ذهبتْ لمراجعةِ طبيبي الخاصِ الواقعة عيادته في مجمعِ مستشفى الدكتور (عبدِ المجيدْ حسينْ الأهليِ) الشهيرِ في الكرادة داخل، بعدٌ أنْ دخلتْ المجمعَ، لأنتظرَ دوريٌ في الدخولِ إلى الطبيب، وأنا أنظرْ إلى بابِ عيادتهِ، استوقفني، إعلانٌ بسيطٌ موثقٌ في لافتةٍ صغيرة، معلق على جدار عيادة الطبيب متضمناً؛ مفردة (انتقلت) انتقلت صيدلية كذا … إلى شارعِ كذا قرب حلوياتِ كذا ...إلخْ الإعلان.
أرى أنهُ إعلانٌ عادي، لانتقالِ الصيدليةِ منْ مكانها الحاليِ إلى مكانٍ ثان، لغرض معرفةُ المراجعينَ والجمهور بذلك، خاصةً من زبائنِ الصيدلية.
تأخرتْ عن الدخولِ على طبيبي المختص بسبب الازدحام لذلك اليوم، وقدْ سمعت، وانا في قاعة الانتظار أذانُ المغرب، فقلتُ في نفسيٍ، لاستغلها وأصلي الفرض المطلوب من ربنا على المسلمين، ثمَ أعودُ إلى الطبيب، ذهبتْ إلى مسجدٍ (حسينيةُ عبدِ الرسولْ على) القريبِ منْ عيادةِ الطبيب، وقبلَ الدخولُ إلى المسجد، استوقفتني، يافطة ( اعلان وفاة) معلقةٌ على جدارِ المسجدِ، تشيرُ إلى مفردةٍ (انتقلت) وبمعنى ثان، " انتقلتْ إلى رحمةِ اللهِ المرحومةِ السيدة. . . إلخْ .
هنا توفقتْ قليلاً، عندَ مفردة (انتقلت ) التي تاخذنأْ ، مرةً، إلى مكانِ الصيدلية الجديد، وثانية؛ تأخذنا إلى الوفاةِ والانتقالِ إلى الدارِ الثانية ( الآخرة)، ما أجملكَ لغتنا العربية. . . ! ، أما بالنسبةِ إلى ( رحمةُ الله) الواردةِ في يافطة العزاءِ ، تسائلت: هلْ هذه الرحمة الربانية الآتية المكتوبة في اليافطة تأتي بعدَ موتِ الإنسانِ فقطْ ، أوْ أنها موجودةٌ منذُ ولادةِ الإنسانِ لغايةِ مماته..... !
وأعود إلى مفردة (انتقلت) ألا، يوجد مفردةٍ بديلاً عنها، في لغتنا العربيَ الجميلةِ لتميز الانتقال المكاني عن الانتقالِ إلى يومِ الآخرة. أوْ ايجاد مفردةٍ للانتقالِ منْ مكانٍ إلى آخر، في العمل، حتى نوضع حدا لهذا التشابه، والنزاعُ اللغوي.
كانَ اللهُ في عونِ الأجنبيِ، الذي يرغبُ في تعلمِ لغتنا العربية.
|