• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سلاح الشيعة بين التحييد والتجريد -قراءة تاريخية موجزة-٤- .
                          • الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي .

سلاح الشيعة بين التحييد والتجريد -قراءة تاريخية موجزة-٤-

     وصل الحديث إلى ذلك الحدث التاريخي الكبير عندما أفتى سماحة السيد علي السيستاني "دام ظله" بالدفاع الكفائي ضد كيان داعش عند صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف ١٤ شعبان ١٤٣٥هج الموافق ١٣-٦-٢٠١٤م، فكانت صفحة جديدة للشيعة في مواجهة الإرهاب الذي يهدد الوطن والمقدسات.
                 -١- 
تسابق المؤمنون تلبية للنداء، وخصوصًا الشباب منهم تجاه المعسكرات والمقرات الحزبية وفي العتبات المقدسة وأماكن متعددة لنيل شرف الدفاع عن المقدسات، فأتوا أفواجًا فأفواجًا بملابسهم الاعتيادية البسيطة يتسابقون ويتنافسون،  ولا يملك أغلبهم أي سلاح بسيط، بل لا يملك بعضهم نقودًا، فكانت تلك الملحمة الكبرى لتنظيم أمرهم، وتدريبهم على السلاح، وتهيئة الطعام والشراب لتلك الأعداد الكبيرة، ونقلهم إلى مواقع القتال، وغير ذلك من أمور متعددة، والحكومة غير مؤهَّلة لذلك تمامًا وجيشها النظامي منكسر مهزوم، والمؤامرات الدولية والإقليمية والخيانات المحلية قائمة على قدم وساق. 
                -٢- 
فكانت تلك الوقفة العظيمة من الأخيار والأغيار في الدعم المادي الكبير والتبرعات من جهات متعددة ومنها العتبات المقدسة لأولئك المجاهدين وما يحتاجون إليه من مواد غذائية وملابس مختلفة، وسكن ونقل وو، وأما المهم من ذلك كيفية تهيئة السلاح الذي يواجهون به العدو، حيث بدأ التنسيق مع الحكومة من جهة على انهيار قواها، ومع المتبرعين بالسلاح من جهة ثانية، ومع الداعمين ثالثة، والشراء رابعة، وغنائم الحرب خامسة، فكان الدعم الكبير للجمهورية الإسلامية في إيران واضحًا حيث الدعم العسكري والسياسي واللوجستي وغيره، فتوجه المجاهدون الأشراف من الشيعة من محافظات الجنوب وبغداد نحو الجبهات ليدفعوا بدمائهم خطر الكيان الإرهابي عن شيوخ وأطفال ونساء محافظات صلاح الدين والموصل الكبيرتين وغيرهما، وقد رأيناهم بحالة تعجز الكلمات عن وصفها، وتكفي وصفها تلك الأعداد من الشهداء الأشراف الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
                -٣- 
وبدأت فصائل المقاومة تتلاحم فيما بينها ضد هذا العدو المشترك، وتشكلت قوات تابعة للعتبات المقدسة، وشاركت المرجعية الدينية بأساتذتها وطلبتها بملابسهم الدينية في جبهات القتال، فضلًا عن الدعم المعنوي والإنساني، فكانت تلك الانتصارات الكبيرة للمجاهدين، وكسر شوكة المؤامرة العالمية والإقليمية لداعش وأسياده وأعوانه، حتى تم تحرير جميع الأراضي التي كانت تحت سيطرة داعش في وقت قصير عسكريًّا، وتمت إعادة الأهالي إلى بيوتهم آمنين، والحشد الشعبي الشيعي يفخر بتلك البطولات، وبيده سلاحه المادي يدافع عن الوطن ومقدساته، وبين جنبيه سلاحه المعنوي الذي ورثه من مدرسة سيد الشهداء الإمام الحسين "عليه السلام" (هيهات منا الذلة).
 ولكن أقول:  
👈🏻 كيف كانت تنظر أمريكا إلى هذه القوة العظيمة للمرجعية الدينية التي استطاعت بكلمات معدودات، جمع آلاف وآلاف من الشباب للدفاع عن الوطن والمقدسات!!
و👈🏻 كيف كانت تنظر أمريكا وأعوانها من الدول الإقليمية إلى هذه القوة العقائدية الجديدة التي استطاعت أنْ تثبت وجودها كمدافع أساس عن العراق لا يمكن قهره أو كسره بسهولة وهو يرمي بنفسه نحو الموت!!
و👈🏻 كيف كان ينظر الطائفيون الحاقدون إلى قوة الحشد ووجوده في مدنهم التي حررها لهم، وهم الذين مهَّدوا لدخول داعش الإرهابي إلى محافظاتهم، وأعلنوا لهم البيعة والطاعة والولاء!!
👈🏻 فلا بد بعد هذه النظرات أنْ تبدأ المؤامرات تجاه الوضع العظيم الجديد مهما كان ثمن ذلك .. 
 لأنَّ الشيعة لا بد أنْ لا يكون لهم سلاح أبدً!! 
(وللحديث تتمة)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206448
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 09 / 23