• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حاكمية الشيعة أمر لابد منه  .
                          • الكاتب : اياد حمزة الزاملي .

حاكمية الشيعة أمر لابد منه 

في القاموس السياسي تعرف الديمقراطية بانها (حكم الاغلبية) و لكن من المفارقات المضحكة و المبكية بان الشيعة في العراق يشكلون حوالي ٨٠٪ من الشعب العراقي و لكنهم مهمشون و مغلوب على امرهم منذ اكثر من ١٤٠٠ سنة و لحد الآن 

يقال ان الحكم في العراق بعد عام ٢٠٠٣ هو حكم شيعي و هذا شيء فيه الكثير من السخرية 

و حقيقة الحكم في العراق هو مناصفة بين الشيعة و لهم نسبة الحكم ٢٥٪ و العرب السنة و لهم نسبة الحكم ٢٥٪ و الاكراد السنة و لهم ٢٥٪ من الحكم و الباقي موزعة  بين الأقليات الاخرى 

في كل دول العالم الاغلبية هي التي تحكم بصورة مطلقة و لها رئاسة الجمهورية و رئاسة الوزراء و رئاسة البرلمان كما في امريكا و بريطانيا و فرنسا و كل دول أوروبا و الباقي يكون معارضة فمثلاً حزب المؤتمر الهندي يحكم الهند منذ اكثر من ٦٠ عاماً و هم يشكلون حوالي ٥٠٪ من سكان الهند الا في العراق بلد العجائب و الغرائب فان الاغلبية هي الاقلية 

ان حكم الأغلبية هو مبدأ سياسي واجتماعي يقوم على أن القرار أو السلطة تُمنح لمن يختاره أو يوافق عليه أكثرية الناس، وهو مبدأ قديم وُجد بأشكال مختلفة في الحضارات والأنظمة عبر التاريخ. فيما يلي بعض الأمثلة التاريخية البارزة:

١- الديمقراطية الأثينية (القرن الخامس قبل الميلاد)

في أثينا القديمة، كان المواطنون الأحرار يجتمعون في "الاكليسيا" (الجمعية العامة) لاتخاذ القرارات عبر التصويت المباشر.

كان القرار يمر إذا وافق عليه أكثر من نصف الحاضرين، أي حكم الأغلبية المباشر. 

المجالس البرلمانية في أوروبا بعد العصور الوسطى

٢-في إنجلترا، بعد "الميثاق الأعظم" (Magna Carta) عام 1215، بدأ البرلمان يأخذ دورًا متزايدًا في الحكم، وكان تمرير القوانين يتم عبر تصويت الأغلبية في مجلس العموم.

٣- الثورة الفرنسية (1789)

الجمعية الوطنية الفرنسية كانت تعتمد التصويت بالأغلبية لتمرير القرارات المصيرية، مثل إلغاء النظام الإقطاعي وإعلان حقوق الإنسان والمواطن.

٤- الولايات المتحدة الأمريكية

منذ تأسيسها عام 1776، يقوم النظام التشريعي (الكونغرس) على مبدأ التصويت بالأغلبية لتمرير القوانين، مع آليات توازن لمنع استبداد الأغلبية على الأقلية.

هناك كثير من الدول الحديثة تعتمد في نظامها السياسي على حكم الأغلبية عبر الانتخابات أو البرلمانات أو الاستفتاءات، ومن أبرزها:

١. الولايات المتحدة الأمريكية – نظام رئاسي ديمقراطي، القرارات والقوانين تُقر بأغلبية الكونغرس، والرئيس يُنتخب بالأغلبية في المجمع الانتخابي.

٢. المملكة المتحدة – نظام برلماني، الحزب الحاصل على أغلبية المقاعد في مجلس العموم يشكّل الحكومة.

٣. فرنسا – نظام شبه رئاسي، الرئيس يُنتخب بالأغلبية المباشرة من الشعب، والقوانين تُمرر بأغلبية البرلمان.

٤. ألمانيا – نظام برلماني، المستشار (رئيس الحكومة) ينتخبه البرلمان بالأغلبية.

٥. الهند – أكبر ديمقراطية في العالم، الحكومة تتشكل من الحزب أو التحالف الحاصل على أغلبية البرلمان.

٦. كندا – نظام برلماني، الحزب صاحب الأغلبية في مجلس العموم يشكّل الحكومة.

