تعد فتوى الدفاع المقدس الركيزة الأساسية لولادة الحشد الشعبي، وتمخض نداء المرجعية عن صمود تضحوي جماهيري، أوقف رهان دول وجيوش ومنظمات ارهابية، وقدم وجود الحشد كقوة عقائدية، تكونت في فترة وجيزة ألهبت الجماهير الهمة والعزة والروح الوطنية، راهنت الكثير من اعداء العراق على تسقيط دور الفتوى باعتبارها تعد البلد لحرب أهلية.
وفي الحقيقة، انها خلقت مقاومة وطنية تبعده عن اي توقيع طائفي، اعطت الانطلاقة الصحيحة لإحلال السلام العالمي، وأكدت على التعايش السلمي واحترام جميع مكونات الشعب العراقي، والقاعدة الجماهيرية كانت جموعاً مؤمنة بقضيتها الوطنية، قاتلت وانتصرت تحت طيف فتوى الدفاع المقدس الذي رسم وخطط ملامح وجوده المرجعية الدينية العليا بزعامة المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني(دام ظله الوارف). وهذه الانتصارات أثارت موجة من الادعاءات منها: حاولت اثارة الشبهات، وعملت على تقويض سمعة الحشد، وافراغ هذا التشكيل من الانتصارات الكبيرة التي حققتها ضد الدواعش، محاولة تمييع المعنى وافراغ المحتوى.. ولهذا حاولت العديد من الكيانات ادعاء زعامة الحشد الشعبي هي محاولات يائسة لتجيير التحشيد لصالح مكوناتها السياسية والتحزبية، وسرقة النصر الذي كتب بأيد عراقية مؤمنة، فلا يمكن أن يسمح الشعب يوماً بتجيير هذا النصر لصالح فئات ارهابية معروفة ومعلومة الغايات.
ولا أدري أين كان صمودهم قبل نداء المرجعية، وأين كانت كل تلك القوى التي باعت وخانت وتركت الموصل وديالى والرمادي لعناصر داعش تمرح بها كيفما تشاء.. الآن يحلو للبعض أن يتفلسف باسم الضحايا وشهداء الحشد وقفوا متاريس صد ضد أي تقسيم يجزئ العراق، فكيف يتم تجيير النصر لمن باع الوطن، ومد يد الخيانة، وأسس مكونات داعش.
الحشد الشعبي هو الظهير القوي الذي تقدم الموقف، فحسم الأمر بشعبيته التي يحاول البعض اليوم سرقتها بلباقته وتجيير منجزها بما يمتلك من طائفية مقيتة.. الشعب واع وحريص على الاحتفاظ بمنجزه الذي تحقق اثر النداء المرجعي الفتوى المقدسة، ولن يسمح بمصادرة التضحيات والانتصارات لفئات لا همّ لها سوى مصالحها وهي التي خانت الارض والعرض، وتسلحت عمالتها، وإنما سيتنامى النصر بإيمان فتوى الدفاع المقدس.
|