• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحوارات التلفزيونيةِ والافتعالِ الكاذبِ .
                          • الكاتب : د . محمد خضير الانباري .

الحوارات التلفزيونيةِ والافتعالِ الكاذبِ

      يمثلَ الحوارُ التلفزيوني، بمفهومهِ المبسط، محادثةٌ ونقاشا بينَ شخصينِ أوْ أكثرَ في قناةٍ تلفزيونية، للتحاورِ وتبادلِ الآراءِ في موضوعِ ما، تختارهُ القناةُ التلفزيونية، لتقديمها للجمهور، أوْ المشاهد، على شكلِ حوارٍ تلفزيوني، إذ؛ تطرحُ وجهاتِ نظرٍ مختلفةٍ للضيوف، لتحليلِ موضوعِ النقاش، وغالبا، ما يتيحُ موضوعَ الحوار، فرصةٌ لتبادلِ الآراء، والأفكارُ بينَ المتحاورين. أنَ هذهِ البرامجِ لها بعضِ التأثيرِ على الرأيِ العام، خاصة، عندما تتمُ استضافةُ شخصياتٍ معروفةٍ ومؤثرةٍ في المجتمع، لمواضيع الساعةِ في الساحةِ المحلية.

    يتدخل المحاور التلفزيوني، منْ أجلِ إبعاد هذه البرامج الحوارية عنْ هدفها الحقيقيِ الذي ينتظرهُ المشاهد، بأن يقلب الحوارُ إلى هرجٍ ومرج، بسببَ تدخلِه المحاورِ الخبيث المتعمد، إذ، يبدأَ البعضُ منهم، بعدٌ مقدمةٍ بسيطةٍ عنْ موضوعِ الحوار، متحدثا بصوتهِ الجهوري، كأنما، يخطبَ مثل خطبِ القادةِ السياسيينَ أوْ المناضلينَ الثوريينَ في القرنِ التاسعِ عشر، عندما يشتدُ الصراعُ العسكريُ معَ المستعمر، منْ أجلِ تحفيزِ الشعبِ للمشاركةِ في حروبِ التحرير. يرفقها بمقدمةٍ لمشاهدَ فيديويةٍ مركبةٍ مرات مفركة للتشويق، ثم، يبدأ، الحوارُ معَ الضيوف، بالأسئلةِ الاستفزازية، ليوصلهمْ إلى مرحلةِ الشتمِ والطعن، والتحريضُ على الفتن، فارضا نفسهُ على وقتِ البرنامج، وكأنما يحاور نفسه، وليسَ ضيوفه، وتصلَ نسبةُ الحديثِ لهُ إلى 70 % ، بينما لضيوفهِ المتبقي منْ الوقت، منْ أجلِ تسويغِ الدعايةِ إلى نفسهِ منْ خلالِ البرنامج، عسى أنْ تلتقطهُ قناةٌ فضائيةٌ أخرى بمبلغِ أكثر، أوْ الاتصالِ بهِ منْ أجلِ المشاركةِ في إعلانِ مطعمٍ جديد، أوْ إعلان بيعِ شققٍ سكنيةٍ في أحدِ المجمعاتِ السكنية، ويبرزَ بكلامه متفوقا على ضيوفهِ منْ ذوي الاختصاص، بأنهُ المثقفُ الأوحد، وليسَ الضيوف، متقلبا ومناورا في شخصيته، ما بينَ فيلسوفٍ أوْ سياسيٍ أوْ اقتصادي، أوْ أديب، أوْ خبيرٍ عسكري. وهذا ما يؤدي الى إنسحاب الضيوفَ- في بعض الأحيان- منْ تلكَ البرامجِ ، بعدَ أنْ يتحولَ المحاورَ التلفزيونيَ، إلى مرحلةٍ متقدمةٍ منْ النفاقِ معَ الضيوف، منْ أجلٍ شعلْ فتيلَ الفتنةِ بينهما، لتصل أحيانا إلى التراشق، أوْ الرميِ بمختلفِ الوسائلِ المتوفرةِ على منضدةِ اللقاء، ومنها، الرميُ بــــــــ....ـ!

      هذهِ نماذجُ منْ الحواراتِ التلفزيونيةِ السائدة في بعض القنوات التلفزيونية، لبعضِ المقدمينَ لها، منْ أجلِ الشهرة، وفقَ مبدأ: (نسوقُ ما يريدُ لمنْ يدفع أكثر، ولتركنَ المبادئُ والأخلاقُ جانبا (.

     لقدْ تساقطَ أقنعة بعضهم، إزدادت فضائحهم، انكشفتْ ألاعيبهم، أطلقَ الجمهورُ أوْ المشاهدِ عليهمْ الكثيرَ منْ الألقابِ السيئةِ، لازالَ البعضُ منهمْ متملقاً، جاهزا، للإفتعالِ الكاذب، متوفر عند الدفع..... !

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206500
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 11