٧. أستراليا – القوانين والحكومة تقوم على مبدأ حكم الأغلبية في البرلمان.

٨. اليابان – رئيس الوزراء ينتخبه البرلمان بأغلبية أعضائه.

٩. البرازيل – نظام رئاسي، الرئيس ينتخب بالأغلبية المطلقة، والقوانين تمر عبر أغلبية الكونغرس.

١٠. جنوب إفريقيا – نظام برلماني/رئاسي مختلط، الرئيس ينتخبه البرلمان بأغلبية أعضائه. 

الأبعاد الاستراتيجية للحاكميّة الشيعية

1. ضمان الاستقرار الداخلي:

التجربة العراقية في القرن العشرين أظهرت أن إقصاء الأغلبية يؤدي إلى انفجارات اجتماعية وسياسية (انتفاضة 1920، انتفاضة 1991). حاكميّة الشيعة تضمن تمثيل الأغلبية، مما يقلل دوافع الثورة أو الانقسام.

2. العمق الجغرافي والتحالفات:

العراق الشيعي يمتلك عمقًا استراتيجيًا مع إيران ولبنان واليمن وأجزاء من سوريا، ما يتيح له الدخول في محور إقليمي قوي يوازن النفوذ الأمريكي والخليجي.

3. المورد البشري والاقتصادي:

المحافظات ذات الأغلبية الشيعية (البصرة، ميسان، ذي قار) هي قلب العراق الاقتصادي، إذ تحتوي على أكثر من 80% من النفط العراقي، ما يجعل إدارة هذه الموارد من قبل ممثلي الأغلبية أكثر عدالة واستقرارًا. 

أمثلة تاريخية داعمة

1. العهد العباسي المبكر (750-1258م)

رغم أن الخلافة العباسية لم تكن شيعية مذهبًا، إلا أن صعودها كان بدعم الجماهير الشيعية في الكوفة وخراسان. هذا يثبت أن الثقل الشعبي الشيعي كان تاريخيًا قادرًا على صناعة التغيير السياسي في العراق.

2. الدولة البويهية (945-1055م)

البويهيون الشيعة سيطروا على بغداد والخلافة العباسية لقرابة قرن، ونجحوا في تثبيت نفوذهم بفضل التحالف بين القوة العسكرية والشرعية الاجتماعية.

3. ثورة العشرين (1920م)

قاد علماء الشيعة، مثل السيد محمد تقي الشيرازي، أكبر ثورة عراقية ضد الاحتلال البريطاني، مما أسس لفكرة أن الأغلبية الشيعية هي القوة المحركة لأي مشروع وطني في العراق.

4. الانتفاضة الشعبانية (1991م)

رغم القمع الوحشي لنظام صدام المدعوم من امريكا و الغرب و محميات الخليج 

 أثبتت الانتفاضة أن الشيعة يمتلكون القدرة على تغيير المعادلة السياسية إذا توفرت لهم الظروف الدولية المواتية. 

التحديات أمام حاكميّة الشيعة

التدخلات الخارجية: الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية تحاول إبقاء العراق في حالة توازن هش يمنع سيطرة أي طرف بشكل كامل.

الانقسامات الداخلية: الصراعات بين القوى السياسية الشيعية نفسها تهدد المشروع، وتضعف الموقف أمام القوى السنية والكردية.

الإرث البعثي والطائفي: ما زالت بعض مؤسسات الدولة تحمل عقلية إقصائية تحتاج إلى إصلاح جذري.

الرؤية المستقبلية

حاكميّة الشيعة في العراق يجب أن تُبنى على مشروع وطني جامع لا يقوم على الإقصاء، بل على قيادة الأغلبية مع ضمان حقوق الأقليات. هذه الحاكميّة ليست هيمنة طائفية، بل استعادة للمعادلة الطبيعية التي حُرمت منها الأغلبية لعقود، مع توظيف العمق التاريخي والديموغرافي والاقتصادي لبناء دولة قوية.

البعد الجيوسياسي لحاكميّة الشيعة

1. العراق كقلب محور المقاومة

العراق الشيعي يمتد جغرافيًا من الحدود الإيرانية شرقًا إلى مشارف سوريا غربًا، ومن الخليج جنوبًا إلى المناطق المختلطة شمالًا.

