• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : معاداة الشيعة : الطائفية السياسية السنية وأوهام العداء لإيران .
                          • الكاتب : رياض سعد .

معاداة الشيعة : الطائفية السياسية السنية وأوهام العداء لإيران

هنالك أمور اشبه بالبديهيات السياسية والمسلمات الاجتماعية فمنذ بدايات القرن العشرين وهجرة اليهود إلى فلسطين ... ؛ اصبحت قضية فلسطين قضية الأمة الإسلامية والعربية بل واحرار العالم من الحركات اليسارية وغيرها واضحى كره الصهاينة أمرا مسلما بين الناس بل واجبا دينيا ... ؛ بحيث لو رجم ابليس الصهاينة بحجر لترحم المسلمون والعرب عليه ودعوا له بالانتصار على الكيان الصهيوني ولعل هذا الأمر لا يختلف فيه اثنان ...

وعلى الرغم من تطبيع بعض الانظمة السياسية العربية والاسلامية مع إسرائيل الا ان شعوب تلك الانظمة بقت ثابتة على موقفها المعادي للكيان والرافض للتطبيع معه ...

ولكن الامور قلبت رأسا على عقب وأصبح الأمر البديهي مشكوكا فيه بمجرد دخول الشيعة على خط المقاومة الاسلامية والعربية ضد الكيان ... ؛ بحيث اضحت شراذم السنة وشذاذ الطائفية والتكفيرية في المغرب العربي وأفريقيا والخليج والجزيرة والشام والعراق يلعنون كل مسلم شيعي يقاوم الصهاينة او يحارب الكيان بل يدعون الله ومن على منابر الفتنة والحقد الطائفي بأن ينصر الصهاينة على الشيعة العرب وشيعة ايران والعالم اجمع ... ؛ بل وصلت الحقارة بهم حدا إلى تكفير كل مسلم سني وعربي شريف يقف بجانب المقاومة الاسلامية الشيعية ضد الكيان... ؛ بل والتبرؤ من كل حركات المقاومة الاسلامية السنية التي تربطها بالشيعة او ايران روابط اخوة وتعاون وتضامن ...

فكلما حقق حزب الله انتصارا على إسرائيل حزن العرب السنة في تلك البلدان وعلى عويلهم وصراخهم... ؛ وكلما دخلت ايران في معركة مع الكيان ... ؛ هرعت الانظمة العربية والجماعات والجماهير الطائفية إلى الشماتة بإيران والشيعة ,  بل والاستهزاء بشهدائهم وضحاياهم... ؛ والوقوف مع الكيان في الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات وفي المجالس والمقاهي الشعبية بحيث اصبحت ظاهرة معاداة الشيعة والتبرؤ من ايران ثقافة عامة في تلك البلدان ... ؛ فلو حارب الشيعة الشيطان نفسه لترضى السنة عليه و دعوا الله له و وقفوا معه ضد المسلمين الشيعة وضد ايران والعراق وجنوب لبنان واليمن وشيعة البحرين... !!

وكل الأعذار والحجج الواهية التي يتبجح بها العرب السنة غير مقنعة... ؛ فإن قالوا ان ايران او الشيعة العرب قد ارتكبوا جرائم او انتهاكات بحق السنة ... ؛ كذبهم الواقع اذ ان السنة فعلوا الافاعيل وارتكبوا شتى الجرائم والمجازر بحق الشيعة في كل أنحاء العالم  ؛ وان صحت نسبة تلك الجرائم للشيعة وللإيرانيين فهي قطرة في بحر ارهاب واجرام السنة التاريخي والمعاصر... ؛ علما ان هنالك الكثير من القوميات والأنظمة والدول شنت ولا زالت العديد من حملات الابادة ضد المسلمين السنة في الهند وأفريقيا وبورما...الخ ؛ تركوا كل هؤلاء وصبوا جام غضبهم على ايران والشيعة الذين لم يرتكبوا جرائم بحق السنة بقدر ما حاولوا الدفاع عن انفسهم او حماية المقدسات من ارهابهم... ؛ علما ان الدول السنية نفسها طالما تصارعت وتقاتلت فيما بينهم فلماذا لا تحقد على بعضها البعض ؟!

وان قالوا ان ايران تكره العرب وكذلك الشيعة كذبهم التاريخ والواقع فها هي ايران كانت ولا زالت مكانا امنا للمهاجرين العرب فقد استقبلت العرب منذ الفتح الإسلامي والى هذا اليوم وتكتب لغتها بالحروف العربية ولم يتعرض العرب السواح في ايران إلى حملات عنصرية كما هو الحال في تركيا ... ؛ ولم تجهر باحتقار العرب وبغضهم كما فعل الأتراك والعثمانيين سابقا وحاليا ؛ ومع ذلك يغض السنة العرب الطرف عن عنصرية الأتراك وحقدهم على العرب وجرائمهم البشعة في العراق وسوريا وليبيا وغيرها ,  وتؤاطهم مع الصهاينة... ؛ وأما بخصوص الشيعة العرب فمن سابع المستحيلات ان يبغض الشيعي العربي قوميته ولعل رواد الحركات والاحزاب القومية هم من الشيعة العرب بل ومن غير العرب احيانا...

مما سبق يتبين لنا ان السبب الأوحد والرئيسي لهذا الحقد الدفين  وهذه العقد الطائفية المقيتة... ؛  كره القوم لكل ما يمت إلى مذهب ال البيت بصلة وبغض وكراهية كل شيعي حتى لو تشبث بأستار الكعبة وترحم على الصحابة...!!

وهذه الظاهرة الاجرامية والتي أطلقت عليها ظاهرة معاداة الشيعة ومحاربة التشيع... ؛ تعتبر ناقوس خطر يهدد كل شيعي يعيش وسط هذه المجتمعات الطائفية المريضة وتحت راية تلك الانظمة السياسية الحاقدة... ؛ ولا خلاص للشيعة الا بإعلان الدولة الشيعية العربية فضلا عن اعلان دول شيعية في مناطق العالم الأخرى ؛ او التخلص وبصورة نهائية من الاسلام السني المتطرف ومن الحركات والفصائل والاحزاب والانظمة الطائفية والعنصرية والتكفيرية ...

وفي الختام كل هذه الدعوات ضد ايران والمبالغ فيها هدفها الأول والأخير الشيعة ... ؛ وهذا لا يعني اني ابرأ الايرانيين او النظام الإسلامي في ايران من الاخطاء او الهفوات او ادعو إلى تفضيل مصالح ايران والإيرانيين على العراق والعراقيين  ؛ أو افضل الفرس على العرب ... ؛ بقدر ما احاول ان افكك العقد الطائفية واكشف الحيل الملتوية والشعارات المزيفة والتي تستهدف الشيعة عموما والشيعة العرب خصوصا ولاسيما شيعة العراق ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206336
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 4