إلى متى سنبقى نتفرج على مدينتنا تُنهب أمام أعيننا، ونصمت وكأن الأمر لا يعنينا؟
جفّت أقلامنا ونحن نكتب ونصرخ عن خراب الناصرية وأقضيتها، عن فساد الأحزاب ومن يمثلها، عن حكومة محلية باعت الأرض والناس من أجل كراسيها.
كل شيء معروض للبيع: المشاريع، العقود، المناصب، حتى كرامتنا. الشركات الحزبية تلتهم أموال الإعمار، والطرق تُترك محفورة لسنوات. جسر الإسكان شاهد حي على فضيحة عمرها 14 سنة، ولم يكتمل!
في سوق الشيوخ، المدارس والمستوصفات مجرد هياكل صامتة منذ أعوام، مشاريع وهمية تستهلك الموازنات وتختفي قبل أن ترى النور. النفايات تحاصرنا من كل جهة، والمدينة غارقة في الإهمال.
أما شوارعنا، فحدّث ولا حرج: طرق مزدحمة خانقة، أطفال يقودون السيارات بلا رادع، وسير عكس الاتجاه أصبح أمرًا معتادًا، وكأن القانون وُضع للزينة فقط.
شرطي المرور واقف يتفرج، لا قانون ولا هيبة. مدير الشرطة غائب عن الميدان. مدير البلدية والقائمقام يملكان جيوشًا إعلامية مأجورة تمجّد "إنجازاتهم" الكاذبة، بينما الواقع يصرخ عكس ذلك.
ألسنا نستحق حياة كريمة؟ ألسنا أبناء هذه الأرض؟ أليس بيننا من يجرؤ على مواجهة هذه العصابات وينتزع حق ذي قار من أنيابهم؟
أقسم أن أمنح صوتي، وأدعو الآلاف من أبناء سوق الشيوخ للوقوف مع من يخلصنا من الحرامية ومن يحميهم، مهما كان الثمن.
|