• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المشروع الحسيني إمتداد للمشروع المهدوي  .
                          • الكاتب : اياد حمزة الزاملي .

المشروع الحسيني إمتداد للمشروع المهدوي 

 

أثبتت كل النصوص الدينية المذكورة في الكتب السماوية المقدسة في التوراة و الانجيل و القران على حتمية بزوغ شمس دولة الحق و العدل الالهي في آخر الزمان 

تلك الدولة التي تحقق كل رسالات و اهداف الانبياء و تحكم بحكم الله في الارض و ذلك على يد الامام المنتظر المهدي صاحب الزمان (صلوات الله عليه) و الذي يملئ الارض قسطاً و عدلا بعد ان ملئت ظلماً و جورا 

حيث ان مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) يأتي بمشروع رباني اصلاحي كامل شامل لكل جوانب الحياة و يقضي على جميع انواع الفساد و الظلم و ينشأ الدولة العادلة الفاضلة الالهية التي تتوفر فيها كل وسائل العيش الرغيد و الحياة الكريمة و السعادة الأبدية 

قال الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) (تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط ترسل السماء عليهم مدرارا و لا في الأرض شيء من البنات الا اخرجته و المال كدوس يقوم الرجل فيقول يا مهدي أعطني فيقول له خذ) 

من الحسين الى المهدي 

من كربلاء إلى الظهور: المشروع الحسيني كجذر روحي للمشروع المهدوي

 

 

 أولًا: الإمامة بوصفها مشروعًا إلهيًا لا ينفصل

 

في المنظور القرآني والعقائدي، كل إمام من أهل البيت يؤدي وظيفة ضمن خط إلهي واحد. هذا الخط يبدأ من آدم كنبي أول، ويتجلى في محمد صلى الله عليه وآله كخاتم للنبوة، ويتكامل في الإمامة بوصفها مشروع استخلاف إلهي مستمر.

 

قال تعالى:

"إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً"

 (البقرة: 30)

 

 

وهذا الاستخلاف لم يتوقف، بل استمر عبر الإمامة، ومشهد كربلاء ليس حادثة تاريخية فقط، بل تجلٍ عنيف للحقيقة الإلهية في مواجهة الباطل المطلق.

 

ثانيًا: المشروع الحسيني – انفجار الوعي في قلب الظلام

 

الإمام الحسين (عليه السلام) لم يخرج لمجرد إصلاح سياسي، بل خرج لأنه كان يرى انحراف الوجود الإسلامي عن مركز النور.

"إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي."

 

 

 

 

هذا يعني أن المشروع الحسيني هو مشروع تصحيح مسار التاريخ، بدمٍ يُوقظ الغافلين، ويُسقط أقنعة السلطة.

 

فلسفيًا، يمكن القول إن الحسين (عليه السلام) جسّد دور "الصدمة التاريخية" في مسار الوعي الجمعي، التي من دونها لا يمكن للأمة أن تتأهل لاستقبال المهدي.

 

 ثالثًا: المشروع المهدوي – اكتمال المسير الحسيني

 

المهدي (صلوات الله عليه) لا يبدأ مشروعًا منفصلًا، بل يُكمل ما بدأه الحسين:

 

الحسين أقام الحجة بدمه، والمهدي يُقيم الدولة بسيفه.

 

الحسين كشف فساد السلطة الظاهرية، والمهدي يهدم جذور الطاغوت العالمية.

 

الحسين ركّز على الحق المطلق حتى لو كان ثمنه الشهادة، والمهدي يُركّز على العدل المطلق حتى لو استلزم الحرب العالمية.

 

 

قال الإمام الباقر (ع) :

 "إذا خرج القائم انتقم من قتلة الحسين، وكتب على رايته: يا لثارات الحسين."

 (الغيبة للطوسي)

ان العرب هم الأمة الملعونة في القرآن الكريم التي قتلت سبط رسول الله و ريحانته و سيد شباب أهل الجنة سيد الشهداء الامام الحسين (صلوات الله عليه) و ستدفع ثمن هذه الجريمة حتى يرضى الله 

يقول الله سبحانه و تعالى في حديث قدسي (إني قاتل من قتلة يحيى ابن زكريا سبعون ألفاً و إني قاتل من قتلة سبط رسول الله الحسين بن علي سبعون ألفاً ألفاً ألفاً)

 

 

 

فالثأر هنا ليس ثأرًا قبليًا، بل ثأر عدالة كونية، لدمٍ أراد أن يعيد للوجود صفاءه.

