• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جد الشفاعة يخاصم  .
                          • الكاتب : مريم حميد .

جد الشفاعة يخاصم 

في كل مرة يمرض فيها والدي أو تتراجع صحته أصبح عصبية جداً صعبة المزاج مع كل من حولي نتيجة الضغط النفسي الذي أحسه أحاول الهرب من النظر إلى وجه أبي اتجنب دخول غرفته إلا قليلاً يؤلمني السؤال عن تطورات صحته لا أتمكن من تقبيل وجهه أو جبينه، أقف خلفه وأقبل كتفيه أو شعره الكثيف حتى تتحسن صحته، فتعود لي الحياة وتعود لي هيبتي ونصري المبين تعود قامتي وتتألق مشيتي، و أستعيد فرحتي، وفي حالات مرضي أو سفري أو حتى في حالات سعادتي ترافقني أشياء أبي وأحياناً أرتدي بعض ملابسه لأتحصن واتصبر برائحته وتهدأ قلقي عليه خلال ساعات الدوام الطويلة.
وهنا استذكر عيال الإمام الحسين (عليه السلام) سيدي يا أبا عبد الله أعتذر إليك لم أطق أن أرى المحاليل في وريد والدي، كيف شاهد صغارك وريدك المحزوز وماذا لو رآك جدك (صلى الله عليه وآله) وهو الذي لم يطق بكاءك صغيرا فكيف لو شاهد دماءك؟ 
 ولم يطق تعثرك بردائك في مسجده فكيف لو شاهدك مسلوب العمامة والرداء؟ 
 ولم يطق تأوهات عمه العباس أسيراً مقيداً فكيف لو رأى تصفيد عيالك؟ 
ولكم أحسن إلى يتامى حمزة وجعفر (عليهما السلام) فكيف لو رأي يتاماك وبأي حال يا مولاي وهم ينظرون الحيرة بوجهك، وقد احاط القوم بك أعان الله قلبهم وهم يرونك يا عزهم وجلالهم تجود بنفسك وانت الحنون الذي جمع حسك السعدان قبل ليلة العاشر من محرم مخافة أن يصيب اقدامهم المباركة يوم الفزع. 
تلك الأقدام التي جاءت من سلالة حملة راية التوحيد ومن ضرب بخراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله تلك الأقدام التي تقبلها الجنة وسكانها وتتبارك بحداثة وراثتها لسيد الخلق كنت تعرف أي العيال عيالك وكانوا يعرفون أي أب أنت؟
 كنت تعاملهم من مبدأ العارف بحقهم وقدسهم لا من مبدأ الأب الحنون فقط، وأنت جنة الحنان المحرمة على الفناء، أعان الله قلب عبد الله بن الحسن السبط (عليه السلام) وهو يشاهدك وقد أحيط بك واعياك نزيف فيفر من الخيمة وهو ابن الحادية عشرة ليقول قولته الخالدة (اتضرب عمي يا ابن الخبيثة) ويتركها صفعة بوجه من انكرك وتخاذل عنك بوجه من نزع الشرف والغيرة من سلالتهم وذرارييهم، ثم تقطع يده دونك أي لحظة تلك طفل لا حول ولا قوة وهو القوة بسطوة اجداده، يدافع عنك بيد عزلاء لكنها لو رفعت إلى السماء لأطبقتها على الأرض، ثم تقطع لترتفع حيرته وحيرتك فتخاصم بجده كل ظالم وتحتسبه في الصالحين ليذبح بحجرك بعدها.
أعان الله قلب عيالك وهم يشاهدوك مسلوب العمامة والرداء ولم يبق لهم ما يواسيهم من ثيابك ورائحتك وقد نعمت الجنة بها. 
 أعان الله قلبك يا بن سادات وهو يستقبل رعبهم وذعرهم وحزنهم عليك.
سيدي نقول بقولك ونخاصم بجدك سيد الكائنات كل ظالم متعدي على كل شعرة من رأس كل طفل هاشمي أو ذرة تراب مشى عليها ونقدم في هذا السيد الهاشمي الذي قضى بحجرك ليذل الأبد بموفقه، وليس غريبا عليه وهو سليل النبوة وبيت الوحي الذي عرى أنساب من قابلوك وفضحها في أيام خلت من تحاليل الكشف الوراثي.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206562
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 15