمال نهار يوم الجمعة"، وتطرق إلى أصل "الفكرة" من غرض الأمالي، مع بيان أهم "وقائع يوم الجمعة المبارك".

بعد تقديم ما تقدم تطرق الكرباسي في أماليه ليوم 29/12/1435هـ (24/10/2014م) تحت عنوان: "أسبوع البداية في مبدأ التاريخ" إلى وقائع الأسبوع، مع تمهيد أوضح فيه "التاريخ" لغة واصطلاحاً، ليتناول في "المدخل" أسماء الأشهر القمرية ومعانيها وما يقابلها في الأشهر الميلادية الشمسية، والأشهر الشمسية القمرية، وأشهر السنة البرجية، و(هذه التقاويم الأربعة هي المستخدمة في الدول الإسلامية في عصرنا الحاضر)، ثم يفصل القول في "مبدأ التاريخ الإسلامي"، ويجري تحت عنوان: "النهضة الحسينية ومقومات التأريخ" مقابلة بين التاريخ الهجري وقيام النهضة الحسينية في شهر محرم عام 61 للهجرة، ويرى أن هذه الواقعة الفجيعة تمتلك كل مقومات بدء التأريخ حيث شكلت منعطفاً كبيراً في حياة الأمة ولكن الإرادة الإلهية كانت من وراء التأريخ بالهجرة النبوية بخاصة وإن السبط الشهيد سار على نهج الجد في إحياء أمر الرسالة الإسلامية.

وحيث وقع الأسبوع الأول من أمالي الكرباسي يوم الجمعة 6 محرم 1436هـ (31/10/2014م) وهو الأسبوع الذي فيه ذكرى واقعة الطف يوم 10 محرم عام 61هـ واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء على يد الجيش الأموي، فإنه حمل عنوان: "الحوادث الجسيمة في عاشوراء"، وفيه بعد بيان جدول "وقائع الأسبوع" حديث عن: "الإمام الحسين في نقاط" و"وقائع عاشوراء".

ويواصل الكرباسي في الأسبوع الثاني من أمالي يوم الجمعة 13 محرم 1436هـ (7/11/2014م) الحديث عن واقعة كربلاء تحت عنوان: "بمناسبة ذكرى مسير الأسراء إلى الشام"، مفصلاً القول بعد جدول "وقائع الأيام" في مفهوم "الحرب في الإسلام" والموازين الإسلامية المتبعة قبل الحرب وأثناءها وبعدها، لينتهي حديثه في فصل مستقل تحت عنوان: "رحلة الأسر" إلى بيان ما حصل لمن تبقى من أسرة الإمام الحسين وأهل بيته بعد استشهاده وسوقهم أسرى من كربلاء الى الكوفة ومن الكوفة الى دمشق ومن دمشق إلى المدينة المنورة عبر كربلاء المقدسة، وجدول بالمدن التي مروا فيها باليوم والمسافة المقطوعة.

ويواصل الكرباسي في الأسبوع الثالث من أمالي يوم الجمعة 20 محرم 1436هـ (14/11/2014م) وتحت عنوان: "في مقاومة الجراثيم" حديثه بشأن انتشار أخبار عن بعض الأمراض المعدية وتداولها بين الناس، وكثرة الأسئلة عنها و"جرثومة الإيبولا نموذجاً"، حيث تطرق بعد أن أورد جدولاً بوقائع الأسبوع تحت عنوان: "مقاومة الجراثيم" إلى التعاليم الإسلامية في الوقاية من الجراثيم وما يمكن فعله اذا حلت الجرثومة (الفايروس) او الوباء في بلد ما، مثلما هو وباء جنوب البقر وزكام (إنفلونزا) الطيور والسارس وزكام (إنفلونزا) الخنازير، والإيبولا، ملحقاً بأمالي الأسبوع الثالث "أحكام الجراثيم" في 75 مسألة شرعية.

ولأنَّ شهر محرّم الحرام فيه ذكرى رحيل الإمام علي بن الحسين السجاد الرابع من أئمة هل البيت عليهم السلام يوم 25 منه عام 92 للهجرة، فإن الأسبوع الرابع والأخير في 27 محرم لعام 1436هـ (21/11/2014م) خصه الكرباسي للحديث عن سيرة الإمام السجاد عليه السلام، حيث أفادنا بعد نقل جدول بوقائع الأسبوع بكلام مختصر عن "الإمام السجاد في نقاط"، ليدخل من باب الاختصار إلى ساحة التفصيل متناولاً سيرة "الإمام السجاد من خلال العلاقات الست" وهي: علاقة الإنسان بخالقه، وبنفسه، وبالفرد الآخر، وبالمجتمع، وبالدولة، وبالبيئة.

وحيث كانت الأمالي نثراً فلم يفت الكرباسي أن ينهي كل أسبوع بقصيدة من نظمه، فكان قبل البدء قصيدة في "فضل الجُمعة" من بحر الرجز قال في مطلعها:

في جمعة فضلٌ كبيرٌ عندنا ... بل عند مَن لم يؤمنَنْ في حقِّنا

وكان لأسبوع بدء التاريخ الهجري قصيدة من بحر المتدارك تحاكي "هجرة المصطفى"، قال في مطلعها:

هجرة المصطفى أحدثت هزة في الدنى *** إنها غيَّرت منهجاً لم يكن بالخنى

وأفرد للأسبوع الأول من المحرم قصيدة من بحر الرجز تحت عنوان: "وقعة عاشوراء" قال في المطلع:

عاشور يا يوم الحسين المفتدى ... كلُّ العَزا فيه تجلى بالفدا

وعن: "أسرى آل النبي" كما هو عنوان قصيدة الأسبوع الثاني قال في المطلع من بحر الرجز:

أسرٌ وما من مثله أسرٌ أرى ... في عالم الدنيا لدى قومٍ جرى

وعن: "آثار الجراثيم" كما هي عنوان قصيدة الأسبوع الثالث، قال في المطلع من بحر الرجز:

يا ناسُ في الدنيا جراثيمٌ لها ... آثارها فاسترشدوا إعمالها

وانتهى من أمالي الأسبوع الرابع بقصيدة من بحر الرجز تحت عنوان: "عطاء السجّاد" قال في أولها:

سجّادُ هذا عنده سِفرٌ بِهِ ... تِبْرٌ مصفّى نبعهُ مِنْ ربِّهِ

وحيث كان الشعر جزءاً من معالم الكتاب فإن الكرباسي بدأ أماليه ببيت خماسي الأشطر قال فيه:

هذي الأمالي قد توالت في الجُمَعْ

خُذْ أول الأجزاء في ما قد حدثْ

أخلاقُ آدابٍ وتأريخٌ نَبَثْ

فيه حلولٌ لا أرى فيها عبثْ

ليست أساطيراً لمن منّا سَمَعْ

وانتهى بقصيدة تقريظية من نظام الشاعر الجزائري الدكتور عبد العزيز شَبين تحت عنوان: "جُمَعُ الأمالي" من بحر الكامل قال في أولها:

جُمَعٌ بهنَّ تُنَوَّرُ الألحاظُ ... ولهنَّ تُسدى هذه الألفاظُ

ولأن المؤلف ديدنه التحقيق والتمحيص، فإن أماليه فيها ما تزيد السامع والقارئ معرفة وثقافة، فلا عجب ان يكون مجلسه الأسبوعي حافلاً بأصحاب المعرفة وطلابها.

كاتب عراقي مقيم في لندن

الرأي الآخر للدراسات- لندن




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206696
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 18