بوجود أغلبية شيعية في السلطة، يمكن للعراق أن يلعب دورًا محوريًا في محور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت، مما يعزز التوازن الإقليمي أمام النفوذ الأمريكي والإسرائيلي.

2. العمق الاقتصادي الاستراتيجي

أكثر من 80% من احتياطيات النفط تقع في المحافظات ذات الأغلبية الشيعية (البصرة، ميسان، ذي قار).

السيطرة على هذه الموارد من قبل حكومة تمثل الأغلبية يضمن توزيعًا عادلًا للثروة، ويمنع استغلالها من قبل النخب التي كانت تهمّش الجنوب لعقود.

3. التوازن الإقليمي

مع إيران: التحالف مع الجمهورية الإسلامية يوفر للعراق سندًا أمنيًا واقتصاديًا في مواجهة التهديدات الغربية والخليجية.

مع سوريا ولبنان: فتح الممر البري من طهران إلى بيروت عبر بغداد ودمشق، ما يغير موازين القوى في الشرق الأوسط.

مع الخليج: حاكميّة شيعية قوية يمكن أن تتحول من التوتر الطائفي إلى صيغة شراكة اقتصادية، خصوصًا في مجالات الطاقة والمياه.

التحليل الاستراتيجي للتحديات

التحديات التي تواجه الشيعة و الحل الاستراتيجي

 اولاً / التدخل الأمريكي  القذر و وجود القواعد العسكرية الامريكية  والضغط السياسي من قبل امريكا و محميات الخليج 

و الحل الاستراتيجي هو بناء تحالفات اقليمية و تفعيل المقاومة السياسية و الشعبية المسلحة 

ثانياً/ الانقسام الشيعي الداخلي و التنافس الحزبي هو يعتبر التحدي الاكبر و الاخطر للمشروع الوطني الشيعي 

و الحل الاستراتيجي هو توحيد الصف الشيعي عبر ميثاق سياسي شيعي جامع لكل الاحزاب الشيعية 

ثالثاً/ النفوذ الخليجي و التركي و الاردني و الاعلامي و الحرب الناعمة و اثارة الفتن و النعرات الطائفية من قبل امريكا و اسرائيل و محميات الخليج 

و الحل الاستراتيجي هو في التوجه نحو الإعلام المقاوم و تحصين الوعي الشعبي 

رابعاً/ الارهاب و البعث و داعش و الدعم الخارجي لهذه الجراثيم من قبل تركيا و الاردن و محميات الخليج لزعزعة استقرار العراق و أمنه 

و الحل الاستراتيجي هو تقوية الاجهزة الامنية و الحشد الشعبي المقدس 

المستقبل: العراق مركز ثقل جديد

إذا نجحت الأغلبية الشيعية في بناء حكم قوي جامع، فإن العراق سيتحول إلى:

قوة طاقة عالمية عبر السيطرة على النفط والغاز وتصديره بذكاء استراتيجي.

مركز محور المقاومة مما يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.

دولة ذات سيادة اقتصادية قادرة على الاستغناء التدريجي عن الدعم الغربي.

الحشد الشعبي صمام الأمان لبقاء العراق و بقاء حاكمية الشيعة 

الاخطار التي توجب و تفرض بقاء وجود الحشد المقدس و فصائل المقاومة المباركة في العراق هي كما يلي 

اولاً /وجود سفارة الشيطان في بغداد و التي تعتبر وكر التجسس و المؤامرات و الانقلابات و زرع الفتن بين افراد الشعب العراقي و تعتبر هذه السفارة اكبر سفارة في العالم حيث يوجد فيها اكثر من ١٥ الف شخص ما بين ضابط في جهاز ال CIA و الموساد و التي تعتبر ليس سفارة و انما هي ولاية امريكية اسرائيلية داخل بغداد 

ثانياً / وجود وادي حوران (مثلث برمودا) يقع في محافظة الموصل و الذي يحتوي على اكثر من خمسون ألف مقاتل من تنظيم داعش الارهابي و الذي يطل على تركيا و سوريا و السعودية و الأردن و فيه قاعدة أمريكية كبيرة أشبه بقاعدة عين الأسد و يحتوي على مطار و مستشفى عسكري و خزانات وقود و هو منطقة عسكرية محمية من قبل القوات الأمريكية يحضر على القوات العراقية الاقتراب منها أو الدخول اليها حتى الطائرات غير مسموح للتحليق فوق الاجواء و كما حصل مع الفريق محمد الكروي قائد الفرقة السابعة في الجيش العراقي و الذي قتلته القوات الأمريكية عندما حاول الأقتراب من وادي حوران و حتى لا توجد شبكة للاتصال في تلك المنطقة 

