بعد يوم من رحيلك يا ابي
كانت الطبيعة تنوح ..كأنها مأتم
كانت حسينية المرحوم موسى العمران
قد أكتظت بالمعزين
أقرباء...أصدقاء وجيران
أساتذتي وزملائي في الكلية
الجميع حضروا
كي يقدموا...لي ولأخوتي التعازي
ولكي يسألوا الله تعالى..
أن يمنحنا الصبر والسلوان
...........................................................
قد كنت حقا يا أبي
تمتلك نورا معنويا
أراني جمال العالم..وبهجة الكائنات
كنت دوما محبا إلى الخير
لنا.. للناس...والدنيا بأسرها
قد خبرت الحياة بحلوها ..ومرها
فجأة
وأنا سارح في همومي
واتمنى أن يتفتت قلبي
التفت إلي استاذي الدكتور حسن البياتي قائلا:
ـ والدك يا حامد.. قامة من قامات البصرة
تهاوى بغتة...للاسف الشديد
ولم ير... ويحضر حفلة تخرجك
(سالت دموعي على خدي)
وأنا أقول:أحسست أني أنسلخت عن الحياة التفت إلي الدكتور زاهد العزي:
ـأنا اسمع أنات قلبك يا حامد...أترك البكاء
لن تجفل الشمس...ولن تتراجع مذعورة
انفض عن نفسك الهموم..
يكفي أن والدك من صناع الجمال
والسرور النبيل
لكن هو الموت..يحرق أخضر العقلاء
الكرماء والمبدعين
ويعطب أجسادهم...!
شكرا دكتور ...هذه شهادة اعتز بها
............نعم يا والدي العزيز
أحييك..ايها الرجل الطاهر
لك كل الاجلال
أحييك..أمام الحشود المسرعة
من الأموات ...والاحياء
وأمام نفسي
وأمام الزمان
كان يوم رحيلك
اليوم الاصعب...والأمر
تدحرجت انا
حتى سقطت
على الأرض
ولم استطع الكلام
ولا حتى البكاء
.............اه...اه...!
|