• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأخوة الإسلامية والإصلاح .
                          • الكاتب : صباح محسن كاظم .

الأخوة الإسلامية والإصلاح

     لقد أكَّد القرآن الكريم على الأخوة في الإيمان: (إنما المؤمنون إخوة)، فالأخوة الإيمانية تستدعي التعاون الفكري والثقافي، والحوار الدؤوب بين علماء الأمة وبين أبناء الأمة الإسلامية، فالتعاون الإعلامي الإسلامي يعد من الضرورات التي أكدها القرآن الكريم: (تَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)، هنا يستدعي التعاون الإعلامي بين أمصار وأقطار الدول الإسلامية لنشر الفكر الإصلاحي لهدي الأمة وفق رسالتها الخالدة في المنظور القرآني الكريم الذي  يفرض الأخوة والتعاون على البر، وإحدى ركائز البرّ هو التعاون العلمي والثقافي والإعلامي.. فهناك دول إسلامية تمتلك الثروة، وأخرى تمتلك العلم، وأخرى تمتلك التقنية الإعلامية، فإيجاد مشروع إعلامي إسلامي موحّد الرؤى وفيه إجماع هو حلم ينبغي أن يخطط له جيداً، ويستدعي المطالبة الشعبية بوسائل الإعلام المختلفة للحث على إيجاد (قناة إسلامية) موحَّدة متفق عليها بكل المشتركات العقائدية بين المسلمين من كل مذاهبهم وتوجهاتهم، ومترجمة باللغات الحية. 
 إن التكامل الإسلامي يسهِّل مهمة التقارب الإعلامي، فهناك دول فيها الثروة، وأخرى فيها العقول والملاكات المؤهلة، وأخرى فيها التقنيات الحديثة، وقادرة على النهوض الإعلامي ونشر القضية المهدويّة بالآفاق؛ فمرونة العقل الإسلامي وقدرته على الاستدلال الفقهي والعلمي في الحوار الداخلي والخارجي من منطلق: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)، فضلاً عن الموعظة الحسنة والحكمة النافعة تحتم إيصال عقيدة الإيمان بالإمام الموعود إلى كافة البشرية. 
   إن الأخوة الإسلامية تستدعي التوحد بالوقوف ضد الاستعمار وسياسة (فرِّق تسد)، والتغريب والاختراق الثقافي التي تحدثه (العولمة)، التي تحاول جاهدة تشتيت قدرات الأمة العلمية الثقافية والاقتصادية، واقتلاعها من جذورها العقائدية، إن التدخلات الدولية لزرع بذور الفرقة والفتنة الطائفية كما بمصر بين الأقباط والمسلمين، وفي السودان بين المسلمين والمسيحيين، وبالعراق بين السنة والشيعة وأضف إلى ذلك أزمات الحدود، وأزمات المياه الحالية والمستقبلية، وأزمات اللجوء، والتحريض بين الدول الإسلامية ما بينها ومشاكل لا حصر لها... كل ذلك يفتت شمل الأمة وقدراتها ومشروعها في عصر الانتظار.
 إن وعي الأمة ينبغي أن يتجه نحو تطوير التعليم، وإصلاح البنية المنهجية للدراسة من رياض الأطفال إلى الجامعات، والاهتمام ببناء القدرات العلمية وتنشئة الأجيال بطريق العلم لتطوير القدرات الصناعية والزراعية والعسكرية، والنصر الإلهي متى ما وجد الاستعداد الذاتي لدى الإنسان فيتحقق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ). وكم من الآيات الكثيرة الدالة على النصر الإلهي: (كم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
 ينبغي على الأمة الاستعداد للإصلاح وردم هوة التخلف، والفرقة، والطائفية، ووأد الفتنة بين المسلمين، واحترام كل العقائد الأخرى المشتركة معنا بالمواطنة، فهم صناع حضارة مشتركة مع المسلمين وهم إخوة بالوطن.
إن نهضة الأمة بعودتها إلى النهج القرآني والنبوي وإتباع آل البيت (ع) فهم حبل النجاة والعروة الوثقى ووصية المصطفى (ص): (إني تارك فيكم الثقلين، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبداً، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض). وصية المصطفى المستوحاة من القرآن الكريم: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى). 
    إن الإسلام يجمعنا والقرآن يوحدنا وحب العترة يطيبنا، فلم هذا الاختلاف والتناحر والتنابز والمؤامرات التي تحاك ضد طرف يعتنق الولاء لآل المصطفى، ويمهد للظهور المبارك الذي أجمعت كل صحاح المسلمين على خروج بقية الله الإمام الموعود فضلاً عما  ذكرته التوراة والإنجيل وما بشر به جميع الأنبياء، إذن، فلنمد يداً بيد، ولتتقارب القلوب والعقول، ولنترك الجزئيات كما يقول الآخر- انه يولد - ونصمم على المضي  بدعوة الإسلام بخروج بقية الله العدل المنتظر الذي تصبو له الإنسانية بكل عقائدها ومعتقداتها لتطهير البشرية من الآثام والرقي بها بالفضائل... 
إن الأمة التي تروم التطور لا بد من أن تسير بطريق الحق، وإن مقياس الحق هو العقل الذي منحه الله للإنسان، فعن طريق التفكير السليم يصل الإنسان إلى النتائج السليمة، حتى أن القرآن الكريم يؤكد على اتباع الحق: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ).
إذن، على الإعلام الإسلامي التركيز على روح القرآن، ورفع درجة التفكير والتأمل بالوجود ليتصور المتلقي عظمة الخالق، فبإمكان البرامج العلمية تصوير خلايا الدماغ حينما يولد الإنسان وفيه (140) مليار خلية، أو  نبض القلب، فحينما يتوقف تتوقف الحياة بأمر الله، ودراسة فسلجة كل خلية ووظيفتها، كل ذلك يشد المتلقي حينما ندرس علوم القرآن التي تجعل الإنسان يتأمل ويحلل ويستنتج ويعود إلى الهداية... من ذلك نقول: إن وظيفة الإعلام الجاد التركيز على الجوانب العلمية القرآنية التي ترتقي بوعي الإنسان، وبالتالي يتم التقارب والتفاهم والحوار بين الأخوة المسلمين أنفسهم، وبين الآخر المختلف عقائدياً، فتسجل هذه الفضيلة للإعلام فيما لو عمل بها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206459
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 9