• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أوسمة يضعُها الإمامُ الصادق (ع) على صدر عمِّه العباس (ع) .
                          • الكاتب : الشيخ حمزه ابو العرب .

أوسمة يضعُها الإمامُ الصادق (ع) على صدر عمِّه العباس (ع)

   قال الإمامُ الصادق (ع) مخاطباً عمَّه العباس(ع) - كما في الزيارة -:
((اشهد انك قد بالغت في النصيحة، وأعطيتَ غاية المجهود، فبعثك اللهُ في الشهداء، وجعل روحك مع أرواح السعداء، وأعطاك من جنانه افسحها منزلا، وافضلها غرفا، ورفع ذكرك في عليين، وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا)).
  هذا هو الوسام السادس الذي يضعه الامام الصادق على صدر عمه العباس عليهما السلام، حيث جعله في مصاف الأنبياء الذين بالغوا في نصح أممهم، وحصلوا على فضيلة مبالغة النصح التي هي أعظم منزلة عند الله تعالى. وقد أشار القرآن الكريم الى ذلك في اكثر من آية: ((وأنا لكم ناصح امين)) الأعراف:68 وفي الحديث الشريف: ((إن أعظم الناس عند الله منزلة يوم القيامة أمشاهم في ارضه بالنصيحة لخلقه)) بطل العلقمي: 2/ 328 عن (اصول الكافي): 313). 
  لذلك أخبر الإمام الصادق (ع) بأن اللهَ كافأ عمَّه العباس (ع) عن مبالغته بالنصح، بأن بعثه في الشهداء، وجعل روحه مع أرواح السعداء، واعطاه من جنانه أفسحها منزلا، وافضلها غرفا، ورفع ذكره في عليين، وحشره مع النبيين...)) 
  ولنعد الآن الى بعض مفردات مقولة الإمام الصادق (ع) التي وردت في الزيارة، والتي تهمنا منها الجملتان الآتيتان وهما: (المبالغة في النصيحة، واعطاء العباس (ع) غاية المجهود في هذه النصيحة).
  لنتبين معناهما في اللغة، لتظهر لنا عظمة هذا المجهود الذي بذله ابو الفضل (ع) في ذلك النصح المتأصل في ذاته المقدسة الكريمة...
  قال الفيومي في (مصباحه المنير): ((بالغت في كذا: بذلت الجهد في تتبعه)).
  وقال الفيروزآبادي في (قاموسه المحيط): ((بالغ يبالغ مبالغة وبلاغا) اذا اجتهد ولم يقصر.
ومثله ورد في (لسان العرب). 
  وقال لويس معلوف في (منجده في اللغة العربية): ((بالغ في الأمر: اجتهد ولم يقصر، والجَهد – بالفتح- والجُهد –بالضم- والمجهود –الطاقة والاستطاعة- يقال: ((بذل جهده ومجهوده)) اي: طاقته. 
  أما الغاية في اللغة فهي: ((المدى))، والمدى الغاية، وللبصر منتهاه (القاموس المحيط). 
ومن هذا التفسير اللغوي نخلص الى معنى كلام الامام الصادق (ع): ((اشهد انك قد بالغت في النصيحة، واعطيت غاية المجهود)) اي ان العباس (ع) جد واجتهد ولم يقصر لابداء الرأي الصائب الى أخيه الحسين، بل اعطاه اقصى مالديه من طاقة في سبيل ذلك؟ لهذا كان العباس (ع) موضع ثقة اخيه الحسين في أسراره، بل في كل مايهمه في حياته.
  من ذلك انه كان صاحب لوائه، والسفير بينه وبين اعدائه، ومنها انه ساوى بينه وبين ولده علي الأكبر حيث اصطحبهما معا في مفاوضاته مع عمر بن سعد . وهكذا اصبح العباس (ع) في حياة الحسين، ممن لايستغني عنه الحسين في السر والعلن، وما ذاك إلا لأنه كان يبالغ في النصح، وانه كان يعطي في ذلك غاية المجهود!!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206564
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 15