علماً انه يعتبر قنبلة موقوتة بيد القوات الامريكية تفجرها متى شائت لزعزعة الوضع الأمني في العراق 

ثالثاً- وجود اكثر من ١٠٠ الف مقاتل من الاجانب و معظمهم من الايغور من عصابة الارهابي (محمد الجولاني) على الحدود السورية العراقية و التي تننظر ساعة الصفر للهجوم على العراق في حالة حل الحشد الشعبي المقدس و فصائل المقاومة الاسلامية المباركة (لا سمح الله) 

رابعاً -وجود الحاضنة و البيئة السياسية في المنطقة الغربية في العراق باحتضان هذه المجاميع الارهابية و دعمها كما حصل في عام ٢٠١٤ عندما دخل تنظيم داعش الارهابي و احتل ثلث مساحة العراق 

وهناك مشروع ارهابي خطير ضد الشيعة في العراق و القضاء عليهم (لا سمح الله) يقوده العجوز الأخرق (اردوغان) و تكرار سيناريو سوريا بالتعاون مع الارهابي و الخائن و العميل (خميس الأخرق) و هذا العميل و الارهابي هو يعترف بلسانه علناً و أمام وسائل الاعلام بأنه عمل و تعاون مع الارهاب ولو كانت هناك حكومة و قانون قوي لتمت إحالته على المادة ٤ ارهاب و بتهمة الخيانة و التجسس لدولة أجنبية و لكن ماذا نفعل مع ساسة الشيعة المنبطحين الذين سمحوا لهذا القرد و غيره من القرود ان يتطاولوا على اسيادهم الشيعة 

ان التاريخ يحدثنا بان كل شعب و كل مقاومة سلمت سلاحها الا ذبحوا كالنعاج و ما حدث في مأساة البوسنة و الهرسك عام ١٩٩٥ خير شاهد على ذلك حيث أعدم اكثر من ١٠٠ الف مدني من المسلمين من النساء و الاطفال و الشيوخ كما حدث في مذبحة (سريبرينيتشا) و امام اعين قوات الامم المتحدة و هي تتفرج 

ان الاصوات المنكرة التي تدعوا الى حل الحشد المقدس و فصائل المقاومة الاسلامية الباسلة و تسليم السلاح هي أمر بين أمرين 

اما اغبياء لا يفهمون شيئاً عن ابجديات السياسة و يعانون من مرض (التسطح الفكري) او انهم عملاء و خونة و صدى امريكا و اسرائيل و البعث و آل سعود 

ان سلاح الحشد المقدس و سلاح المقاومة الاسلامية المباركة هو الذي حمى العراق و الدين و الشرف و المقدسات من سقوطه بأيدي أرذل و احط و اقذر قوم على سطح الارض ألا و هو تنظيم داعش الارهابي 

و لكانت نسائنا و بناتنا سبايا عند هؤلاء القرود و الخنازير و لكن الحكمة تقول (الحياء و الشرف قطرة ان سقطت سقط معها الحياء و شرف الانسان و الى الأبد) 

انك أسمعت لو ناديت حياً و لكن لا حياة لمن تنادي 

المجد و العزة و الكبرياء لحشدنا المقدس 

المجد و العزة و الكبرياء للمقاومة الاسلامية المباركة و ان سلاحنا هو شرفنا و لن نسلمه الا لمولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) 

المجد و العزة و الكبرياء للجمهورية الاسلامية المباركة في ايران (دولة صاحب الزمان) كعبة الاحرار و الثوار و الشرفاء في كل انحاء العالم و هي الألق و الكبرياء و العنفوان الشيعي العظيم 

و ان قصيدة في العشق لا تكتب الا بالدم و ان الفجر لا يكون عظيماً حتى تنسج خيوطه بالدم 

و الله سبحانه و تعالى و صاحب الزمان حامينا و حافظنا و ناصرنا 

(انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا ) 

قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ } صدق الله العلي العظيم 

والعاقبة للمتقين... 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206633
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 18