قانون الحروب... حين تنعكس ظواهر السماء على الأرض
في إحدى المجالس خلال سنوات الحرب العراقية الإيرانية، نُقل عن أحد المؤمنين قوله العجيب
الحرب أربعة مربعة وثمانية مثمنة
جملة قصيرة لكنها مشحونة برمز غيبي ووعي تأملي في مسار التاريخ، وقد اتضح بعد نهاية الحرب في تاريخ 8/8/1988 أن هذه العبارة لم تكن مجرد تعبير عابر، بل قراءة ضمن منطق القدر.
أربعة مربعة تشير إلى السنوات الأربع الأولى من الحرب (1980–1984)، حيث كانت الجبهات في حالة جمود، تدور بين الزوايا بلا حسم، كأنها دائرة داخل مربع مغلق
أما ثمانية مثمنة فهي السنوات الثمانية الكاملة التي اكتملت بها الحرب، وانتهت بيوم فريد رقمًا وتاريخًا: 8-8-1988
وهنا تكشف المثمنة عن فتح رمزي لباب القدر
فالثُمانيّة هي شكل هندسي مفتوح، وربما باب نور أو فصل جديد.
من زاوية عرفانية، الرقم 8 له دلالة في القرآن، منها قول الله تعالى
﴿ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية﴾
لعل الحرب لم تنتهِ فقط بمفاوضات، بل انتهت حين اكتملت دورتها القدرية
وكأن الرقم هو الخاتم الزمني على صفحة من العذاب، تم طيّها في اللحظة التي شاءها الله، لا الأطراف المتحاربة
فهل في التاريخ مفاتيح رقمية للرحمة والإنهاء كما فيه مفاتيح للبداية؟
هذا ما يستحق أن نعيد التفكير فيه
|