 

 

رابعًا: البعد الفلسفي – من الدم إلى الدولة

 

في المنظور الفلسفي الشيعي، حركة التاريخ لا تنفصل عن حركة الوجود. وبالتالي:

 

كربلاء تمثل نقطة "الانكسار الأخلاقي" الذي فضح زيف الأمة.

 

الظهور يمثل نقطة "الاستعادة الإلهية للميزان" بعد نضج الوعي الجمعي.

 

 

وكما أن الدم الحسيني فَجّرَ وعيًا نائمًا، فإن العدل المهدي يُفجّر طاقات الفطرة الكامنة في الإنسان.

 

قال الإمام علي (ع): 

"أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ليظهرن هؤلاء – يعني المهدي وأصحابه – على الدين كما يظهر الفجر على الليل المظلم."

 (النعماني، الغيبة)

 

 

 

 خامسًا: جدلية الشهادة والتمكين – من الحسين إلى المهدي

 

المشروع الحسيني والمهدوي ليسا متعارضين، بل يمثلان قطبي معادلة إلهية:

 

القطب الوصف الوظيفة

 

الحسين (ع) الدم يقظة الوجدان

المهدي (عج) السيف تحقيق العدالة

 

 

فلو لم تُسفك دماء كربلاء، لما بقي للإمام المهدي قاعدة باكية، تنتظر، وتتهيّأ.

 

ولهذا قيل: 

 "كل أرض كربلاء، وكل يوم عاشوراء، وكل منتظرٍ حسيني."

 

 

 سادسًا: من كربلاء إلى الظهور – السنن الإلهية

 

الله سبحانه لا يُغير الواقع بقفزات، بل عبر سنن 

 "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"

 (الرعد: 11)

 

فالحسين غيّر ما في داخل الإنسان من بلادة وصمت، ليصبح الإنسان مستعدًا للتغيير الأكبر على يد المهدي.

 

 الحسين بداية الطريق، والمهدي نهايته

 

الحسين هو الصرخة الأولى في وجه الانحراف، والمهدي هو الجواب الأخير في وجه الظلم الكوني.

 

فمشروعهما واحد: 

إقامة "الحق بوحي السماء"، و"هدم الباطل بجذوره".

الحسين علّمنا كيف نموت من أجل الحق، والمهدي سيعلّمنا كيف نعيش من أجل الحق 

ان الجمهورية الاسلامية المباركة في ايران تعتبر اليوم هي دولة الامام المهدي (صلوات الله عليه) و هو صاحب هذه الدولة الفعلي و السيد علي الخامنئي (دام ظله المبارك) هو نائبه و جنديه و كل المسؤولين فيها هم جنود عند صاحب الزمان و هناك العشرات بل المئات من الروايات المعتبرة المروية عن أهل البيت (صلوات الله عليهم) تؤكد ما ذهبنا إليه 

و سوف أذكر رواية واحدة لضيق المقال و من اراد المزيد قراءة مقالنا السابق(ايران جمهورية الانبياء) 

وهذا نص الحديث من مستدرك الحاكم :

( عن عبد الله بن مسعود قال : أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه ، فما سألناه عن شئ إلا أخبرنا به ، ولا سكتنا إلا ابتدأنا ، حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين ، فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه ! فقلنا يا رسول الله ، ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! فقال :

إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد ، حتى ترتفع رايات سود في المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ! فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا على الثلج ، فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، فيملك الأرض ، فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) . 

عن مولانا الامام الصادق (صلوات الله عليه) قال (قم عش آل محمد) 

أنا اتكلم هنا بكل موضوعية و تحليل علمي بحت بعيداً عن العواطف و اسقاطات اللا شعور و سيتقبله كل ذي علم و بصيرة و منصف و سيرفضه (ابناء الرفيقات المناضلات)

ان دولة الامام المهدي باقية ما بقي الليل و النهار و الى الابد و هي تزداد قوة و شموخاً و عنفواناً 

انها كالنجوم كلما اشتدت عليها ظلمة الحاقدين ازدادت ألقاً و توهجاً و انها كالنار كلما اشتدت عليها رياح الحقد و الاستكبار ازدادت توهجاً و سعيرا 

ستذل لنا الدنيا بعد جموحها و ستذل لنا رقاب الطغاة عاجلاً (انهم يرونه بعيدا و نراه قريبا) 

هذه بشارة من السماء باننا نحن المنتصرون في النهاية 

قال تعالى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} صدق الله العلي العظيم 

والعاقبة للمتقين...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 08 / 3